مرسى عطا الله

على عكس ما يعتقد الكثيرون بأن القمة الإسلامية الأمريكية كانت تستهدف فقط تشكيل حلف سياسى وعسكرى من الدول السنية لمواجهة الخطر الإيرانى والتمدد الشيعى، وبما يعنى أن المنطقة مقبلة على حرب ضروس فإننى أرى أن قمة الرياض بما وفرته من توازنات إقليمية جديدة تمثل بداية عصر جديد لتصفية النزاعات بين الدول العربية والإسلامية والتى تمتد جذورها إلى ما يزيد عن ألف عام وأدت للأسف الشديد إلى تقسيم العالم الإسلامى مذهبيا وسياسيا وأضعفته وبددت الكثير من طاقاته.

وربما يعزز من صحة ما أقول به أن قطبين رئيسيين من أقطاب العالم العربى والإسلامى وهما الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك سلمان بن عبد العزيز يؤمنان وعن يقين بأن بناء ركيزة القوة الشاملة للأمة يبدأ بإنهاء النزاعات القديمة والمعاصرة التى بددت كل فرص التقدم والنهوض لأقطار الأمة، وأسهمت فى وصولها إلى ما وصلت إليه اليوم من ضعف وتفكك وتشرذم وانقسام يتطلب رؤى وأفكارا جديدة للمصالحة وغلق صفحات الماضي. 

بل إننى أرجح أن تكون قمة الرياض مدخلا طبيعيا لتصفية النزاعات التى تمزق العالمين العربى والإسلامى بعد اجتثاث الأفكار المتطرفة، التى أفرزت ظاهرة الإرهاب والتى امتدت نيرانها إلى أوروبا وأمريكا لتدرك الدول الكبرى صعوبة المحافظة على مصالحها الحيوية فى المنطقة إلا بعودة السلام والأمن والاستقرار. 

بل إننى أذهب إلى أبعد من ذلك بالقول إن قمة الرياض سوف تفرض واقعا جديدا من التعاون بين الدول العربية والإسلامية من ناحية، وبين الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ترامب من ناحية أخرى تحت مظلة شروط جديدة لمحاربة الإرهاب وإزالة أحد أهم أسباب التوتر فى الشرق الأوسط من خلال الاحتكام للشرعية الدولية فى تسوية القضية الفلسطينية وإنهاء النزاع العربى الإسرائيلي. 

وكفى تحليلات واجتهادات سياسية وعقائدية ينزلق إليها البعض منا بوعى أو بدون وعى لكى تستدرجنا مجددا إلى إحياء النزاعات القديمة أو خلق صراعات جديدة!