سعيد الحمد 

هو ذلك السؤال الذي انشغلت به جهات معينة مفاده باختصار شديد «لماذا لم يصنف ترامب السعوديين كإرهاربيين ولم يمنعهم ضمن قوائم منع دخول بلاده».
بالقطع لا يبدو السؤال بريئا، ولا يمكن تبريره بالنوايا الحسنة لمن انشغل به وأثار ضجيجا مفتعلا حوله وكأن القضية هي السعوديون والسعودية، وهو سؤال مشبوه ويكاد ينطق بدوافعه وأهدافه وسوء نواياه تجاه السعودية، وهو سؤال ولاشك يأتي في سياق الحملة الممنهجة التي تتعرض لها السعودية من جهات مكشوفة استمرت خلال السنوات الأخيرة تدس دسا دنيئا ضد السعودية ثم تطلق «خطابا رسميا» ودودا ناعما في لعبة يكاد المريب، وهي لعبة تثير السخرية من لاعبها الذي انكشفت اوراقه وما عاد يستطيع التلون باحترافية فقد اصولها حين تغلبت عليه تلك النوازع التي تسكنه منذ عقود وعقود.
«لماذا لم يصنف ترامب السعوديين كارهابيين» هو سؤال على طريقة «الردح» لا علاقة له بالسياسة ولا حتى باللياقة المطلوبة في طرح وتناول الأسئلة، وللاسف نطقت بالسؤال جهات تدعي أنها «عربية» وما زالت تزايد بشعارات المقاومة والممانعة.
بعض المرتزقة الصغار الذين تناثروا في اوروبا سياحة ممولة ومدفوعة الأجر، أطربهم السؤال بوصفه جرعة نصب جديدة يرتزقون من ورائها ويظهرون بمظهر جوقة الحملة الاعلامية المضادة للسعودية ويسبغون ويعطون أنفسهم حجما اكبر بكثير من أحجامهم القزمية التي لا تكاد ترى إلا بالمجهر، ويقولون كلاما لا يسمعه غيرهم أبدا، حتى جماعاتهم انفضوا من حولهم وما عادوا مهتمين بمتابعتهم.
وهو سؤال كما نلاحظ بليد وينضح غباء سياسيا لم يدرك من يردده أنه يلعب ضد نفسه حين يكرر هذا السؤال في كل شاردة وواردة، ويثير شفقتنا الساخرة اولئك الذين شاب شعرهم ما زالوا صبية في تفكيرهم الساذج لاسيما حين يظهرون على فضائياتهم الكاسدة وبمظهر «المحلل السياسي» ويفسرون هذا السؤال البليد تفسيرا اكثر بلادة يعتمد فقط على الغمز واللمز الصبياني من قناة السعودية.
هذا السؤال التحريضي كما وصفه الاستاذ عبدالرحمن الراشد في عموده للاسف يروجه لسان «عربي»غلبته طائفيته بعنصرية فاقعة و لم يتردد في الانزلاق وراء هكذا سؤال ورطه فيه من كتبه له وأمره بترديده كونه «عربي» ظنا واهمًا منه أنه سينال وسيحرج السعودية، وهو ظن ساذج من هكذا عقلية تدير الحملات المضادة.
لقد كان الداعم والممول سخيا في تدريبهم عبر دورات خارجية اعلامية مكلفة ليكونوا واجهاته الاعلامية المدافعة والمنافحة والمروجة له، لكن يبدو أن الجماعات التي أنفق ما زال ينفق عليها وعلى مراكزها ومؤسساتها وفضائياتها بالملايين من قوت شعبه ومن الاموال العامة في بلاده، يبدو ان جماعات التهت ولربما انغمست في برامج السياحة الاوروبية فنسيت «الدرس».
وهكذا بدأت الطروحات الساذجة البليدة تغلب على ادارتها للحملات الاعلامية المضادة للسعودية وللمنطقة بوجه عام مما أفقدها حرفيتها ناهيك عن ما تبقى من ذبالة مصداقية ينبغي لها ان تتحلى بها لتقنع العالم بما تقول وبما تتناول.
والنتيجة فقد أصبحت اسئلتهم محل تندر الجميع ولا تستحق الوقوف أمامها بجدية مما ورطها في وصلة ثرثرات اعلامية طبعت اعلامها بطابعها وهو الاعلام الذي تديره «شلل» صغيرة احتدم الصراع بينها بشكل معلن وملموس، فاستبعـدت وجوه واسماء وحلت محلها وجوه واسماء بحسب بوصلة صراع الشلل.