خالد أحمد الطراح&&

قبل الرد على تعقيب السفارة الايرانية الذي نشر في 2016/7/27 على مقالي بعنوان «رقابة المناهج الفارسية» في 2016/7/18، لا بد اولا من تجديد الاستنكار، وضم صوتي إلى صوت الغضب الشعبي الكويتي لتطاول وكالة فارس على دولة الكويت، علاوة على الادانة لـ «التجاوزات والاعتداءات الايرانية المتكررة من قبل الزوارق العسكرية الايرانية على مياه المنطقة المحاذية للمنطقة المغمورة المقسومة».

ردي على البيان الايراني المقتضب بتوجيه سؤال الى السفارة الايرانية فيما ادعت بالنسبة إلى عدم دقة معلوماتي، هل المقصود استحداث وظيفة في وزارة التربية الكويتية للرقابة على المناهج الفارسية؟ ام المقصود حديث علي شمخاني الامين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي الايراني والممثل للولي الفقيه خامئني بان «الوجود العسكري لإيران في دول كالعراق وسوريا يعتمد على الهام الولي الفقيه خامئني، مرشد الثورة الايرانية».

ايران، الجارة المسلمة، جميلة بأهلها وارضها، ولكن لم يسلم جانب واحد من جوانب الحياة، سواء على المستوى العسكري او الديني او التربوي او الثقافي، من التسييس، بما في ذلك الحج!

لا اظن السفارة ليست على علم بذلك، فالتصريحات والمواقف كلها تركز على تصدير الثورة الايرانية، وليس من المستغرب تركيز المناهج الايرانية عليها.

ولعل رد السفارة «ان المدارس الايرانية في الكويت تواصل عملها بانتظام منذ خمسين عاما وبإشراف يومي من 6 من المديرين الاكفاء من وزارة التربية على المدارس الايرانية»، يؤكد خضوع «مجمع المدارس الايرانية» في منطقة الجابرية في الكويت لإشراف رسمي ايراني، علاوة على عدم نفي السفارة لعلاقة احد الدبلوماسيين في السفارة الايرانية وعمله مديرا لاحدى المدارس الايرانية في الكويت وهي واقعة دبلوماسية وتربوية موثقة.

وبالنسبة الى خريجي المدارس الايرانية المتفوقين، ومن بينهم «اطباء وخبراء ايرانيون في مراكز ابحاث ايران ودول العالم»، نعم اتفق مع رد السفارة، وأؤكد وجود علماء ومفكرين ايضا في ايران وخارجها حتى قبل الثورة الايرانية، كالكاتب والصحافي المرموق أمير طاهري، ومنهم من يقيم في ايران وآخرون من المنفيين ومن صفوف المعارضة الايرانية في الخارج!

علاوة على ذلك، فإن «التخطيط التربوي لمنهج تعليم اللغة العربية لا يتم وفقاً لمنهج علمي سليم» وفقا للباحثين الايرانيين محمد نبي احمدي وعلي سليمي من الجامعة الحرة التي تبعد بضعة كيلومترات عن العاصمة طهران!

تدريس اللغة العربية بأسلوب علمي صحيح مهم جدا ويتماشى مع مادة الدستور الايراني (ف1/م10) ان دين الدولة الاسلام علاوة على ان اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ولا يمكن اجادتها ممن يجهل اللغة العربية وقواعدها! وهو ما يبرر ضرورة الرقابة على المناهج الفارسية تربويا وسياسيا.

هذه الجزئية تؤكد ما توصل اليه اكاديميون من ابرزهم الاخ الفاضل الدكتور عبدالله النفيسي ان «ثمة عداء تاريخيا فارسيا ضد العرب الى اليوم».

&

&