&معاذ العمري

&&في لقائه الأول بالطلبة المبتعثين في أميركا، أطلق وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى عدداً من الوعود والمقترحات لتطوير وزارته، ومتحدثاً في لقاء لم تنقصه الشفافية عن التحديات التي تواجهها وزارته، بل ومنتقداً لبعض الإجراءات التي تتخذها.

وأعلن وزير التعليم خلال لقائه بالمبتعثين أول من أمس في الملحقية الثقافية في أميركا، اعتماد فكرة إنشاء مصرف مالي للمعلمين والمعلمات، يهتم بتقديم الخدمات المالية وكذلك التأمين الطبي وغيرها، مشيراً إلى أن الوزارة قررت خفض قبول عدد الطلاب المتقدمين إلى كليات التربية إلى ٥٠ في المئة، وذلك لتطوير مخرجاتها والاكتفاء بأعداد محددة من الخريجين.

وانتقد العيسى أداء المعلمين في التعليم العام قائلاً: «لست راضياً عن أداء المعلمين في التعليم العام، ونظام التعليم بصفة عامة يحتاج إلى إعادة نظر، و٨٠ في المئة من وقتي في الوزارة يذهب لصالح تطوير المعلمين، إذ أنهم حجر الزاوية في العملية التعليمية وبناء المستقبل، وهناك مميزات ومرتبات عالية للمعلمين في السعودية لكنها لا تفرق بين المعلم المميز وغيره، ولست راضياً عن مخرجات كليات التربية التي للأسف أصبحت ملاذاً للطلبة الباحثين عن وظيفة من دون تميز، متخذين التعليم طريقاً سهلاً في ذلك، وتم إنشاء لجنة تعنى بدراسة أوضاع كليات التربية وتحديد مشكلاتها من المناهج والتخصصات وغيرها، والرفع بالمقترحات والتوصيات التي تضمن تطويرها».

ولفت إلى وجود مقترحات عدة لإنهاء التحديات والمشكلات التي تواجه التعليم مثل ابتعاث المعلمين للتدريب والتأهيل خارج المملكة لمواكبة الآلية التعليمية الحديثة، مشيراً إلى أنه تم الرفع للجهات العليا بإنشاء هيئة أو جمعية أهلية للمعلمين والمعلمات.

وأضاف: «هناك عدد من المقترحات الأخرى أحدها تطبيق مفهوم الخصخصة في التعليم، والسماح بإنشاء مؤسسات تعليمية خاصة لإدارة المدارس الحكومية ضمن أنظمة تحددها الوزارة ومجانية التعليم، ذلك من شأنه أن يحل مشكلة البيروقراطية التي تعاني منها الوزارة، إضافة إلى حل مشكلات القطاع الأهلي في المدارس الأهلية والجامعات الأهلية، كل ذلك وأكثر من المقترحات والدراسات التي من شأنها أن تسهم في تطوير التعليم والتركيز على العلم كقيمة مهمة في بناء المستقبل والتنشئة الاجتماعية وليست سلعة تجارية».

وفي ما يخص المبتعثين، أنهى وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى الجدل القائم حول عدد من القضايا التي تهم المبتعثين، إذ ألغى شرط اكتمال ٧٥ في المئة من عدد الساعات الدراسية للمرافقين، والاكتفاء بـ٣٠ ساعة لمرحلة البكالوريوس و٩ ساعات لمرحلة الدراسات العليا، وإعادة تنظيم يوم المهنة سنوياً، إضافة إلى منح الملحقية الثقافية الصلاحيات في تغيير التخصصات للدفعتين التاسعة والعاشرة.

وأكد أن برنامج الابتعاث سيستمر ولن يتوقف، مشيراً إلى برنامج «وظيفتك بعثتك» هو النسخة الجديدة من الابتعاث بعد تطويره. وأفاد بأن برنامج الابتعاث الخارجي هو أحد المشاريع السعودية المشرفة المساهمة في تنمية الوطن، ويجب أن يسعى الطلبة المبتعثون إلى تحقيق الهدف والغاية المهمة من البرنامج.

وأضاف: «نهتم بتطوير برنامج الابتعاث واستمراريته، إذ نحث الطلبة المبتعثين على الالتحاق في البرامج والتخصصات النادرة والجامعات المميزة، ففرصة الابتعاث التي تحققت للمبتعثين الآن لم تتحقق لغيرهم، فهي تجربة حياة جديدة تحمل في طياتها فرص كثيرة، ونأمل منكم الكثير في تحقيق الرؤية السعودية لعام ٢٠٣٠». ووجّه العيسى الملحقية الثقافية في أميركا بالمسؤولية وأخذ الصلاحيات في ما يخص تغيير التخصصات أو الجامعات لطلبة المرحلة التاسعة والعاشرة من برنامج الابتعاث، إضافة إلى مسؤوليتها في إقامة يوم المهنة سنوياً. وفي ما يخص برنامج التأمين الطبي وتغيير الشركة، قال: «إن تغيير الشركة أتى بناءً على ما رفعته لجنة مشكلة من الوزارة في هذا الشأن، كما أن قرارات اللجنة وضعت في حسبانها عدداً من الأمور من أهمها الظروف الاقتصادية التي تمر بها المملكة بعد انخفاض أسعار النفط».

وأضاف: «قرارات اللجنة المشكلة بشأن تغيير شركة التأمين الطبي قابلة للتقييم والتطوير بما لا يضر صحة المبتعث وعائلته».

وأبان أن ترقية البعثة للطلبة الذين يطمحون إلى مواصلة تعليمهم سيعرض للدراسة بما يتوافق مع الشروط والأنظمة، إذ إن المملكة ترغب في إتاحة الفرصة لأبنائها المبتعثين بما يحقق عليهم النفع والفائدة، مضيفاً: «ستتم مراجعة شرط ترقية البعثة لأفضل عشر جامعات وتغييره إلى أفضل ١٠٠ جامعة أو نحو ذلك، وسيتم الإعلان عنه لاحقاً، إضافة إلى دراسة مقترحات بإتاحة الفرصة للطلبة الأطباء أو الحاملين للدكتوراه والباحثين بالتدريب بعد انتهاء فترة دراستهم».

من جهته، أوضح الملحق الثقافي في أميركا الدكتور محمد العيسى، أن الوزير اتخذ جملة من القرارات التي ستسهم في رفع أية عقبات تواجه أبناء وبنات الوطن المبتعثين.

وبين الملحق الثقافي أن وزير التعليم وقف على الوضع ميدانياً ولمس مدى النجاحات الأكاديمية والأنشطة الإنسانية عبر البرامج التطوعية التي يحققها المبتعثون في أميركا، مؤكداً أنهم يمثلون الوجه المشرف للوطن بتعريف المجتمع الأميركي بالصورة الحقيقية للسعودي ودينه الإسلامي الحنيف. وفي ختام اللقاء أطلق الوزير عددًا من المبادرات التطوعية للمبتعثين في أميركا.