&عبد الحميد الأنصاري
دبي تبدع كل يوم جديداً، وتدهشنا بكل ما هو مبتكر، في الأفكار والأساليب والتنظيمات، وفي المشاريع.. إنها دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة التي لا ترضى بما دون المركز الأول في كل المجالات دائماً، مصداقاً لقول شاعر العربية الأكبر: إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ، فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ.
دبي، أرض الأحلام والطموحات والفرص والتميز لكل صاحب همة وموهبة، فيها يتخلص المرأ من عطالته، ويستثمر طاقته، دبي خاصة، ودولة الإمارات عامة، تمثل كل ما هو جميل ومشرف وحضاري في دنيا العرب، وإذا أسعدك الحظ وحللت بها أو أقمت فيها، مواطناً أو وافداً، مستثمراً أو سائحاً، فأنت إنسان سعيد، لك حقوقك وكرامتك الإنسانية المصونة، بغض النظر عن جنسيتك أو قوميتك أو معتقدك، من حقك أن تعيش حياة راقية، ذات نوعية عالية، تقوم على خدمات متطورة، فدبي تملك أفضل بنية تحتية في المنطقة، وأرقى نظام تشريعي للاستثمار والتجارة وإدارة الأعمال، في أجواء عالية من الشفافية والحوكمة وحكم القانون والفرص المتساوية.
دولة الإمارات اليوم، وفي ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (حفظه الله)، حققت نهضة عمرانية غير مسبوقة، وتنمية شاملة، واقتصاداً مزدهراً هو الأرقى في المنطقة، وتعليماً متطوراً، وخدمات صحية واجتماعية عالية الجودة، في مناخ اجتماعي وإنساني متسامح، وآمن ومستقر. لقد جعلت هذه القيادة الحكيمة، تنمية الطاقات الشبابية خاصة، والبشرية عامة، واستثمارها في المجالات التنموية كافة، أولوية عليا.
المحبة والتسامح وقبول الآخر واحترام الأديان والمعتقدات والتعايش البناء والبذل والعطاء الإنساني ومساعدة الشعوب.. قيم راسخة في المجتمع الإماراتي، غرس شجرتها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، فأثمرت وأعطت وكانت خيراً وبركة على أهل الإمارات، وها نحن نشهد ثمارها في حب الشعوب لهذه الدولة وأهلها، وسعي الكفاءات والعقول المبدعة للعمل والعيش فيها، وأن تكون محبوباً، فإن تلك نعمة عظمى.
لهذا كله، أتى منتدى الإعلام العربي في دورته الـ15 لهذا العام، مترجِماً لكل هذه القيم النبيلة التي يتسم بها المجتمع، ومتجاوباً مع التوجهات الإنسانية لحكومة المستقبل، وكما قالت بحق «منى غانم المري»، رئيس نادي دبي للصحافة، تأسيساً لمرحلة جديدة عنوانها الابتكار، وغايتها سعادة الناس وأسمى أمانيها خدمة الإنسانية.
جاء منتدى هذا العام ليعكس هذا التنوع الإنساني الثري للمجتمع، وقد تبنى عنواناً مبتكراً (الإعلام.. أبعاد إنسانية)، ليكون رسالة الإمارات لشعوب العالم جميعاً، وتم تتويج 17 فائزاً من فرسان التميز والكلمة بجائزة الصحافة العربية بفئاتها الـ14 والبالغة قيمتها 305 آلاف دولار. وكانت الشخصية الإعلامية لهذا العام الكاتب والمثقف والإعلامي المتميز عبدالرحمن الراشد.
وقد أصبحت «جائزة الصحافة العربية» التي انطلقت عام 1999 كأول جائزة عربية من نوعها لتكريم التميز الإعلامي، أصبحت مطمح كل إعلامي عربي، وتجاوزت قائمة الشرف حتى اليوم 232 إعلامياً، وهذا اللقاء الحيوي الذي يتجدد مع المبدعين، أصحاب الفكر وحملة القلم، كل عام، يعد الحدث الثقافي والإعلامي الأبرز في الساحة، وتتزايد نسب المشاركة فيه، عاماً بعد آخر، مما يعد مؤشراً دقيقاً على تنامي الثقة في هذه الجائزة والسعي للحصول عليها، لما تجسده من مصداقية عالية، كأرفع وأهم جائزة إعلامية عربية.
ووراء هذا الإنجاز المتميز قيادات كفؤة تسعى باستمرار للارتقاء بالعمل الإعلامي، وتقديم كل ما هو جديد ومبتكر في هذا الميدان، مواكباً بل وسابقاً للتطورات التقنية الإعلامية.
لكن ماذا تعني أنسنة الخطاب الإعلامي؟ تعني الأنسنة احتضان الإنسان لأنه إنسان كرّمه الخالق تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)، فالإنسانية وحدها علة التكريم، وليس الدين أو المذهب أو الجنس أو الجنسية أو اللغة أو اللون، وهو بهذه الصفة له حقوق كاملة لا يجوز لأحد انتهاكها أو المس بها، ولعلنا في هذا المجال نستشهد بما ذكره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أن الإنسان وحقوقه وكرامته، أولويات في مجتمعنا. وكذلك قول سموه حين خاطب الإعلاميين: مسؤوليتكم حماية شباب الأمة، أوقدوا الإيجابية في نفوسهم، حمايةً لهم من قوى التطرف، وللنهوض بالمجتمعات والأوطان، بنشر قيم السلام والمحبة والتسامح، والعقلانية، والروح الإيجابية، وتوظيف الوسائل التقنية في إسعاد الناس والتواصل الحضاري، فهذا يغلق الباب أمام دعوات الحقد والكراهية والسموم التي تبثها قوى الشر.
التعليقات