&&FINANCIAL TIMES&

ديمتري سيفاستوبولو وكورتني ويفر من نيويورك

&تيد كروز لديه عدد قليل من الأصدقاء في واشنطن حتى إن ليندسي جراهام، زميله الجمهوري، قال أخيرا "إن أيا من أقرانه في مجلس الشيوخ لا يهتم ما إذا كان المنافس الرئيسي لدونالد ترامب في السباق الرئاسي في الحزب، قد قتل".&

وقال سناتور ولاية كارولينا الجنوبية الشهر الماضي "إذا قتلت تيد كروز على أرض مجلس الشيوخ، وكانت المحاكمة في مجلس الشيوخ، فلا أحد سيدينك".

&إلا أن هذا المحامي الذي تلقى تعليمه في "برنستون" و"هارفارد"، تلقى على مدى الأسبوع الماضي تأييدا ليس من جراهام فحسب، بل فاز بدعم ميت رومني، الشخصية الكبيرة في الحزب الذي رشح نفسه للرئاسة في عام 2012.

&واليوم مرت سنة واحدة منذ أن بدأت حملته المضادة للمؤسسات الدخيلة في كلية مسيحية في ولاية فرجينيا - فحصل على دعم من جيب بوش، حاكم فلوريدا السابق الذي كان ذات مرة المرشح المفضل للمؤسسة.

&تأمين التأييد للمؤسسة التي طالما انتقدها كروز باعتبارها "منظمة واشنطن" يعتبر تحولا عجيبا في السباق الجمهوري. في حين تم دفع ترامب من قبل حركة شعبية في قاعدة الحزب المحافظ، تسمر تيار الجمهوريين في مكانه على أساس أنه سيخسر أمام هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية الأوفر حظا، والأهم من ذلك تمزيق الحزب إربا مع ما يعتبره كثيرون عنصريته العرقية وكراهيته للأجانب.

&وقال توني فراتو، مسؤول سابق في إدارة بوش "الأوقات العصيبة تتطلب اتخاذ تدابير يائسة". وقال في مؤتمر في تموز (يوليو)، "إن قلة من الجمهوريين هي التي تحب كروز، لكنهم رأوا أنه المنافس الوحيد الموثوق به أمام ترامب".&

وفي حين إن صاحب المليارات في نيويورك لديه تأييد عدد كبير من المندوبين، إلا أن فرص التوصل إلى مؤتمر منقسم متنازع عليه - حيث لا يوجد مرشح واحد له أغلبية 1237 مندوبا - آخذة في الازدياد، ولا سيما بعد فوز كروز بجميع المندوبين في انتخابات ولاية يوتا يوم الثلاثاء الماضي.

&وقال فراتو "بالنسبة إلى أولئك بيننا الذين لا يؤيدون ترامب أو كروز، فإن فكرة وجود مؤتمر يصل إلى طريق مسدود في اختيار مرشح محترم هي واحدة من تلك الأوهام المهدئة التي تساعدنا على النوم ليلا.

&هذا هو مثل تغيير غرف الولاية على متن سفينة تيتانيك. الجمهوريون حقا منقسمون بشدة ولا يمكن لأي مرشح توحيد الحزب. وبما أننا نواجه تحديا هائلا للفوز بالرئاسة حتى مع وجود حزب موحد، الحزب الجمهوري سيخسر ويخسر بشدة أمام هيلاري كلينتون".&

في حين إن مؤسسة الحزب ترى كروز باعتباره شخصا أيديولوجيا جامدا لخدمة مصالح ذاتية، الذي رفض التعاون مع الزملاء، يرونه باعتباره أفضل وسيلة لإنقاذ الحزب. في الوقت الذي يكرهونه، هم أقل قلقا بشأن سياساته، على الرغم من أنهم يعتقدون أنه يميني جدا على نحو لا يؤهله إلى الفوز بعدد كاف من المستقلين للفوز في الانتخابات.&

غير أنهم يقولون "إنه على الأقل محافظ، خلافا لترامب"، الذي يقولون عنه "إن لديه قليلا من المبادئ المحافظة".

&هناك نكتة شائعة في واشنطن تقول "إن أفضل طريقة لأوباما لتوليد ثمانية شواغر في المحكمة العليا ستكون بترشيح كروز إلى هذه الهيئة". حتى قال بعض النخبة الجمهوريين بشكل خاص "إنهم سيصوتون لهيلاري كلينتون بدلا من ترامب".&

وبعض الذين يقولون "إن الحزب يحتاج إلى التخلي عن القضايا الثقافية مثل المعارضة لزواج المثليين والجاذبية الأكثر للأقليات، يأملون أيضا أن ترشيح كروز ينهي الجدل الداخلي للحزب الذي يكافح للفوز بالبيت الأبيض لأنه نادرا ما يرشح محافظا حقيقيا".&

وقال مسؤول كبير سابق في إدارة بوش "كثير من التيار الجمهوري يفضلون خسارة كبيرة مع كروز من خسارة قبيحة مع ترامب".&

ركب رافائيل إدوارد كروز موجة حزب الشاي في مجلس الشيوخ في عام 2012، لكنه بدأ مسيرته كجمهوري نموذجي في المؤسسة. هذا الشخص المولود في كندا من أب كوبي وأم أمريكية، عمل محاميا لعدة سنوات بعد تخرجه من كلية الحقوق في جامعة هارفارد، قبل أن ينضم إلى الحملة الرئاسية لجورج دبليو بوش.&

بعد فوز بوش بالانتخابات، أمل في الحصول على وظيفة كبيرة من شأنها أن تتطابق مع ما وصفه الزملاء بأنه "أنا" ضخمة، لكنه أعطي منصبين متعاقبين من المستوى المتوسط اللذين وصفهما لاحقا في سيرته الذاتية "وقت الحقيقة" بأنهما مدمران. واعترف "كنت مغرورا جدا من أجل مصلحتي الخاصة".&

قفز كروز من على السفينة عندما عرضت عليه وظيفة المحامي العام لولاية تكساس، وهو منصب له مكانة رفيعة، فشوهد المحامي الدستوري وهو يجادل حول تسع قضايا - فاز بخمس منها - أمام المحكمة العليا.&

وقال توم باوكن، وهو رئيس سابق للحزب الجمهوري في ولاية تكساس، "إنه رأى وظيفة تكساس باعتبارها وسيلة لتلميع صورته". وأضاف "رأى بوضوح أنه لم يكن قادرا على الانتقال إلى منصب بارز في إدارة بوش".&

ومن وجهة النظر السياسية "كان ذلك خطوة ذكية جدا". وقال جمهوري آخر من تكساس الذي يعرف كروز "إنه كان من الصعب أن تعرف ما الذي كان للقضية وما الذي كان للنهوض بالشخصية". وأضاف أنه "كان لديه سمة مثل نيكسون من حيث طموحه وعدم شعوره بالأمان والطريقة التي يجر بها زملاءه في الطريق الخطأ".

&وقال جون ماكين، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا الذي وصف التكساسي بأنه "طير مخبول" لصحيفة فاينانشيال تايمز في مقابلة أجريت معه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، "إن زميله يجسد النفاق الهائل". وفي حين إن كروز يرسم نفسه باعتباره تجسيدا لرونالد ريجان، يقول منتقدوه "إن إنجازه الوحيد كان قراءة أحد كتب الأطفال خلال التعطيل لمدة 21 ساعة في مجلس الشيوخ، في محاولة لإغلاق الحكومة في عام 2013".&

في وقت سابق من هذا الأسبوع ساعد جراهام - الذي قال في وقت سابق "إن الاختيار بين ترامب وكروز كان مثل أن تتعرض لإطلاق النار أو أن تصاب بالتسمم - التكساسي على جمع المال من الناخبين اليهود". وقال كروز مازحا "إنه لم يكن لديه قط حدث لاستضافته من قبل شخص طالب قبل ثلاثة أسابيع بقتلي".