أمجد المنيف

كل ما يحدث في قطر، أو في السياسة القطرية حتى نكون واضحين، مقلق جدا. لكن ما يزعجني -شخصيا- أنني اعتقدت سابقا أنها أكثر شجاعة، لأنها حاولت أن تمثل هذا الدور، ومع أول امتحان جبنت. التصريحات لم تكن اختراقا، كانت أقوالا لأميرها، لكنه لم يكن شجاعا كفاية ليستمر، قرر الهروب، وتحميل "الهكرز" الجرم. الذي تختلف معه، سواء تسميه عدوا أو أي شيء آخر، لا يمكن إلا أن تحترمه عندما يمتلك الشجاعة. الذين يهابونها، ويهربون للضباب، لا يستحقون الندية، على الإطلاق.

لا تزال قطر تراهن على "الجزيرة"، التي فشلت في تزيين "الخريف العربي"، وكانت تتوقع أن تأثيرها يشبه أواخر التسعينيات. عندما بثت "قنا"، حديث أمير قطر، لم تتوقع جاهزية الماكينة الإعلامية السعودية، التي أصبحت قائدة في المنطقة، سواء من خلال المؤسسات الإعلامية كالعربية والرياض وعكاظ وغيرها، أو القوة الناعمة لدى الأفراد في الشبكات الاجتماعية. كانت ردة الفعل أعلى من رهاناتها، ارتبكت وتراجعت، وصارت ترسل تبريرات لم تقنع مؤيديها قبل المعارضين.. حتى انكشفت اللعبة، وارتمت رسميا في أحضان إيران.

لم تكن ممارسات قطر مريحة يوما، تاريخها معروف ولا يوجب السرد، ووعودها ليست صادقة أبدا، كنا ننتهج مبدأ حسن النية، لأننا نحاسب على الأفعال لا النوايا، رغم أنه كانت هناك الكثير من الأفعال في الخفاء.. كل هذا دفعنا للتصديق مباشرة بما قاله أميرها، حيث ترجم سلوك السياسة القطرية، كنا نحتاج الاعتراف، التصريح المباشر، الذي يصادق على ممارسات الواقع.

قطر، الخارجة من خسارات دعم "الإخوان"، بعدما دفعت المليارات لتمكنهم وفشلوا، والتي تعمل استعداداتها لاستضافة "كأس العالم 2022" المشبوه، بحسب عدد من المصادر الإعلامية الأجنبية، وقد تواجه تحديات مستقبلا، في هذا الملف تحديدا، قررت أن تضاعف من مشاكلها الاقتصادية، من خلال دعم التنظيمات الإرهابية، والشخصيات المشبوهة، وأخيرا نظام الملالي، الذي لم يمنح شعبه إلا الفقر والتجويع والتخلف. وكل هذا بالتأكيد سينعكس على بقية الأصعدة، والمواطن القطري هو المتضرر الأول، للأسف.

ولمحاولة تبسيط الأمر، لمن لا تعنيه تعقيدات السياسة كثيرا، فما حدث ويحدث في قطر هو ردة فعل لنجاح "قمة الرياض"، التي صرحت بوضوح بإرهاب الحكومة الإيرانية، وقررت مكافحة التطرف وداعميه، وأعلنت الرغبة الجادة في تجفيف مصادر تمويل الإرهاب. وكل هذا لا يناسب المراهقة السياسية القطرية، التي لم تستوعب بعد المتغيرات الحديثة في المنطقة.. وفي السعودية، على وجه الخصوص. والسلام..