استحوذت مكالمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء أول من أمس، والتي استغرقت ساعة كاملة، على اهتمام وسائل الإعلام الغربية التي ركزت على النقاط العشر التي تضمنتها المكالمة.

خلال الاتصال الهاتفي، مساء أول من أمس، اتفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على ضرورة إقامة مناطق آمنة في سورية واليمن، لتوفير حماية أكبر للمدنيين، وقال البيت الأبيض في بيان عقب الاتصال إن ترمب طلب دعم المملكة لتحقيق ذلك الهدف، وإن الملك سلمان أبدى استعداده لإنجاحه، وكذلك دعم الأفكار الأخرى من أجل مساعدة العديد من اللاجئين الذين تشردوّا إثر الحروب المستمرة"، حسب البيان الذي أضاف أنه تم الاتفاق أيضا خلال المحادثة على التعاون الاقتصادي وفي مجال الطاقة، إضافة إلى أهمية تقوية الجهود المشتركة من أجل محاربة انتشار الإرهاب والتطرف، والتعاون معا على التطبيق الصارم للاتفاق النووي مع إيران، والتصدي لأنشطة إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة.


اهتمام إعلامي
أولت الصحف الغربية اهتماما واسعا بالمحادثة التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مشيرة إلى أن الرئيس الجديد استهل الأسبوع الجديد بمواصلة مشاوراته مع قادة الدول الكبرى والمؤثرة في العالم، مشيرة إلى أن الاتصال الهاتفي الأخير أتى بعد لقاء ترمب رئيسة وزراء بريطانيا، تريزا ماي، الجمعة الماضية، واتصالاته الهاتفية، مساء السبت الماضي، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الفرنسي، فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل.


أولوية مبكرة
أشارت صحيفة نيويورك بوست إلى أن خادم الحرمين الشريفين استجاب لطلب الرئيس الأميركي بمساندة إنشاء مناطق آمنة في سورية، ودعم الأفكار الأخرى من أجل مساعدة الذين تشردوا بسبب الحرب.
أما صحيفة نيويورك تايمز فأكدت أن الاتصال الهاتفي المطول يعكس الاهتمام الذي توليه الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية، وأن الزعيمين ركزا على دعم وتعزير العلاقات التاريخية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في العالم، والشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما خلال القرن الحادي والعشرين.


التصدي لإيران
قالت مجلة بوليتيكو إن قائدي البلدين الصديقين اتفقا على ضرورة التزام إيران بتنفيذ تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، والتصدي لأنشطة طهران التي تزعزع السلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، عبر التدخل السالب في شؤون دول المنطقة. 
بدورها، قالت صحيفة واشنطن تايمز إن المحادثة التي استمرت لأكثر من ساعة كاملة تؤكد الاهتمام الكبير الذي يوليه ترمب لمنطقة الشرق الأوسط، ومساعيه لوضع حد لأزمات المنطقة التي تمد العالم بمعظم احتياجاته النفطية، وقالت "الاتفاق التام كان هو السمة التي طبعت المحادثة، حيث اتفق الزعيمان على كافة القضايا التي تطرق إليها النقاش، وضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني والعسكري، واستمرار التشاور بينهما لتعزيز التعاون الثنائي بينهما حيال قضايا المنطقة. وأبدى الرئيس الأميركي إعجابه بـ"رؤية المملكة 2030".


رسائل حازمة
أكدت وكالة بلومبيرغ أن المحادثة الهاتفية جاءت في وقت اشتد فيه الجدل حول سياسة ترمب حيال المهاجرين بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، حيث سعى ترمب لتوضيح سياسة بلاده في الشرق الأوسط، وتأكيد اهتمامه بالمنطقة. 
أما صحيفة الجارديان البريطانية فقد كشفت أن أهم مداخل تحقيق الاستقرار في المنطقة هو إيجاد حل للأزمة السورية، مشيرة إلى أن ذلك لن يتأتى إلى عبر رسائل حازمة يتوجب على الرئيس الأميركي أن يبعثها للأطراف التي تقف وراء استمرارها، مستدركة بأن ترمب بدأ في ذلك فعلا عبر اقتراحه إقامة مناطق آمنة في سورية واليمن، مؤكدة أن ذلك سيؤدي للحد من الاعتداءات التي ترتكبها قوات الأسد والميليشيات الموالية له بحق المدنيين العزل.