&جهاد الخازن
انتهى «سوبر ثلثاء» الثاني في الانتخابات التمهيدية بين الطامحين إلى مجد الرئاسة الأميركية كما توقعت استطلاعات الرأي العام، وفاز دونالد ترامب في أربع ولايات، وفازت هيلاري كلينتون أيضاً في أربع ولايات.
ترامب هزم السناتور ماركو روبيو في الولاية التي يمثلها في مجلس الشيوخ، أي فلوريدا، وكانت خسارة روبيو كبيرة فأعلن الانسحاب من المنافسة، وهاجم ترامب، كما فعل كل منافس آخر.
ربما كان أفضل مرشح جمهوري للرئاسة هو جون كايسيك، حاكم أوهايو، الذي خرج منتصراً في ولايته، إلا أنه يبقى متأخراً كثيراً عن المتنافسين الآخرين، ولا أرى أي أمل له بانتزاع الترشيح عن الحزب الجمهوري.
كلينتون فازت على بيرني ساندرز بأصوات قليلة في ميسوري، إلا أن هذا أيضاً ما حدث في المنافسة بين الجمهوريين، وترامب يتقدم على تيد كروز في الولاية نفسها بأصوات قليلة.
اليوم أصبح عند ترامب 621 صوتاً من أصل 1237 صوتاً يحتاج إليها للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، وأصبح عند كلينتون 1561 صوتاً من أصل 2383 صوتاً تحتاج إليها للفوز بالترشيح عن الحزب الديموقراطي.
لن أقول إن الموضوع حُسِمَ لترامب وكلينتون، فالتصويت في كاليفورنيا التي تتقدم الولايات التسع والأربعين الأخرى في عدد سكانها سيجري في 7 حزيران (يونيو)، والفائز من الجمهوريين يحصل على 172 صوتاً ومن الديموقراطيين على 546 صوتاً.
مع ذلك هناك ولايات مهمة قبل كاليفورنيا، منها ولاية واشنطن في 26/3، وولاية وسكنسن في 5/4، ونيويورك وهذه ثانية الولايات في عدد السكان في 19/4. الانتخابات التمهيدية في ماريلاند وبنسلفانيا ستجرى في 26/4، وأغامر فأقول إن النتيجة النهائية ستُحسَم في هذه الولايات وقبل الوصول إلى كاليفورنيا.
أكتب كمواطن عربي يعرف أن الإدارة الأميركية تؤثر في مصير وطنه، ولا أريد أن يفوز ترامب بالرئاسة، إلا أنني أفضله ألف مرة على أمثال تيد كروز وماركو روبيو المُنسحِب. المؤسف أن جون كايسيك متخلف عن الركب مع أنه يملك أفضل مؤهلات للرئاسة بين الجمهوريين.
لو كنت ناخباً أميركياً لاخترت هيلاري كلينتون للرئاسة، فهي تملك المواصفات المطلوبة كلها، زوجة رئيس وعضو في مجلس الشيوخ ووزيرة خارجية، كما أنها معتدلة عاقلة.
أغامر وأقول إنه لو كانت المنافسة بين كلينتون وترامب على الرئاسة لفازت المرشحة الديموقراطية. بل أني قرأت قول جمهوريين بارزين إن انتزاع ترامب ترشيح الحزب سيجعلهم يصوتون لكلينتون.
ترامب وكلينتون مسجلان للحديث في مؤتمر اللوبي اليهودي (ايباك) الذي يبدأ في 20 من هذا الشهر ويستمر ثلاثة أيام. إلا أنني أقرأ في المواقع الليكودية الأميركية معارضة عنيفة لهذين المرشحَيْن، فأنصار إسرائيل يريدون عودة المحافظين الجدد من أمثال روبيو وكروز. والليكوديون من التطرف أنهم يهاجمون بيرني ساندرز مع أنه يهودي، ويتهمونه بأنه ينكر أصله. وهم حتماً لا يحبون وصفه نفسه بأنه ديموقراطي اشتراكي.
الولايات المتحدة لم تكن يوماً، وليست اليوم، حليفة لأي بلد عربي مع أنها تزعم ذلك. الإدارات الأميركية المتعاقبة تدعم إسرائيل دولة الاحتلال والقتل، وتقدِّم إيران على دول الخليج كلها. لذلك أفضل فوز كلينتون أو ترامب، فهما خارج دائرة نفوذ أعداء العرب المعروفين. (سأكتب قريباً عن عداء أنصار إسرائيل لهما).
التعليقات