سعيد الحمد 

خرج الصراع في كواليس السلطة الايرانية الى العلن وتسربت بعض تفاصيله المثيرة بما يشي ويؤشر أن ثمة عاصفة قادمة ستقلع في هبوبها القوي أسماء كبيرة ويبدو أن الأيام القادمة وربما الأسابيع القادمة حبلى بمفاجآت قد تطيح بشخصيات وتصعد شخصيات أخرى.
فعائلة لا ريجاني «علي وصادق ومحمد وأقرباؤهم» يخططون مبكرا للاطاحة بعائلة «روحاني حسن وشقيقه وأقربائهما» الذين يشكلون عقبة أمام وصول عائلة لا ريجاني الى موقع صنع القرار منفردين بالمرشد الأعلى «المريض» والذي اختار موقف الصمت المثير للتساؤل وسط احتدام الصراع بين كبار رجاله المقربين وهو الذي اعتاد المسارعة لفض اي اشتباك بين رجاله قبل أن يخرج من خلف الكواليس ويصل الى العامة.


هذه المرة ووسط صمت المرشد الأعلى خرجت تغريدات السوشال ميديا الى ساحة الصراع فهاجم رئيس الجمهورية روحاني أصحاب الحملة ضد اتهامات الفساد وصوب سهامه الى السلطة القضائية التي يرأسها صادق لا ريجاني المعين أساسا من المرشد، ليرد عليه رئيس القضاء وبقوة لا من خلال السوشال ميديا فحسب بل أوعز الى المتحدث باسم السلطة القضائية محسن أجئي لفتح جبهة هجوم ضد روحاني بالضغط على قضية قديمة جديدة هي مصادر تمويل حملته الانتخابية السابقة والتشكيك في المصادر والتمويل والايماء بأن ثمة فسادا وسرقات واختلاسات في بيت الرئاسة الذي لم يصمت هو الآخر لامتصاص الاتهامات بل أخرج من ارشيف الرئاسة السري ملف فساد السلطة القضائية وراح يتفحصه ويختار منه ما اعتبره الشارع الايراني فضائح تجري في السلطة القضائية بعلم رئيسها صادق لا ريجاني.


حسن فريدون شقيق الرئيس روحاني وزوجته لم يكونا بمعزل عن الاتهامات الموجهة للشقيق او بالادق للأخ غير الشقيق للرئيس ولزوجته واتهامات وشبهات أثارتها حملة لا ريجاني ضد الرئاسة كشفت فيما نشرت على ان ثمة فسادا مستشريا في بيت الرئاسة واستغلالا للسلطة والمنصب والنفوذ لتمرير مصالح العائلة.
فهل بدأ صراع العائلات الكبيرة على النفوذ في ايران، أم ان الصراع كان قد بدأ منذ سنوات حين نال الهجوم القوي عائلة رفسنجاني الذي كان يشكل قوة ضاربة في النظام من خلال قوته الاقتصادية الضاربة في الأسواق الايرانية، وكانت الحلقة الضعيفة التي ضغط عليها هجوم خصومه هي ابنته فائزة التي توارت اخبارها الى زوايا النسيان بما يعني نجاح الخصوم في تقليم مخالب «الثعلب» رفسنجاني وهو لقبه الشائع في طهران فامتص الهجوم على طريقة الثعالب الماكرة وانسحب حتى يستجمع قواه من جديد لعياود اللعب معهم ومع غيرهم بدهاء التاجر الفارسي القديم.


ولعلنا نستذكر في سياق الصراع بين الرئيس حسن روحاني وبين عائلة لا ريجاني أن فريدون أخاه غير الشقيق وقريبهم وزير النفط ومدير مكتب روحاني قد وجه لهم النائب العام تهم فساد كبير، وكانت الرسالة واضحة فقد وصلت الرئيس فاستعد هو وفريقه من العائلة لصراع حاولت اطرافه جميعا ابقاءه خلف الكواليس وبعيدا عن الرأي العام الايراني وهو ما لم تنجح فيه اطراف الصراع الكبير فخرج في الفترة الاخيرة الى العلن وانشغل به الشارع ليس بالانحياز لهذا الفريق أو ذاك ولكنه اهتم بالفساد واتفق الرأي الشعبي الايراني على ان الحكم اطرافه واصحاب النفوذ فيه فاسدون بامتياز بغض النظر عن الاسماء والعائلات وعن التهم والتهم المضادة فالجميع هناك في السلطة ليس فوق مستوى الشبهات بل متورط في قضايا فساد خطيرة على حساب الشعب الايراني.