&يوسف القبلان

&تتسم العلاقات السعودية - المصرية بالمسؤولية والتمسك بالمبادئ التي تحافظ على مصالح الأمتين العربية والإسلامية، وتعزز العمل من أجل المصالح المشتركة.

دور مسؤول وقيادي تقوم به الدولتان. دور مؤثر على المستوى العربي والإسلامي والدولي. مسيرة من العلاقة البناءة تتجاوز ما يعترضها من تقلبات سياسية. مسيرة تاريخية نتج عنها تعاون وتنسيق مستمر ومشروعات تنموية في كافة المجالات.

السعودية ومصر علاقة عاطفية ثقافية سياسية اقتصادية اجتماعية. ارتباط قوي يتسم بالاستمرارية مهما اختلف الرأي حول قضايا معينة. البلدان يقومان بدور محوري في القضايا العربية والدولية. امكانات وقدرات وخبرات ونضج سياسي مكّنت البلدين من الحفاظ على الثوابت والتغلب على التحديات.

تلك التحديات كان يمكن أن تعصف بسهولة بعلاقة بين أي بلدين، ولكن في حالة السعودية ومصر استمرت العلاقة التاريخية الاستراتيجية صامدة متمسكة بمبادئها رغم الأزمات العربية الصعبة، والانفتاح الاعلامي الذي قد يتجاوز حدود الحرية المسؤولة الى ساحة الفوضى.

ومن تلك التحديات تحديات خارجية تحاول توتير العلاقة بين البلدين وإفساد علاقة الصداقة والتفاهم وما ينتج عنهما من تنسيق استراتيجي لمصلحة الأمن القومي العربي. لكن تلك التدخلات تفشل في تحقيق أهدافها بسبب متانة العلاقة بين البلدين وايمان القيادات بالدور المسؤول للبلدين.

وفي ظل الظروف الراهنة التي تمر بالعالم العربي يبرز الدور القيادي للبلدين، ويلتقى القادة لا من أجل جدل حول تعدد الآراء تجاه بعض القضايا، وإنما من أجل الحلول، والمستقبل، والعمل التكاملي من أجل الأمن والرخاء والاستقرار.

الشعوب العربية تنتظر اللقاءات العربية البناءة. اللقاءات التي تجمع الدول القوية المؤثرة لتقوم بدور قيادي يخرج العالم العربي من أزماته المتكررة الى عالم جديد برؤية جديدة تتجه نحو التعليم والتنمية التي تركز على الإنسان وسيلة وغاية.

إن العلاقة التاريخية بين السعودية ومصر مصدر قوة للعرب بالمكانة والقدرات التي تتوفر للبلدين. وقد تختلف الآراء حول قضايا عربية أو دولية وهذا شيء صحي لا يزعزع الروابط القوية بين البلدين والأهداف المشتركة التي تجمعهما، والمسؤولية التي يقومان بها مهما كانت الظروف.