&&سعد الحميدين

&في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في افتتاح جلسة مجلس الوزراء التي خصصت لمشروع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وما هي صورة المستقبل التي يعمل الحاضر على بنائها كمشروع تحولي يتبع المتطلبات الدالة على تطور ونماء الكيان الكبير، والمتمثل فيما طرح من رؤى مستقبلية، جاءت في خطاب صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد، كان الملك سلمان يستشرف المستقبل، ويؤيد ما يدفع بالممللكة إلى مقدمة الأمم نظراً لمكانتها الروحية، والإستراتيجية، وما تتطلبه التحولات من القيادة وما هو المطلوب من المواطن الذي تعمل القيادة بكافة أركانها على تحمل المسؤولية للعمل من أجل غد أفضل، وحاضر متنام ومواكب، وهدف من أجل الوطن وبنائه مع التمسك بالعقيدة الصافية، والحفاظ على أصالة وثوابت المجتمع، حيث قال في ختام كلمته الكريمة: "وقد اطلعنا على رؤية المملكة العربية السعودية التي قدمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ووافق عليها مجلس الوزراء شاكرين للمجلس مابذله من جهد بهذا الخصوص آملين من أبنائنا وبناتنا المواطنين والمواطنات العمل معاً لتحقيق هذه الرؤية الطموحة، سائلين الله العون والتوفيق والسداد، وأن تكون رؤية خير وبركة تحقق التقدم والازدهار لوطننا الغالي".

خادم الحرمين في هذه الكلمات المعبرة عن ثقته بالمسؤولين لثقته بأنهم في ما عملوا من تخطيط وما رسموا من رؤى كان المثال الذي يجب أن يكون. والتوجه للمواطنين لأنهم العنصر المقصود بجميع الجهود التي تعملها الحكومة وتحرص عليه، ولكونها حريصة عليه فيتوجب عليه أن يعمل بالمساندة والمساعدة وأن يضع يده في يد المسؤولين للعمل الجماعي الذي يرفع الوطن وقيمته التي هي قيمتهم.

وفي الرؤية التي تبناها ويعمل من أجلها بكل جد وإخلاص لكي تتحقق يقف فكر شاب متقد تحمل مهمة العمل المثمر المدروس، والذي يحفظ للكيان مكانته الشامخة، وهو فكر سمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي عمل في فترة قصيرة مالا يمكن عمله في سنوات طوال، فهو يقول ويفعل، ويتحرك في كافة الاتجاهات في الداخل والخارج والرحلات المكوكية والمقابلات المهمة مع المهمين والفاعلين في العالم، فتأتي أفكاره وهي تحمل الخير والنماء للبلاد، لكي تستمر في مسيرتها المباركة ومكانتها التي يحفظها لها العالم، يجدد ويغير في البنية وفي الأشخاص، فهمّه العمل الذي ينفع الوطن، ويحفظ المستقبل باستشرافه، فاعتمد على الشباب في المراكز المنتجة، والنافعة، ولم يهمل هموم المواطنين بالرغم من المشاغل التي يتولى أمورها، وجميعها مهام تحتاج إلى بذل جهود فكرية وجسمانية، فالنتائج لهذه الجهود ظاهرة وواضحة، فهي تثبت أن المملكة شابة على الدوام، والشباب يتمثل في الإنجازات التي تحققت، والاجتهادات المتواصلة في بناء استراتيجيات، في المسائل الحياتية التي يدركها كل منصف، ففي الاقتصاد عملت وتعمل الحلول العملية المضمونة، والعسكرية، والصناعية، والتحول من المستهلك والمستورد إلى المصدر، فالبلاد متى ما توجهت الوجهة التي يرسمها محمد بن سلمان نحو جعلها مصنّعة لتوفر المواد والخامات، فالمواد الأولية للحديد، والزجاج، والغاز، ومواد أولية أخرى للصناعة يعرفها الخبراء، الذين يعلمون كيف تقام المصانع وكيف يظهر المنتوج، وقد ذكر سموه ماليزيا كيف كانت وكيف أصبحت، والتحول ممكن في بلادنا القارة التي تحتوي على جميع الخامات التي تتطلبها الصناعات الحديثة، وفي الرؤية نقلة شاملة في جميع المتطلبات اللازمة لكيان كبير، فالتحول يشمل الخصخصة، والقطاع الخاص عنصر فاعل متى طلب منه، وأنيطت به الأعمال، والتعليم متاح للجنسين والنظر في منهجيته، حيث تُوَجّه إلى ما تحتاجه المرحلة، أعني التعليم الذي يخرِّج المنتجين، ليكون الاعتماد الكلي على أبناء الوطن، في الصناعة، والهندسة، والطب، والاقتصاد وكل متعلم /متعلمة حسب التحصيل سيكون له مكانه الذي سوف يشغله بجدارة، وقد كان للثقافة عند سموه النصيب المبشِّر في حديث الرؤية، فالثقافة مهمة حتمية في الكيان، والمأمول أن تكون الصورة قد اتضحت بأن التوجه إلى أن هناك نظرة أوسع وفتح الباب أمام كافة الفنون الراقية، فتأسيس المتحف الإسلامي الذي جاء ضمن الرؤية يعتبر مهماً بالنسبة للفن ونافذة على العالم، وهذا يدفع إلى أن نأمل أن يلحق في ذلك متاحف وقاعات للفنون التشكيلية ومسارح مهيأة لكل أنواع الفنون، وجميعها من حق المواطن، فهي التي ستظهر المبدعين، وستساعد المواطن على أن يجد ما يريحه بعد عناء العمل، ثم إنها سترفع من مستوى الذوق متى ما دُرِسَتْ خطة للعمل على إيجاد مثل ذلك، والعالم كله يحرص على تنمية الفن، وبلادنا القارة فيها من الأنواع والألوان الفنية الكثير التي لو ظهر على السطح لشدت الأنفس وحصلت على الأوليات، ولكن نعرف أن ذلك لا يجيء دفعة واحدة ولكن على جرعات من الحرية لكي يعبّر الفنانون عن مكنوناتهم من الإبداعات، فوزارة الثقافة والجمعيات والثقافية والأندية الأدبية قادرة على أن تكون البادئة متى مالقيت الدعم والحماية، وحرصت على أن تقدم الراقي المفيد، والذوق الرفيع.

وأن تخف، أو تختفي الرحلات التي تشبه الهجرات الموقتة للخارج ودول الجوار في أقصر عطلة أو إجازة بحثاً عن مشاهدة فيلم، أو سماع مغن سعودي، أو مسرحية فكاهية، وجلسة في متنزه يقدم عروضاً بهلوانية.

إنها رؤية سعودية المستقبل 2030 وقد بدأت، وهي تثبت للعالم أن هذا الكيان الكبير الذي بناه صقر الجزيرة العربية وأرسى قواعده سيظل شامخاً وأن الجيل الشاب من القيادة يتفاعل ويتعامل مع المعطيات التي تؤكد الرسوخ، والتلاحم والتعاضد للحفاظ على الوطن والمواطنين، والمواطن يعي ويدرك ما هو فيه من نعمة الأمن والأمان، وفي مرحلة الحاجة إليه يبادر إلى التجاوب والتفاعل، والكل يعرف أن الاقتصاد العالمي يعاني من الأزمات، ونحن جزء من العالم، فالتعاضد مع الدولة في الرؤية واجب تحتمه المواطنة واللحمة الوطنية القوية النسيج التي تتأكد بالتجاوب مع نداء الوطن في المواقف المشرفة.