محمد الحمادي 

بعض المسؤولين ينسون مع مرور الوقت وضغوط العمل أن مهمتهم القيام بجميع الأعمال على أكمل وجه، وأن يكونوا ملمّين بكافة جوانب العمل الذي هم مسؤولون عنه، وأن يعرفوا مرافق وفروع ومباني جهة عملهم، وقبل كل ذلك يفترض أن يعرفوا أحوال موظفيهم ومن هم مسؤولون عنهم، ومن ينفذون الخطط ويحققون الإنجازات ويحافظون على سمعة ومكانة المؤسسة، وبعض المسؤولين يعتقدون أن كل علاقتهم بالعمل هي الأعمال المكتبية التي يقومون بها وتوقيع الأوراق وإرسال الإيميلات وتوقيع القرارات التي يصادقون عليها والطلبات التي يقومون باعتمادها والميزانيات التي أصبحت تشغلهم كل عام.

هؤلاء نادراً ما نجدهم يخرجون في جولات ميدانية، أو زيارات تفقدية، على الرغم من أن طبيعة عملهم، ودورهم المؤسسي يفرضان عليهم ذلك، خصوصاً إذا كانوا مسؤولين عن جهات خدمية ويتعاطون مع متعاملين وجمهور من مختلف المستويات، وهؤلاء المسؤولون يجب أن يعيدوا النظر في طريقة عملهم، فجزء كبير من التقصير يحدث بسبب غياب المسؤول الكبير عن المتابعة المباشرة والتفقد الدوري لعمله وفريق عمله.

ما يجعلني أتحدث عن هذا الموضوع هو ما أصبح لافتاً، ونلاحظه جميعاً من نشاط سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، فمنذ تولي سموه مهام مسؤولياته في هذا الموقع المهم ونحن نرى سموه دائم الزيارة للمناطق المتباعدة الأطراف في منطقة الظفرة، ولا تمر فترات طويلة إلا ويقوم بزيارة المناطق والجزر التابعة لإمارة أبوظبي، وفِي زيارته لا يكتفي بلقاء المسؤولين، أو زيارة الجهات الرسمية، فلقاء المواطنين والجلوس معهم لساعات طويلة جزء من جدول زيارة سموه، فيلتقي كبار السن من رجال تلك المناطق والجزر، ويستمع إلى الشباب هناك ويتجاوب بشكل سريع مع مطالب سكان تلك المناطق، وهذا ما جعل عجلة التنمية تتحرك بشكل واضح ويشهد له سكان منطقة الظفرة جميعاً.

وهذا النهج ليس بالغريب على الإمارات، فالشيخ محمد بن راشد، والشيخ محمد بن زايد هما القدوة في ذلك، فسموهما دائما الحركة، ولا يعتمدان على التقارير، والأعمال المكتبية، وعلى الرغم من انشغالاتهما الكثيرة، ينزلان إلى الميدان، ويتابعان جميع القطاعات، ويطلعان على سير الأعمال، ويتأكدان من جودة الخدمات المقدمة، ويحفزان الموظفين الكبار منهم والصغار.

نتمنى أن يتذكر كل مسؤول أن نجاح منظومة عمله يكون باطلاعه الشخصي على جميع جوانب ذلك العمل، وأن تميز فريق عمله هو بالتواصل معهم، وعلى المسؤولين أن يضعوا نصب أعينهم قيادات الدولة الذين نضرب بهم المثل في ذلك وهم القدوة.