عادل الحربي

&في العام 1379هـ أعلن الملك سعود ـ رحمه الله ـ قراره التاريخي بفتح مدارس لتعليم البنات، وفي العام 1434هـ دخلت المرأة السعودية الحياة السياسية عبر عضويتها في مجلس الشورى.. أضيف اليوم أنه في العام 1437هـ حذرت وزارة الثقافة والإعلام الكتّاب الذين يسيئون للمرأة السعودية بأنها "ستتخذ كافة الإجراءات النظامية بحقهم".. مسيرة طويلة انتهت بهذا التحذير.. بهذا التلويح الحكومي بـ"إجراءات نظامية" في موقف واضح من أي إساءة جديدة للمرأة السعودية.&

لم يك سهلاً أن نصل إلى هذه المرحلة ولا يجب أن يمر هذا التحذير مرور الكرام.. لا بد أن عهداً جديداً يلوح في الأفق يطال المزيد من المسيئين.. خصوصاً أولئك الأوصياء على الحياة وقطيعهم المسلوب الإرادة والتفكير.. حيث لم يعد من المقبول وفق هذه المسطرة الجديدة أن يسيء أحد للمرأة السعودية تحت أي ذريعة، أو تحت أي وصاية.&

الوصاية التي تمارس ضد المرأة السعودية مسيئة لنا نحن الرجال قبل أن تسيء لها؛ لقد بلغنا حدّ أن فصلنا أحكاما شرعية خاصة بالمرأة السعودية فقط، وأعطينا بعض العادات والتقاليد صبغة شرعية؛ لنتمكن من الوصاية عليها وسلبها حقوقها الطبيعية؛ كما شجعنا بصمتنا بعض المرضى على التمادي حتى بلغ بالبعض الحديث عن المرأة بوصفها مصدراً لكل شر!!.

&

اليوم نعيش واقعاً جديداً تكشف للتو.. لكن بداياته كانت مع التنامي الملحوظ لسلطة المرأة الفاعلة والمشاركة في المجتمع خلال السنوات القليلة الماضية.. من يحاول اليوم الإساءة للمرأة في وسائل التواصل الاجتماعي فإنه بلا شك سيلقى سيلاً عرماً من الرفض والاستنكار.. بدليل أن اتهامها بأنها "ناقصة عقل ودين" لم يعد موجوداً كما كان الوضع سابقاً؛ حيث إنه إلى وقت قريب كانت هذه الجملة تساق في كل النقاشات التي تخص المرأة، بينما اليوم لم يعد أحد يجرؤ على التفوه بها، وذلك لأن الوعي آخذ بالتمدد، ولأن المرأة أصبحت واقعاً عصياً على التهميش.. بل انها أصبحت تقاتل بشجاعة ومهنية لتنال المزيد من الحقوق.. وقد خلقت لنفسها تأثيرها الخاص على الرأي العام.

&

اليوم لم يعد مقبولاً وجود "معارض لتعليم المرأة"، وأنا أقصد ذلك بالنص؛ تعليم المرأة لم يعد محل تأييد ومعارضة كما كان في العام 1379هـ؛ بل أصبح حقاً لا نقاش فيه عرفاً ونظاماً.. كما لم يعد مقبولاً معارضة تعيينها في المناصب القيادية في الحكومة.. وهذه كلها قفزات في الوعي العام.. أوصلتنا اليوم إلى أن الحكومة نفسها تحذر الكتّاب من الإساءة للمرأة السعودية.

&

المسألة اليوم تجاوزت حالة الاستعطاف والتذكير بأنها أمك وأختك وابنتك وزوجتك.. إلى إيمان رسمي بأن حمايتها أصبحت واجبة.