&رمضان مصباح الإدريسي

تقديم:&

حينما تساءل جلالة الملك ،في خطابه الخليجي الأخير:"ماذا يريدون منا ؟" غالبت دموعي،وأنا أستحضر كل الثقل التاريخي- المغربي بالخصوص- لهذا السؤال الملكي، في حضرة ملوك العرب.&

تجاوزت خرائط الحاضر القائمة فعلا؛كما تجاوزت الخرائط التي نُهدد بها؛دون أن يسمى هذا إرهابا جغرافيا.&

تجاوزت قضية الصحراء ،لأنني أعرف أن المغاربة – ملكية وشعبا- قد يلقون بأبنائهم في البحر ؛لكنهم لن يفرطوا في كثيب من صحرائهم.أو قل ما تبقى من إمبراطوريتهم القديمة ،بعد أن عبث المقص الاستعماري،وغدَر الجيران،بخريطتهم.

&فهي "قضية وجود وليست قضية حدود".

&يجب أن يتمثل العالم هذا قبل أي مغامرة بأمن الجنوب الأوروبي ؛إن لم يكن أمننا يعنيه.

&ويجب أن تنام الجزائر على هذا الكلام إذ الليل ناصح ؛حتى لاتغامر بكل ثروتها السريعة العطب والاحتراق؛ وهي بالكاد تحمي حماها.

&بهذه الأحاسيس دخلت إلى الأرشيف الرقمي الفرنسي - العربي - مادام الوطني بعيد المنال؛وكل همي أن أتداوى بالتاريخ ؛باعتباره ،ليس شفاء فقط،بل سلاح دمار شامل لمن لا تاريخ لهم ؛ولا جغرافية لهم عدا ما سرقوه من غيرهم.

&غصت في ثروة فرنسا العربية الليالي الطوال ؛وغالبت ستينيات عمري، وكابدت في فك الخطوط اليدوية القديمة ،والتعامل مع ما تبقى من وثائق مهترئة؛ وكان السند ،والمحفز، وضع المغاربة أمام شهادات دامغة على عمق تاريخهم ، وقوة حضورهم الدولي ،في زمن لم تكن فيه الكثير من الدول التي تهدد خرائطنا موجودة .

&ماذا يريدون منا؟ يريدون أن نقتل تاريخنا ،لنقبل بواقع سفيه لا تاريخ له.

&ملاحظة: حافظت على أسلوب الوثائق،لما له من دلالات.

&فما فعل خدامكم فعاره إنما عليكم:

&" صدر هذا المكتوب العلي ،الامامي الكريم المُظفري الناصري الزيداني الحسني،الفاطمي الهاشمي السلطاني ،عن الآمر العلي ،النبوي الشريف العلوي ؛دانت لطاعته الكريمة الممالك الإسلامية،وانقادت لدعوته الشريفة سائر الأقطار المغربية ،وخضعت لأوامره جبابرة الملوك السودانية ،وأقطارها القاصية والدانية ؛إلى السلطان الذي له بين أكابر المملكة الافرانصية ،وعظماء الملة النصرانية ،،المكانة السامية ،و المنزلة الرفيعة العالية ،السلطان الأرضى..الأثير الخطير الشهير لويس. أما بعد،فلقد وصل الى مقامنا كتابكم ؛تقررون فيه أنكم على العهد في المحبة التي بيننا وبينكم ؛وبين أسلافنا وأسلافكم ،ووقفنا على ما كررتموه من الخطاب ،عن مسألة هؤلاء الأسارى من فرانصة ،الذين قادهم الله إلينا ، وجاءت بهم المقادير لحسن نيتنا ،حتى أوقعتهم أشراط القضاء والقدر في أيدينا ؛وأنكم تعيدون الكلام على ما سبق لكم من الرغبة في أمرهم ،والحرص على فكاكهم ؛وتذكرون ما لا تزالون تكتبون به ،المرة بعد المرة ؛من الجد واستفراغ الوسع في إعمال التدبير ،وغاية المحاولة بجميع أنواع الاحتيال ،على استخلاص حوائجنا وأمتعتنا ،من عند صاحب اسبانية. الى غير ذلك مما دلت عليه فصول كتابكم ،ودارت عليه معاني خطابكم في ما يعود الى هذه المقاصد التي تكرر عليها كتبكم .

&والى هذا ،فأما المحبة فما زالت على ما تقرر ت عليه من الجانبين العهود؛وسبقت به المواصلة بين الأسلاف ،في كل صدور وورود .ولا نزال نرعى ذلك على الدوام ،ونحافظ فيه على رعي الإمام .

&وأما ما يرجع الى الأسارى فلقد تقدم من الجواب السابق الذي استشفينا كم في التعريف بمسألتهم ،وبالسبب الذي لا يخفاكم ،أنه هو الموجب للقبض عليهم ،ما أغنى عن مزيد الكلام عليهم وتكرار الجواب عنهم ؛لأننا كشفنا لكم في أمرهم عن وجه السبب ،وأوضحنا لكم الحقوق التي ارتهنوا فيها ،فلم يبق ما يزاد من التعريف فوق ذلك. وأما ما يرجع الى ما ذكرتم من جدكم واجتهادكم في شأن استخلاص حوائجنا وذخائرنا ،فاعلم أن هذه الحوائج ،على يد خدامكم، كما علمتم ،وقع فيها ما وقع .

&فما فعل خدامكم فعاره إنما عليكم ؛فان استخلصتموها وتأدت إلينا فقد فعلتم فعل الملوك ،ودحضتم عن جانبكم العار الذي لا ترضى به الملوك ،ولا تسمح أن يلحق منه شيء جوانبهم ،في أمر من الأمور .

&وان أهملتموها وأعرضتم عنها فلا عيب علينا نحن في ذلك،ولا ينقص منا شيئا ؛وإنما العار والعيب حينئذ عليكم لا علينا.

&وبهذا وجب الكتاب . في السادس من ربيع النبوي من عام 1025هج.&

فاعل ذلك يعاقب عقوبة يشيع في أقطار الأرض خبرها:&

" لازال كتابنا بعون الله ميسر المآرب.مطاع في جميع أقطار المغارب. يعلم من يقف على هذا الأمر المطاع .في جميع الأصقاع.أن الصلح المنعقد بين المملكتين.الثابت في ما سلف بين الجانبين.ووقع في أثنائه ما وقع من الشيء. قد جددنا رسمه .وأمضينا على شروطه المتقدمة حكمه.تجديدا لا ينحل.وإمضاء لا يختل بحول الله.

&وان ما عسى أن يقع .بمشيئة الله وقدره.وسابق علمه ونفوذ أمره.من بعض خدام الجانبين ،مما يفسد الشروط.وينافي عقد الصلح المشروط.فان فاعل ذلك يعاقب عقوبة يشيع في أقطار الأرض خبرها .ويذيع في أكنافها أمرها.&

وأن يسترد خدامنا ووكلاؤنا .الذين بسواحل البحر .ما بأيديهم من أسارى فرانصة.افتداء بفعل مقامنا العي .وسلوكا لأثر صنعنا الجميل السني.&

وأن يستظهر قبطانات الجانبين .ورياس المملكتين.عند اللقاء.الكتب السلطانية.وما بأيديهم من الأوامر الامامية.أو من ينوب عنهم من الوزراء والوكلاء في الأمور الجارية.لكي يرتفع اللبس بينهم والريب.ويكون ذلك برهانا لمن ينتمي للجانبين .فلا يقع حينئذ وهم ولاعيب بحول الله.&

وأن القنصل الفرانصي المستقر بحضرتنا العلية.حمراء مراكش المحمية.لايؤذى في نفسه وماله .ولا في خدمه وأحواله.ويعامل هو والقسيس الذي معه ،أينما كانوا بالتعظيم .كما جرت بذلك العادة في سائر الأقاليم.&

وكتب في ثالث ضفر1045هج.&

فما نعمل لك إلا ما يسرك ويرضيك:

&" إلى الباشادور الفرنسيسي،سلام على من اتبع الهدى ،وآمن بالله واهتدى؛أما بعد فاعلم أن خبرك وصل إلى مقامنا العالي بالله ،وأنك أردت أن تقدم إلى أبوابنا العالية بالله،وتوقفت على إذننا ،فمرحبا بك وأقدم في الأمان ،على سبيل الفور ،فما نعمل لك ا لا ما يسرك ويرضيك ،وما ترجع إلا على خاطرك ،وكما تحب وترضى .وكل ما جئت عليه نقضيه لك إن شاء الله تعالى.والسلام على من اتبع الهدى.&

وكتب في الخامس عشر من جمادى الأولى عام 1148ه&

الطابع الشريف وبداخله: أمير المؤمنين أبو الحسن علي الشريف بن أمير المؤمنين إسماعيل الشريف،الله وليه ومولاه"&

مغربي يحرر فرنسيا من العبودية:&

" الحمد لله أشهد الشاب أحمد الحداد بن محمد شهيديه،على نفسه،أنه قبض في فداء مملوكه النصراني المسمى ميشيل،الفرنصيصي الأصل ؛ونعته ربع القامة مستدير الوجه،أبيض اللون،أكحل العينين ،ما قدره مائة ريال واحدة،كلها كبيرة الضرب. القبض على يد القونصو الفرنصيص،القبض التام ؛وأبرأه من جميعه الإبراء العام .وبسبب ذلك ألحقه بأحرار أهل ملته ،في ما لهم وما عليهم .يذهب حيث يشاء ؛فلا سبيل لأحد عليه .شهد عليه بذلك وهو بحال صحة وجواز،وطوع ورضى؛وعرفه بتاريخ أوائل شهر ضفر الخير عام1066ه" (عمر الوثيقة 377سنة:حوالي 1645م)

وتحية للدولة الفرنسية، شريكتنا في أغلب تاريخنا&

&