&ألبرت هانت

في عام 1980، حذر ديمقراطي يقوم باستطلاعات الرأي يدعى «بيتر هارت» ديمقراطياً آخر هو «جاري نيلسون» الذي كان يحظى بشعبية كبيرة كحاكم وسيناتور عن ولاية ويسكونسن، من أنه سوف يخسر الانتخابات. فقد توقع «هارت» ارتفاع شعبية الجمهوريين، وأن رونالد ريجان سيلحق الهزيمة بالرئيس الديمقراطي «جيمي كارتر»، ويحمل معه المرشحين «الجمهوريين» الآخرين إلى الفوز. والجانب الآخر من تأثير الموجة في الانتخابات هو ما يطلق عليه «معطف إيزنهاور»، وهو مصطلح ابتكره «الديمقراطيون» متوقعين أن الرئيس صاحب الشعبية الكبيرة لن يساعد «الجمهوريين» الآخرين في صناديق الاقتراع.

ومع بقاء ثلاثة أشهر على التصويت في الانتخابات الرئاسية 2016 يشيع افتراض وسط معظم «الديمقراطيين» وبين بعض «الجمهوريين» أن هيلاري في سبيلها لإحراز نصر حاسم. و«الديمقراطيون» يتحدثون عن موجة ممكنة لهم، لكن «الجمهوريين» يتوقعون انتخابات بلا انتصارات جانبية، خاصة وأن هيلاري نفسها مازالت قليلة الشعبية. وتوجه الصراع قد يتغير بالطبع، وقد يتحسن أداء ترامب أو قد تحل أزمة أو حادث مؤسف بهيلاري. ومعظم الموجات الانتخابية، مثل انتصارات «الديمقراطيين» عام 2006 ومكاسب الجمهوريين عام 2010، حدثت في سنوات بلا انتخابات رئاسية.

ومما قد يشجع الجمهوريين أن المرة الوحيدة في الذاكرة القريبة التي فاز فيها حزب يحتل البيت الأبيض بفترة ولاية رئاسية ثالثة كانت في عام 1988، لكن تشكيل الكونجرس ظل كما هو فعلياً.

ويومياً تقريباً، يصرح عضو جمهوري ما من مجلس النواب أنه لن يصوت لترامب. والأسبوع الماضي أعلن النائب مايك كوفان من ولاية كولورادو: «بصراحة لا أبالي به (ترامب) كثيراً». وتعهد بأنه إذا انتُخب ترامب رئيساً «فسوف أتصدى له. هكذا بوضوح وبساطة». ويرى بعض الجمهوريين أن التمييز بين مرشحيهم في الكونجرس وبين المرشح الرئاسي قد يكون صعباً. لكن كريستين سولتيس اندرسون وهو قائم باستطلاعات رأي من الجمهوريين يعتقد أن «أحد الأشياء الجيدة لكثير من المرشحين الجمهوريين أن دونالد ترامب غير اعتيادي» ويمكن التمييز بينه وبين الجمهوريين الآخرين.

وبعض أعضاء مجلس الشيوخ المعرضين لخطر فقدان مقاعدهم مثل مارك كيرك عن ولاية إيلينوي أعلن صراحة أنه لن يصوت لترامب. ومعظم الآخرين يحاولون تفادي أنصار ترامب المتحمسين بينما لا يتنكرون للوسطيين من أصحاب العقليات المستقلة.

ولا يعاني ما يعانيه جون مكين إلا قلة من الجمهوريين. إنه يحتقر ترامب سراً، لكن السناتور المخضرم يواجه تحدياً أساسياً من الجناح اليميني هذا الشهر حين يشارك كثير من أنصار ترامب في انتخابات الكونجرس. لذا فحتى عندما هاجمه ترامب أيضاً الأسبوع الماضي لم يرد مكين، وأكد أنه يدعم دوماً مرشح الحزب.

وحققت هيلاري تقدماً كبيراً في نيوهامبشير وبنسلفانيا في غمرة ما يشير إلى أن ترامب يضر بشعبية أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين. ويعتقد مفكرون استراتيجيون أن انتصار هيلاري بفارق خمس نقاط في هذه الولايات قد لا يضر بالمرشحين الجمهوريين في الكونجرس، لكن أي فارق أكبر من هذا يعني النهاية لهم. والديمقراطيون اليوم أكثر تفاؤلاً بحدوث فوارق أكبر لأن القسمة المتساوية بين الحزبين أقل شيوعاً في ظل هذه البيئة الاستقطابية.