شملان يوسف العيسى
كشفت شرطة نيويورك أن مهاجراً من أوزبكستان اسمه «سيف الله سايبوف» قتل ثمانية أشخاص وأصاب آخرين بجروح عندما دهسهم بسيارته. وجاء أول رد فعل على الجريمة الإرهابية البشعة من الرئيس دونالد ترامب، حيث أصدر تعليمات إلى سلطات الحدود بتشديد الرقابة على دخول الأجانب إلى الولايات المتحدة بعد هجوم مانهاتن.
والسؤال هنا هو: لماذا قام هذا الإرهابي الجبان بعمليته الإرهابية ضد أناس مسالمين أبرياء معظمهم سياح من بلاد أخرى؟ هل دافعه للجريمة فردي يتعلق بمرض نفسي مزمن أو حالة من الإحباط جعلته يقدم على جريمته النكراء؟ أم أن هذا الإرهابي ينتمي إلى أحد التنظيمات الإرهابية الإسلامية، وهو يقوم بعمليته بعد أن استلم الأوامر بذلك؟
المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن الإرهابي متزوج ولديه ثلاثة أطفال وكان شخصاً طبيعياً، لكنه أصبح عدوانياً بعد اعتناقه الأفكار المتطرفة عقب وصوله إلى الولايات المتحدة.
من المفارقات الغريبة أن الإرهابي كان ذا تعليم متواضع ولم يطلع على القرآن الكريم قبل وصوله للولايات المتحدة، لكنه أصبح إرهابياً متطرفاً لفشله في الحصول على وظيفة يرتاح لها، إذ عمل كسائق مما جعله يكره وظيفته ويشعر بكراهية الجميع. وهذا يعني أن الإرهاب عمل لا يمت بصلة للعقيدة أو المذهب بل مرتبط بالحالة النفسية للإرهابي، وربما احتكاكه ببعض الإرهابيين في نيويورك.
ربما تسرع الرئيس الأميركي باتخاذه قراراً يدعو للتشدد في دخول الأجانب للولايات المتحدة، لأن هذا الإرهابي مريض نفسياً وإقدامه على الجريمة لا علاقة له بآلاف أو ملايين المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة.
لقد أصبحت محاربة الإرهاب ظاهرة كونية.. فبعض الدول نجحت في محاربته وبعضها الآخر أخفق لأسباب متعددة قد تكون ذات طابع محلي تخص بلداً بعينه من البلدان التي تضربها جرائم الإرهاب.
وربما ينبغي للرئيس الأميركي الآن أن يطمئن رجال الأعمال الأجانب العاملين في نيويورك، وأن يفخر بمجهود الأجهزة الأمنية الأميركية على سرعة ملاحقتها وقبضها على الإرهابي المجرم. كما كان مطلوباً من الرئيس أن يطمئن السياح الأميركيين من داخل البلاد أو الأجانب إلى أن مدينة نيويورك آمنة.
لقد جاءت ردود فعل الرئيس ترامب متسرعة بعض الشيء، ربما لرغبته في دغدغ مشاعر الشارع الأميركي خصوصاً البسطاء منهم.
الولايات المتحدة دولة عظمى وليست من دول العالم النامي.. فهي دولة قوية بمؤسساتها السياسية ومجتمعها المدني المتطور وديموقراطيتها المتميزة والحريات الفردية الواسعة فيها. وتاريخياً، فإن الولايات المتحدة دولة مهاجرين من كل بقاع المعمورة، إذ أثبت هؤلاء المهاجرون بأنهم مخلصون لبلدهم الجديد وبأن لديهم المقدرة الكبيرة على النهوض بالولايات المتحدة وجعلها الدولة الأولى في العالم بلا منافس.
الأحداث الإرهابية هنا أو هناك لن تؤثر في الولايات المتحدة.. وهناك من يأسف لتصريح ترامب ويصفه بالانفعالي، إذ وعد بإرسال الجاني إلى سجن غوانتانامو قبل أن تبدأ محاكمته.
التعليقات