أشرف العشري

بات واضحا أن هناك فريقين من المارقين من المصريين يتفقان ويصطفان بكل أسف فى خندق واحد ـ وأن كانا لا يلتقيان ـ لايريدان لهذا الوطن النجاح أو الوقوف على قدميه، أو تحقيق أى نجاحات فى مسارات الأمن والاستقرار ودفع عجلة التنمية والاصلاح الاقتصادى لنقل هذا البلد إلى عنان السماء. 

الفريق الأول معروف ومعلوم لدينا وهو من فرق الإرهابيين وكتائبهم الجوالة حيث باتت جرائمهم تستحق وقفة حاسمة وحازمة وخاصة بعد تلك العملية الإجرامية الآثمة التى ارتكبوها فى صحراء الواحات الأيام الماضية حيث بات الأمر يستدعى لزاما تغيير قواعد المواجهة والاشتباك واستخدام كل أدوات وعدة وعديد الدولة لتصفيتهم فى كل مكان ما أمكن من القوة والتجييش للدولة مجتمعة لاستكمال جهود النجاح على هذا المضمار وهو سرعة تصفية الإرهاب والإرهابيين خاصة أن النصر فى تلك الحرب سيكون مضمونا لا محالة قياسا على ما حققناه فى السنوات القليلة الماضية بفضل تضحيات وجهود قواتنا المسلحة والشرطة. 

أما الفريق الثانى فهو يعيش بين ظهرانينا وباتت كل مهمته النيل عبر أصواتهم الزاعقة النشاز أو كتاباتهم المحبطة من كل نجاحات أو طفرات فى مسار التنمية والبناء والتعمير وإعادة تأهيل وهيكلة الدولة الحديثة فى مصر حاليا خاصة عند افتتاح مشروعات عملاقة فى الآونة الأخيرة، حيث يطل هؤلاء رافضين أو باحثين عن حجج واهية لإفساد فرحة وغبطة المصريين بتلك المشروعات وهذا النجاح حيث فعلوا هذا مع وضع حجر العاصمة الإدارية الجديدة وكانوا يستعدون مع العلمين الجديدة الذى تم تأجيله بسبب احداث الإرهاب الأخيرة وكانت ومازالت حجتهم أن الظروف لا تسمح والأوضاع غير مهيأة، وبالتالى لماذا وما الفائدة فى إقامة هذه الصروح الآن أو أن تكلفة هذه المشروعات كبيرة ومكلفة. 

أرى أن كل أصحاب هذه الأصوات تحمل نفسا تشاؤميا ومازالت تنظر أسفل القدمين ولا تمتلك رؤية متقدمة لكيفية نهوض هذا الوطن، وتحقيق طفرة عملاقة فى مسارات الحياة الاقتصادية والتنموية وحتى العسكرية لمواجهة القادم من صعاب وتحديات وكأن زمن الخيبات والتراجع الذى عشناه لأكثر من خمسة عقود لا يكفيهم أو يغير نمط تفكيرهم وحياتهم التى صارت أوضاع البلاد. فى الماضى القريب كارثية حيث بنية تحتية غير قائمة وما هو موجود منها متهالك ومتراجع ومزرى وكانت تعجبهم الإقامة فى القطر الضيق حيث التكدس والأزمات وأمهات المشكلات تطفح علينا بكيلها حيث لا إسكان ولا طرق ولا خدمات ولا مستشفيات ولا صحة ولا تعليم ولا إدارة سليمة لقيادة البلاد. 

وبالتالى كل من لا يمتلكون النظرة والطاقة الإيجابية التى تحققت وتتحقق كل يوم بعيداً عن سياسة التردد فى مصر اليوم وغدا أصحاب عقول مغلقة مازالوا يعيشون فى الماضى ولا قدرة لديهم على توسيع دائرة الحركة والرؤية عما تحقق فى السنوات الثلاث الماضية الذى قال عنه الخارج قبل الداخل إنه أشبه بمعجزة سياسية واقتصادية ولذا فان رؤية هؤلاء الغاضبين على ما يحدث فى مصر حاليا من تحولات عملاقة ما هو إلا مجرد تبسيط لحقائق وواقع تطور الأمور الذى تشهده البلاد حاليا وينزرفون الدمع الهتون على العهود البائدة. 

وما يعز فى النفس أن أمثال هؤلاء قد أغمضوا العين ووضع البعض العصابات السوداء على أعينهم حتى تفقدهم الرؤية عما يحدث على الأرض حاليا ولا يكلفون أنفسهم عناء المقارنة أو التفكير وإعمال العقل عما كانت عليه مصر طيلة الخمسين عاما الماضية وما حدث فى السنوات الثلاث الماضية وبات كل همهم نشر أكاذيب ودعاية مضللة ووجهتهم وأهدافهم المريبة تعكير صفو الاستقرار والنيل من تلك النجاحات وتدبير الفتن والآراء المغلوطة والدعاية السوداء لإدخال الوطن فى ساحة الفوضى. 

وللأسف أرى أن أمثال هؤلاء فى الداخل لا يختلفون عن أعداء الخارج التى باتت كل مهمتهم حاليا تكسير أقدام هذا الوطن ونشر الفوضى بربوعه ومنصات الأكاذيب والفتن التى تنضح بالعداء الصارخ ضد مصر. 

غنى عن البيان أن وضع أقدام مصر على طريق التقدم والتنمية واحتلال المكانة والدور على المستوى الإقليمى والدولى ما كان ليتحقق ويزدهر إلا عبر لائحة إصلاحات وبناء وتطور باهظة الكلفة فى الداخل وتشييد صروح ممثلة فى مدن جديدة أصبحت تغطى وجه الحياة القادمة فى مصر تبلغ 13 مدينة دفعة واحدة وفى توقيت متزامن. 

وبالتالى كان النتاج الطبيعى لمثل هذه النجاحات فى الداخل وتلك الطفرة الفريدة والاستثنائية لمجمل مشروعات الاصلاح الاقتصادى والتنموى أن تضع أقدام هذا الوطن على ركائز وقواعد صلبة فى مخاطبة الخارج وعودة حيوية الدور والحركية للحضور المصرى فى المشهد الإقليمى والدولى حيث باعتراف الأوروبيين والأمريكان أنفسهم أن الثقل المصرى حاضر بقوة الآن، ولا غنى عنه فى صياغة مشهد الاستقرار فى الشرق الأوسط. 

وكان لزاما أن يفتح هذا النجاح الداخلى شرعة الأبواب والنوافذ على مصاريعها أمام هذا الدور والتفوق والتميز لسياسة مصر الخارجية حيث بات الجميع الآن باستثناء دولتين مارقتين تركيا وقطر على مسافة قريبة ومتكافئة مع مصر وما تلك النجاحات إلا نتيجة جولات وحضور مصرى مزدهر فى غالبية عواصم العالم عبر زيارات مكوكية وماراثونية للسيسى لتلك البلدان حيث زيارة فرنسا أمس، ولقاء الرئيس ماكرون اليوم ما هى إلا تتويج لتلك النجاحات حيث علاقات مصر الخارجية ورؤيتها المتكاملة مع معظم القوى الكبرى فى العالم انتصار لقوة وإرادة القرار المصرى السياسى. 

ولا أبالغ فى القول إن الوطن ينتظره مستقبل مزدهر وانتصارات واعدة على كافة الأصعدة والمسارات حيث انتهى زمن أنصاف الحلول وأشباه الخيارات، ولن تستطيع أصوات هؤلاء وهؤلاء أن تلغى تاريخ النهضة وزمن الانتصارات فى مصر حاليا أو يبدلوا جغرافيا التنمية والعمران وبناء مصر الحديثة العملاقة.