&خالد أحمد الطراح
&

أيام تفصلنا عن الذكرى الـ 26 على محنة الغزو التي تصادف 1990/8/2، ولا شك انها ذكرى تستفز العقول وتدمي القلوب، فعاصفة من الاسئلة تتزاحم كلما اقتربت هذه الذكرى وتهاجم بعفوية ذاكرة الاسرة الكويتية بشكل خاص، سواء التي فقدت أحباءها وفلذات اكبادها خلال تلك الايام الاليمة من تاريخ البشرية وليس تاريخ الكويت فقط.


مشاهد مؤلمة جدا لا يمكن ان تغيب عن ذاكرة المواطن الكويتي من عاش محنة الغزو في الداخل او الخارج، فقد كانت شهوراً امتزجت بوحشية ومفاجآت سياسية من بعض الدول والقوى السياسية العربية، ولعل المفاجأة الاكبر جاءت بعد قرار الغزو الصدامي تتمثل في مواقف بعض الدول العربية والمنظمات التي كانت لها الكويت سندا في التنمية والمساعدات الانسانية، فيما اعتبر البعض بعد التحرير انها «سحابة صيف»!
المشاهد والذكريات المأساوية تظل محفورة في وجدان الانسان، وكذلك مفاجآت الغدر التي جاءت على يد حفنة من اقاموا في كنف خير الكويت وتنكروا لها، منهم من هم اكاديميون وصحافيون من اصول عربية سرعان ما رفعوا رايات التأييد للغزو وتناسوا صداقات كويتية تقاسمت بصدق معهم تحديات سياسية عربية ودولية.
بالطبع مع ذكرى الغزو تعود الى ذاكرة كل مواطن، سواء من عايش تلك الفترة او من ادركها في ما بعد، تساؤلات عديدة تأتي في مقدمتها ماذا استفدنا من درس الغزو؟ وماذا اعددنا لمواجهة المستقبل المتمثل في 26 عاماً؟


الاجابة لم تكن موجودة منذ الايام الاولى من التحرير وحتى اليوم، للأسف الشديد، على الرغم من جهود ومساع خيرة من مجاميع كويتية في استشراف كويت المستقبل بعد الغزو.
من بين هذه الجهود، اتذكر جيدا مبادرة وطنية للأخت الفاضلة الدكتورة سعاد الصباح، اطال الله في عمرها، في تبني حوار كويتي في العاصمة المصرية بعد التحرير، شاركت فيه معظم اطياف وشرائح المجتمع الكويتي من دون استثناء ان لم تخن الذاكرة وقد اشرف على تنظيمه السيد علي الدين هلال، الوزير المصري الاسبق وتم تنظيمه في فندق ماريوت الزمالك على حساب الاخت الكريمة الدكتورة سعاد.
كان الحوار متنوعا وبناء على الرغم من تباين بعض وجهات النظر، الا ان الحوار في مجمله كان مفيدا، ويكفي انه جمع ممثلين عن التيارات السياسية الكويتية المختلفة، وكانت فرصة لمناقشة مستقبل الكويت بعد محنة الغزو وعودة الحياة الديموقراطية.


ستتزامن الذكرى 27 للغزو في 2017 مع انتخابات مجلس الامة التي آمل ان تشهد كسرا للمقاطعة وعودة جميع التيارات السياسية الى قاعة عبدالله السالم، حتى تنطلق حركة التصحيح للنظام الانتخابي لمصلحة الكويت وشعبها.


لا بد من تجديد الشكر والامتنان للأخت الفاضلة الدكتورة سعاد الصباح على مبادرتها مع تمنياتنا لها بدوام الصحة والعافية، وان يواصل مسيرتها الوطنية ابناؤها، خصوصا الاخ العزيز الشيخ محمد عبدالله المبارك، وان يسهم في الجانب المضيء من المشهد السياسي.

&