&محمد ناهض القويز
نبدأ بالحقائق:
أولاً: داعش تبنت كل جرائم القتل والتفجير بما في ذلك المساجد ولكنها لم تعلن عن تبني أية عملية ضد تركيا بما في ذلك العملية الأخيرة في مطار أتاتورك.
ثانياً: تركيا الممر الرئيس لمرور قادة وضحايا داعش من الشباب الذين يتم استخدامهم في عمليات التفجير والعمليات الانتحارية.
ثالثاَ: على الأقل إلى الآن لم يكن هناك مؤشرات للانشقاق عن البغدادي كخليفة للدواعش.
رابعاً: هذه الفترة تعتبر الفترة الأقسى على داعش عسكرياً ومالياً.
خامساً: تفجير مطار أتاتورك يحمل بصمة داعش حتى وإن لم تدعه.
يبقى السؤال المهم في ظل هذه الحقائق لِمَ تهاجم داعش تركيا برغم ماتسديه لها من خدمات.. الجواب بلا شك يحتمل عدة احتمالات ولكني أرجح أن تكون هناك مجموعة ذات خبرة إرهابية من ضمن القيادات غير العربية ترى أن تركيا كافرة وتريد أن تهاجمها، ولكن قيادة داعش كانت تعارض لتقاطع المصالح مع الأتراك على امتداد عمر داعش.
ولكن ومع ضعف القيادة أصبح بإمكان تلك القيادات القيام بما كانت تنادي به منذ حين. ولهذا فلم نجد بين المهاجمين عربيا واحدا وذلك لتعاطف الإسلاميين مع تركيا ورعاية تركيا للحركات السياسية الإسلامية.
أما عدم التبني فيخدم الجهة المنشقة لكي تخلط الأوراق فتوجه الضربات لداعش الأم بينما ينمو ذلك الفريق المنشق بعيدا عن أعين داعش التي لن تسمح لهم بالانشقاق وعن قصف التحالف والأتراك الذي سيوجه في غالبيته لمواقع داعش التي بدأت في الاضمحلال. يضاف إلى ذلك ماتم من تصفيات داخلية في السابق لقيادات متوسطة كان لها رأي مخالف للتوجه العام لداعش.
وأكاد أجزم أن داعش ستتشرذم كما تشرذمت القاعدة وسنمر بحقبة غير مسبوقة من هجمات إرهابية في أكثر من مكان.
التعليقات