طلال عبدالكريم العرب

أسئلة طالما راودتنا بعد كل عملية إرهابية مسجلة باسم «داعش»: لماذا تمت العملية في هذا المكان بالذات؟ وماذا كان هدفها؟ ومَن المستفيد منها؟ ومَن المتضرر منها؟ يتبع العملية سؤال مهم وملح لا بد منه: فمن نلوم؟ هل نلوم «داعش»، وهو المطلوب الطبيعي والمنطقي منّا، أم نلوم من أوجد «داعش»، فمولها ودربها وخطط لها ثم اختار لها أهدافها؟


لماذا دائما يختار لــ «داعش» أهداف مقصودة بعناية لتضر دائما بالعرب؟ فنتائج ما فعلته «داعش» ملموسة واضحة للعيان، فكل ما قامت به من عمليات وهجمات أدت إما إلى تفتيت للوحدة الوطنية وإما تدمير للمدن وتهجير طائفي قسري للسكان، وتشويه سمعتهم أمام العالم، فالعرب والإسلام السني هما الموصومان الرسميان بالإرهاب، مع أنهما في نهاية الأمر هما المستهدفان والمتضرران، أما المستفيدون من كل عملية فهم أعداء العرب أو الإسلام السني.
ما حصل للأقباط المصريين مأساة إنسانية واخلاقية ودينية بكل المقاييس، وتهديد للوحدة الوطنية بشكل أساسي، فلماذا هذا الاستهداف الإرهابي لمصر، ولماذا التركيز على أقباطها وجيشها؟
الواضح وضوح الشمس أن هناك هدفين يُراد تحقيقهما في مصر، وهما، أولاً: إضعاف الجيش حتى يسهل تفتيت هذا البلد المحوري؛ فإضعافه هو إضعاف للعرب، وثانياً: الدفع باتجاه تقسيم مسيحي ــــ مسلم للمصريين، سيقود في النهاية إلى تقسيم مصر، كما قسمت السودان.
عمليات «داعش» أصبحت ماركة مسجلة، وقد يكون تسجيلها باسم داعش له ثمنه، فليس من المعقول أن تكون داعش بهذا الانتشار والقوة والمنعة والدهاء؛ فتقوم بكل ما أعلنت عنه من دون دعم مخابراتي وعسكري وفني وتكنولوجي وغرفة عمليات معتبرة، ما نعتقده بأن العمليات الارهابية في يومنا هذا هي عمليات متفرقة في إمكان أي دولة أو أجهزة استخباراتية أن تختار الهدف المراد استهدافه وهي مطمئنة من كشفها، فما عليها إلا أن تعلن داعش عن مسؤوليتها، وطبعا لكل إعلان ثمن، ولكل عملية هدف، ولكل منفذ مأرب.
فنعود، ونقول ما جرى ويجري لمصر وليبيا وسوريا واليمن والعراق ولبنان سيعود في النهاية بالفائدة على أعدائنا، فهل فينا من يشك في ذلك؟
حفظ الله تعالى أمتنا العربية، وحفظ مصر بمسلميها ومسيحييها من كل مكروه.