&فهمي السيد

&يعيش العالم العربي هذه الأيام أسوأ فتراته من حيث حجم التهديدات الخارجية والأخطار المحدقة بدوله، وكذلك حالة التفتت والتشرذم التى يعيشها كثير من الدول ما بين صراعات وحروب مسلحة وأزمات سياسية واقتصادية واستقطاب مجتمعي وعدم استقرار سياسى وأمنى، وتفتت وتقسيم وانهيار بعضها خاصة في سوريا والعراق واليمن، ورغم ذلك جاءت المناورة العسكرية حفر الباطن بين كل من مصر والسعودية لتؤكد أنهما صمام الأمان ورمانة الميزان لمواجهة التهديدات الخارجية والتحديات الداخلة والحفاظ على الحد الأدنى من التماسك بفضل التنسيق والتعاون المستمر بينهما .

السعودية ساندت مصر وهى تواجه أزماتها السياسية والاقتصادية منذ أحداث يناير 2011 وحتى تاريخه بالدعم السياسي والمالى وزيادة استثماراتها فى مصر وأخرها ما نتج عن الاجتماع التنسيقى المصري السعودى بتقديم استثمارات سعودية بمبلغ 250مليون جنيه لدعم المشروعات الصغيرة في مصر ،وهو تجسيد للدعم السعودي المتواصل لمصر ،وفى المقابل فإن مصر تقف إلى جانب الشقيقة السعودية فى مواجهة التحديات المتزايدة مع اشتعال الأزمات فى المنطقة خاصة في اليمن ومواجهة الخطر الايرانى المتزايد، ومحاولتها بسط نفوذها والتدخل في شئون المملكة وغيرها من الدول فى محاولة للسيطرة على المنطقة العربية.

ولاشك ان التكامل بين عناصر القوة المالية والعسكرية بين البلدين يساعد فى الدفاع عن قضايا العالم العربي إقليميا ودوليا ،وفى الدفاع عن قضايا العالم الاسلامى وضد تطرف وانحراف الجماعات التي تتخذ من الدين ستارا لخدمة أهداف وأجندات خارجية لمصلحة أعداء الإسلام، مثل داعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها والتى شوهت صورة الإسلام فى العالم، واستخدمت الدين لتبرير أفعالها الإرهابية والإجرامية فى حق الشعوب العربية والإسلامية .

السعودية بما تمتلكه من نفوذ المال ومكانتها السياسية فى العالم الخارجى تستطيع ان تفعل الكثير لخدمة المنطقة العربية،كما ان الدعم السعودى لخدمة الإسلام وتوظيف الثروة النفطية ،التى حباها بها الله استجابة لدعوة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم ،(وارزق أهله من الثمرات) وامتد دور المملكة ليشمل تقديم المساعدات الإنسانية للدول الإسلامية والمالي للدول الفقيرة ودعم نشر الإسلام فى الدول الأجنبية عبر إقامة المراكز الإسلامية المنتشرة فى العديد من العواصم الأجنبية وفى كل بقاع العالم .

ومصر وهى الشريك الأساسي الداعم للمنطقة العربية بمالها من نفوذ عسكري ولموقعها الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك قوتها الناعمة وقوة العنصر البشري بها ودورها التاريخي في مساندة أشقائها العرب لا ينكره جاحد وخاصة السعودية، ويجب ألا نغفل دور الإمارات وأهميتها في المنطقة ودعمها الواضح لمصر والسعودية،وتمثل الدول الثلاث أهمية كبرى فى معادلة التوازن العربي للوقوف ضد مخططات هدم المنطقة والسيطرة عليها من خلال الدور التركي العثماني والدور الفارسي الايرانى .

والمناورة الأخيرة العسكرية بين البلدين والاتفاقات التى تمت بينهما كانت ابلغ رد على أصحاب الشائعات من هواة إطلاقها لزعزعة استقرار المنطقة، وإحداث فتنة في العلاقة بين البلدين مستغلين تباين وجهتي نظر البلدين حول دوريهما فى الأزمة السورية وإنزال قوات برية فى اليمن، واتضح ان العلاقات بين البلدين متينة وقديمة قدم التاريخ ولا تتأثر بهذه الشائعات المغرضة ،ولهذا يجب علي الدولتين الكبيرتين عدم الالتفات لهذه الشائعات والعمل المتواصل على حل الأزمات التى تواجه العالم العربي بالوسائل السلمية والحلول التوافقية التى تشمل استيعاب الجميع، والعمل كذلك علي إزكاء روح العروبة كما كانت أيام الزعيم العروبي ناصر،والوقوف صفا واحدا خلف قيادتي البلدين لمواجهة الأخطار والتهديدات الإقليمية المتزايدة والتى لا تستطيع دولة واحدة مواجهتها بمفردها، وهو ما يجعل مصر والسعودية ومعهما الشقيقة الإمارات رمانة الميزان وصمام الأمان للعالمين العربي والإسلامي .

ولهذا يجب على الدولتين التنسيق والعمل المشترك دائما بينهما فى كافة المجالات السياسية والعسكرية تحديدا لأنها القوة التى تحمى التعاون الاقتصادى بينهما وتشعر شعبيهما بالأمان وإيصال الرسالة إلي المتربصين بهذه العلاقة الحميمة بأنكم لن تستطيعوا العبث بالمنطقة مادامت الدولتان في رباط والي يوم الدين إن شاء الله عز وجل ذلك.

&

&

&

&