قالت مجلة بوليتيكو إن إعلان الإدارة الأميركية فرض عقوبات ضد شخصيات وشركات إيرانية جديدة هو في الواقع استمرار لسياسة توافقية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، سبق أن طبقها كل من بيل كلينتون وجورج بوش. ولذلك من المتوقع أن يلاقي البيت الأبيض تأييدا من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.


وأضافت أنه لسوء الحظ قبل هذه الخطوة الأخيرة، هيمنت "دبلوماسية الشتائم" على السياسة الخارجية للرئيس دونالد ترمب، الأمر الذي أزعج الكثير من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق والغرب، إلا أنها استدركت بالقول إن إدارة ترمب بدأت تدير الآن الشأن الإيراني بحكمة أكبر. وبما أن وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيين توليا مناصبهما بالفعل، فإن قرار العقوبات الموجهة ضد إيران ربما يكون مؤشرا إيجابيا على أن قرارات البيت الأبيض في الشؤون الخارجية بدأت تتخذ مسارا أكثر عقلانية من قبل.

الغرور الإيراني
أضافت المجلة أن إيران ربما كانت تشعر بالزهو، لأنها المستفيد الأكبر من الحرب الأهلية في سورية. فنتيجة للدعم العسكري الإيراني، استطاع الأسد أن يقاوم المعارضة المسلحة التي كادت أن تسقط نظامه. وبوجود الآلة العسكرية الروسية استطاع الأسد تقوية دعائم حكمه أكثر في الفترة الأخيرة. ونتيجة لهذا الوضع، استطاعت إيران أن تؤمن طريقا مباشرا للوصول إلى حليفها اللبناني، حزب الله، إضافة إلى توفير موقع متقدم على البحر المتوسط. كل هذا مع العقوبات الدولية والعزلة التي كانت مفروضة على إيران، يساعد على فهم سبب الموقف الإيراني المغرور مؤخرا، ورفض النظام الإيراني للتحذير الذي وجهته لها إدارة ترمب مؤخرا حول اختبار الصواريخ البالستية.
وتشير بوليتيكو إلى أن ترمب خلال حملته الانتخابية شجب الاتفاقية النووية، وكان موقفه يعكس وجهة النظر التي ترى أنه اتفاق سيئ. ومع ذلك لم يصدر أمرا بإلغائها، واختارت إدارته عوضا عن ذلك اللجوء إلى العقوبات الموجهة. هذا يبين أن الإدارة الأميركية الجديدة بدأت تفكر بعقلانية - على الأقل في هذا الاتجاه.


التعاون مع أوروبا
ردا على فعالية الدور الأوروبي في الضغط على إيران، تقول المجلة إن الطريقة الوحيدة للتأثير على طهران دون اللجوء للقوة العسكرية، هي في التعاون الأوروبي الأميركي، وبدونه لن تكون العقوبات الأميركية فاعلة. وبما أن الأوروبيين يعتقدون أن الاتفاقية النووية تمثل نجاحا دبلوماسيا، فإن العقوبات الأميركية ستبعث إشارة حول الموقف الأميركي، لكنها لن تكون كافية لإحداث تغيير حقيقي. لذلك من الجيد أن ترمب بدأ يبدي التزامه بالاتفاقية ويحاول أن يركز عوضا عن ذلك على البرنامج الصاروخي الإيراني وعلى طموحات إيران الإقليمية. ومع أن العقوبات الموجهة ليست كافية، إلا أنها مفيدة كطريقة للبدء بالضغط على إيران. وتخلص إلى أن ترمب ربما بدأ يفهم الآن أن من السهل المطالبة بإعادة التفاوض على الاتفاقية النووية، لكن من الصعب تنفيذ ذلك على أرض الواقع.