& رندة تقي الدين

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت من الناقورة، على الحدود مع فلسطين المحتلة، أن «استقرار الخط الأزرق أولوية لفرنسا ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي». ودعا الى ضرورة أن يتحول «الهدوء الهش في المنطقة الى وقف نهائي للأعمال القتالية».


وكان الوزير الفرنسي وصل الى بيروت أمس، آتياً من باريس مستهلاً زيارة تستمر يومين حافلة باللقاءات السياسية المكثفة.

وانتقل إرولت جواً الى مقر قيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) وكان في استقباله قائد القوات الجنرال الفرنسي ميشال غينشانكو ونائبه الجنرال الهندي سانديب سينغ نجاج ومدير الشؤون السياسية لقوات «يونيفيل» عمران رزا. والتقى إرولت الجنود الفرنسيين وشدد في كلمة له على أن «سبب وجود القوات الدولية في الجنوب اللبناني مواصلة تأمين الاستقرار على الخط الأزرق، وهي لها مسؤولية ضخمة لمراقبة تنفيذ القرار 1701».
وأشاد إرولت بعمل الجنود الدوليين فـ «عملكم مميز وبفضلكم تمت إعادة إعمار منطقة ضربت في شكل كبير في الحرب وبفضلكم تتمتع الحكومة والجيش اللبنانيين بمساعدة لاستعادة سيادة لبنان الكاملة، وبفضلكم وقف القتال مضمون كما الهدوء على الخط الأزرق. ويبقى هدف التحول الى وقف نهائي للقتال على الخط الأزرق الهدف والتحدي المشترك لنا ويتطلب تعبئة كل الأطراف ودعم الأسرة الدولية في هذه المنطقة من الشرق الأوسط الهشة والأساسية للأمن الدولي في الوقت نفسه». وقال إرولت: «عمل الأمم المتحدة يهدف الى أن الأمن الدولي اساسي، وأنا أحيي التزام عشرة آلاف و500 جندي من القبعات الزرق والأشخاص المدنيين الذين يخدمون في «يونيفيل» والدول الـ40 المشاركة لتنفيذ المهمة المتطلبة التي أوكلها مجلس الأمن لها، و «يونيفيل» بإمكانها أن تعتمد على وحدات منظمة ومدركة للأخطار لخدمة السلام في منطقة التوتر».

وذكر بسقوط جندي إسباني في العام الماضي وحيا «شهادته من أجل السلام». وقال: «إن التزام يونيفيل للأمن أساسي لفرنسا التي أمثلها»، مشيراً الى مؤتمر سيعقد في باريس في الخريف المقبل لعمليات دعم السلام في العالم وبالإمكان الاعتماد على فرنسا لدعم التزام الأمم المتحدة في عمليات ضمان السلام أينما كان في العالم».
وقال عمران رزا لـ «الحياة» إن خطاب الوزير الفرنسي «مهم جداً لأنه أعطى دعماً لالتزامه عمل قوات يونيفيل وأن فرنسا ملتزمة عملاً كبيراً في يونيفيل منذ سنوات طويلة وعمل الفرنسيين ضمن «يونيفيل» يعطي صدقية».
وعاد إرولت الى بيروت بعد الظهر والتقى في مقر إقامته في قصر الصنوبر عدداً من المسؤولين السياسيين. وأقام عشاء لشخصيات سياسية من مختلف الاتجاهات في لبنان. وألقى كلمة للمناسبة. وأجرى لقاءات منفردة مع بعضهم.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الفرنسي اليوم رئيس الحكومة تمام سلام ثم ينتقل الى حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية حيث يزور مركزاً تابعاً لجمعية «عامل» التي تقدم خدماتها للاجئين السوريين واللبنانيين ويلتقي ممثلة المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة في لبنان مارسيل جيرار ويطلع منها على أحوال اللاجئين السوريين كما سيلتقي عدداً منهم في المركز.

وينتقل إرولت من الضاحية الجنوبية الى بكركي للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي عاد من جولة أميركية. ويقيم الراعي على شرف ضيفه الفرنسي مأدبة غداء يشارك فيها رؤساء وممثلو الكنائس المسيحية في لبنان. ومن المقرر ان يجتمع إرولت بعد ذلك مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية ثم يجري جولة ثانية من المحادثات مع رؤساء الأحزاب السياسية في قصر الصنوبر. وفي السادسة والنصف مساء يلتقي نظيره اللبناني جبران باسيل ويعقد الطرفان بعد ذلك مؤتمراً صحافياً مشتركاً قبل مغادرته لبنان عائداً الى بلاده.