مرسى عطا الله

أعظم ما فى حرب أكتوبر هو الالتزام الصارم بدقة التوقيتات المحددة فى خطة العمليات منذ اللحظة الأولى ففى تمام الساعة الثانية ظهر يوم 6 أكتوبر قامت أكثر من 200 طائرة مصرية فى توقيت واحد حرص اللواء طيار محمد حسنى مبارك على ضمان تنفيذه بحيث تصل الطائرات المنطلقة من قواعد مختلفة إلى أهدافها المحددة لتنفذ ضرباتها سويا فى ذات اللحظة لإحداث الصدمة والرعب وتحقيق أكبر معدل تدمير يؤدى لإحداث الشلل التعبوى والمعنوى فى كافة المواقع التى استهدفتها الضربة الجوية أهمها مواقع صواريخ أرض جو و مواقع رادار ومركز توجيه وإنذار وثلاث مطارات هى المليز وبير تمادة ورأس نصراني..

وبعد 5 دقائق بالتمام والكمال وطبقا لدقة التزام اللواء محمد سعيد الماحى بتوقيتات خطة العمليات بدأ هدير أكثر من ألفى مدفع على طول خط المواجهة بواسطة مدفعية الجيش الثانى تحت قيادة العميد عبد الحليم أبو غزالة ومدفعية الجيش الثالث تحت قيادة العميد منير شاش واستمرت موجة المدفعية الأولى 15 دقيقة لتوفير غطاء لعبور الأفواج الأولى من قناصى الدبابات لمنع الدبابات الإسرائيلية من التدخل.. ومع بداية الموجة الثانية للقصف المدفعى الرهيب وبعد التيقن من تدمير مصاطب الدبابات الإسرائيلية بالساتر الترابى بدأت موجات عبور جديدة لمفارز ألوية المشاة الميكانيكية بواسطة القوارب الخشبية والمطاطية.. وموجة بعد موجة يفصل بين كل منها 15 دقيقة بالتمام والكمال بدأت تظهر أولى بشائر نجاح العبور عند الرابعة والنصف مساء باكتمال تواجد 5 رءوس كبارى فى سيناء تمثل فرق المشاة الخمسة بما يزيد عن 50 ألف جندى مشاة ارتفعت مع حلول الظلام إلى ما يزيد عن 80 ألف جندي.. وطبقا للتوقيتات المحددة بدأت عملية فتح الثغرات فى الساتر الترابى لتمكين سلاح المهندسين من تركيب كبارى العبور التى ستعتليها المدرعات وهى العملية التى انتهت تماما قبل أن ينتصف الليل فى ذلك اليوم المجيد.