محمد آل الشيخ

البيان الذي أصدرته أسرتنا، أسرة آل الشيخ، وأمضاه أكثر من مائتي فرد ينتمون إلى هذه الأسرة، على رأسهم سماحة المفتي ومعالي رئيس مجلس الشورى، ومعالي وزير الشؤون الإسلامية ـ ووزراء آخرين، كان يحتوي بالمختصر المفيد على نقطتين جوهريتين، لا يستطيع أحد لديه إلمام بسيط بتاريخ هذه البلاد، أن ينكرها، أو يشكك في صدقيتها، وهما أن أسرة آل ثاني الكريمة، أمراء قطر، لا ينتهي نسبهم إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب.

النقطة الثانية، ما يتعلق بالمسجد الذي بناه القطريون باسمه رحمه الله؛ حيث إن في قطر يسيطر -للأسف- منهج عقدي لا يمكن أن يتماهى مع نهج الشيخ ودعوته السلفية، الأمر الذي يجعل هذا المسجد في رأي أحفاده مسجدا شيد لهدف سياسي محض، لاسيما وأن التيار المسيطر في قطر، ويتحكم بالقرار الديني فيها، هم جماعة الإخوان المسلمين البدعية، وغني عن القول إن أغلب هذه الجماعة، ولا أقول جميعهم، يعتقدون بالمنهج الأشعري، وجزء منهم ليس بالقليل يؤمنون بالتصوف أيضا، إضافة إلى أن لدى هذه الجماعة خزعبلات كثيرة في القضايا العقدية، يتغاضون عنها، ويسكتون عليها، إذا كانت تصب في مصلحة الجماعة السياسية العليا، فضلا عن أن أسطونهم المصري الذي يحمل الجنسية القطرية، وهو «يوسف القرضاوي» يُفتي بجواز قتل النفس وجواز الانتحار في المعارك مع غير المسلمين، مخالفا نصا قرآنيا محكما، يقول {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}، ومثل هذه الانتهاكات العقدية والفقهية المتراكمة تختلف مع نهج الشيخ اختلافا جذريا، وبالتالي من حق أسرته توضيح ذلك للناس، واعتبار هذا المسجد لم يؤسس على التقوى، وإنما لغش الناس وتثويرهم.

الأمر الآخر الذي انتشر وتفشى عند العوام، الفخر والاعتداد بالأنساب، وأن (بني تميم) حيث ينتسب الشيخ نقطة جوهرية ومبعث اعتداد في نهج الشيخ ودعوته، وهذا كذب خالص، وأمامكم مؤلفات الشيخ ورسائله، فلن تجدوا البتة اعتدادا بنسب أو حسب، ولا فخر بمُحتداه القبلي، لا هو ولا أبنائه وأحفاده؛ ومثل ذلك لا يمكن أن ينتهجه الشيخ مطلقا، لأنه يناقض دعوته؛ وعلى هذه الأسس جاء البيان، فما الذي أغضب آل ثاني أو مناصروهم، المفترض أن يصبوا جام غضبهم على حمد بن خليفة، الذي وضعهم وكأنهم في حاجة إلى نسب وحسب، وهم في غنى عن هذا الادعاء الذي من أسهل القضايا نقضه وإبطاله شكلا وموضوعا.

البيان -بصراحة- كان بيانا متوازنا يسعى إلى إيضاح مسائل يتفق معنا عليها كل آل ثاني، فقبل حمد لم يدعِ أحد منهم قط أنهم من آل الشيخ، حتى جاء هذا الرجل ذو الطموحات المريضة والمريبة، والمضحكة في الوقت ذاته.

صدقوني أن هذه المعارك الدنكشوتية العبثية الغبية كلفتهم كثيرا، وحان الآن وقت الحساب.

واختم بقول العرب (لله در الحقد ما أعدله. بدأ بصاحبه فقتله)

إلى اللقاء