مصطفى العبيدي

 كشف المحامي العراقي بديع عارف، المعروف بدفاعه عن قادة النظام السابق وخاصة طارق عزيز، عن لقاء جمعه بالسفير الإيراني في بغداد، حسن دنائي فر. وتوقع كذلك أن يكون إطلاق سراح بعض قادة النظام السابق جزءا من صفقة لتمرير مشروع التسوية الذي يعمل التحالف الوطني الشيعي، على إنجازه كمشروع للمصالحة وترتيب أوضاع العراق لمرحلة ما بعد الانتهاء من «تنظيم الدولة» (داعش). 

وقال أنه أبلغ السفير بـ»ضرورة تغيير إيران سياستها تجاه العراق والابتعاد عن الخطاب الطائفي والانفتاح على كل القوى العراقية وتوحيد الجهود خلال المرحلة المقبلة لمواجهة خطر سياسة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بعد تسنمه مقاليد منصبه قريباً، والذي يشكل خطراً على بلدان المنطقة».
وتوقع خلال اللقاء، أن «يقوم الرئيس الأمريكي الجديد بوضع قوات الحشد الشعبي وحزب الله اللبناني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية». 
وأشار عارف في تصريح لـ«القدس العربي» إلى أنه «ناقش مع السفير الإيراني خلال لقاء جمعهما في السفارة الإيرانية ببغداد، تطورات الأوضاع في العراق والمنطقة، واهتمام الإيرانيين بمعرفة وجهات نظر العراقيين تجاهها، كما طلبوا رأيه في الجهات أو الشخصيات العراقية خارج العملية السياسية التي يمكن أن تتباحث معها الحكومة العراقية في إطار المصالحة».
وأكد «ضرورة تحرك إيران وانفتاحها على جميع مكونات الشعب العراقي والتعامل مع ممثلي السنة الحقيقيين»، وليس من أسماهم بـ «المرتزقة»، منوهاً إلى أن «إيران خصم للعراق ولكنها ليست عدوا، وسيتم حل الخلافات بينهما والمصالحة في المستقبل، وأن العدو لنا جميعاً هو إسرائيل». 
وطلب عارف من السفير الإيراني، وفق ما قال أن «تساهم دول المنطقة بإعادة إعمار العراق لأن الكثير منها ساهمت بغزو العراق، إضافة إلى أهمية التعاون مع العراق ودعمه في مكافحة إرهاب تنظيم «الدولة» الذي يشكل تهديدا لجميع دول المنطقة، وبضمنهم العراق وإيران».
وأضاف أنه أبلغ السفير عن «تعرضه لتهديدات من جهات مختلفة في العراق على خلفية وقوفه للدفاع عن قادة النظام السابق في المحاكمات المعروفة التي جرت سابقا، إلا أن السفير الإيراني أكد له بأن لا يخشى الاعتداء عليه لأنهم لن يسمحوا لأحد بذلك سواء كانوا ميليشيات أو حتى عصابات الجريمة».
وعبر عارف للسفير عن اعتقاده بأن «التحالف الإيراني الروسي هو زواج مؤقت سينتهي بعد سيطرة روسيا على الأوضاع في سوريا»، متوقعاً أن «تبرز الخلافات بين إيران وروسيا قريبا وخاصة بعد دخول حلب وإعلان روسيا أنه لولا تدخلها لسقطت دمشق، أي أنهم أصحاب الفضل في حماية النظام السوري وليس إيران».
وأشار إلى أن «اللقاء تم بناء على طلب من السفارة واستغرق أكثر من ساعتين، وأنه التقى خلال الزيارة بعدد من قادة فيلق القدس في السفارة الإيرانية الذين أبلغوه بالرغبة في استمرار العلاقة معه بعد وصول السفير الإيراني الجديد»، منوها إلى عقد لقاءات عدة بينه وبين السفير الإيراني في مناسبات مختلفة سابقا، لمعرفة رأيه بالتطورات الحاصلة في العراق».
ومن جهة أخرى، بين أنه «ما زال يتابع قضايا بعض قادة النظام السابق المعتقلين في سجن الناصرية جنوب العراق، ومنهم وزير الإعلام لطيف نصيف جاسم ووزير الدفاع سلطان هاشم وآخرون». وكشف أن «برقية وصلت إلى سجن الناصرية مؤخرا بإرسال المذكورين إلى بغداد لسبب غير معروف، ولكن برقية لاحقة أجلت ذلك».
ويذكر أن عارف، كان أحد المحامين الذين دافعوا عن قادة النظام السابق وخاصة طارق عزيز، وذلك خلال إجراء محاكمات المسؤولين في نظام صدام بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003.
وحسب مصادر مطلعة فإن «السفارة الإيرانية في بغداد تلعب دورا سياسيا هاما، وتهتم بمعرفة مواقف الشعب العراقي من العملية السياسية والتطورات والحكومتين العراقية والإيرانية عبر ترتيب اللقاءات مع الشخصيات البارزة والمعروفة في المجتمع العراقي، وهو ما يدل على عمق اهتمامها وتأثيرها على مجريات الأحداث في المشهد العراقي وحريتها في إقامة العلاقات التي تخدم مصالحها».