&أحمد غلاب

قال السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي إن المملكة ستواصل شراكتها بقوة مع الأمم المتحدة بعد التقرير المسيء الذي زج باسم التحالف العربي في القائمة السوداء، «لدينا شراكة قوية ودائمة ووثيقة مع المنظمة الدولية، ولن نتأثر بأي ظروف عابرة وموضع التقرير الأممي أصبح الآن في حكم المنتهي».

وأشار السفير المعلمي في حديث إلى «الحياة» ليل أمس إلى أن نتائج زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لأميركا «زيارة ناجحة وموفقة في جميع الملفات».

وأضاف: «نتوقع أن يكون لقاء ولي ولي العهد مع بان كي مون الأربعاء امتداداً لهذا النجاح والتطرق إلى الملفات في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية».

إلى ذلك، تواصلت الأصداء الإيجابية لزيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الحالية لأميركا، إذ رحبت الأوساط الأميركية بالزيارة معتبرة أنها «تاريخية» وستعزز العلاقات بين الرياض وواشنطن، وبخاصة في الملفات السياسية والاقتصادية.

وقبل اللقاء المرتقب لولي ولي العهد في نيويورك الأربعاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد أيام من التقرير الأممي الخاص باليمن، رحبت وزارة الخارجية الأميركية مجدداً بنتائج لقاء البيت الأبيض الجمعة الماضية، بين الرئيس باراك أوباما وولي ولي العهد.

وسيبحث اللقاء بين ولي ولي العهد وبان كي مون الوضع في المنطقة، وسيركز على الوضع في سورية واليمن، كما سيتم التطرق لمواصلة الجهود الأممية لمكافحة الإرهاب وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وللرياض دور كبير في دعم وتمويل البرامج الدولية لمكافحة التطرّف ونشر السلام.

والشهر الماضي، نشرت الأمم المتحدة تقريراً خاصاً باليمن، ووضعت التحالف العربي الذي تقوده السعودية في القائمة السوداء، ثم عادت المنظمة الدولية لسحبه مجدداً وحذف التحالف، بعد اتهام الرياض لها بالحصول على مصادر معلومات مغلوطة قدمها الحوثيون للمنظمة.

ودعا السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، المنظمة لإرسال وفد للرياض للاطلاع على عمل التحالف والتأكد من المعلومات الخاطئة التي نشرتها.

وكان بارزاً حرص المسؤولين الأميركيين خلال استقبال ولي ولي العهد على التأكيد على أهمية علاقة الولايات المتحدة بالسعودية والعمل على تطويرها وتعميقها، وتفهم الإدارة الأميركية للدور الذي تلعبه الرياض في حماية أمن المنطقة.

&

ترحيب أميركي واسع

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس، أن اللقاء بين الرئيس باراك أوباما وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان الجمعة، كان لقاءً إيجابياً بحث الملفات كافة على الساحة الدولية، وبخاصة قضايا سورية واليمن والعراق وليبيا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في تغريدات بثتها عبر موقعها في «تويتر»: «إن أوباما التقى الأمير محمد بن سلمان لاستكمال محادثات الرياض خلال القمة الخليجية الأخيرة».

وأضافت: «‏أعرب الرئيس أوباما عن تقديره لإسهامات السعودية في الحرب ضد «داعش». واستعرض الجانبان المكاسب العراقية الأخيرة وسبل دعم الشعب العراقي، كما أكد الجانبان ضرورة وقف الأعمال العدائية في سورية، وتحقيق انتقال سياسي، بعيداً عن الأسد».

وتابعت: «وعلى نطاق أوسع، ناقش الجانبان أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، ووافقا على ضرورة استكشاف السبل التي يمكن أن تؤدي إلى وقف تصعيد التوتر. وفي الشأن اليمني، رحب الرئيس أوباما بالتزام السعودية بتسوية الصراع، وتلبية دول الخليج للحاجات الإنسانية في اليمن، وإعادة إعمار البلاد، وأكدا أيضاً ضرورة حشد الدعم لحكومة الوحدة الوطنية الجديدة في ليبيا».

وأشاد الرئيس أوباما بالإصلاحات الاقتصادية في المملكة، وأكد دعم الولايات المتحدة للسعودية لتحقيق أهداف «رؤية 2030».

ومن جانبه، أكد ولي ولي العهد السعودي دعم المملكة القوي لاتفاق باريس للمناخ، ورحب بالتعاون بين البلدين في مجال الطاقة النظيفة.

&السديري: الزيارة أثبتت لامكانة المملكة المؤثرة

أكد القنصل العام للمملكة العربية السعودية في لوس أنجليس السفير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز السديري، أن زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الحالية إلى أميركا، التي بدأها من العاصمة واشنطن وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تحمل أهمية كبيرة نظراً إلى ما تتمتع به المملكة من مكانة دولية مؤثرة وفعالة.

وقال السديري في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: «إن ولي ولي العهد في هذه الزيارة يحمل ملفات شاملة، وبخاصة بعد إعلان المملكة عن رؤيتها 2030، وتوجهها لصناعة اقتصاد جديد يتماشى مع متطلبات العصر ويصب في مصلحة الوطن والمواطنين».

ونوّه السديري بما لقيته هذه الزيارة من اهتمام كبير من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين والاقتصاديين الأميركيين في محطتها الأولى، وتنوع جدول سموه في الاجتماعات واللقاءات يعكس اهتمامه بتحقيق توجيهات خادم الحرمين الشريفين للوصول بالمملكة إلى أعلى المستويات، كما أن هذه الزيارة تعمق الشراكة والعلاقة بين البلدين في ضوء ما يمر به العالم من تحديات».

من جانب آخر، رحب السديري بولي ولي العهد في محطته الثانية في ولاية كاليفورنيا في هذه الزيارة بعد النجاح الكبير الذي حققه في محطته الأولى واشنطن، حيث سيكمل مشوار اجتماعاته ولقاءاته خلال إقامته في كاليفورنيا.