فاروق جويدة

يعيش العالم العربى محنة قاسية وظروفا تاريخية لم يشهدها من قبل، تجمعت عليه الذئاب من كل جانب بعد ان تبددت وتشردت جموعه وأصبحت شعوبه ضائعة ما بين الجوع والفقر والهروب من الموت إلى الموت.. يعيش العالم العربى الآن لحظة تاريخية لا غالب فيها، بعد أن ساءت العلاقات بين أصحاب القرار ووجد العالم فرصة نادرة لكى يوزع ما بقى من الغنائم..لا احد يستطيع ان يتنبأ بما يمكن أن يحدث بعد ساعات لأن القرار لم يعد عربيا ومصير هذه الأمة أصبح فى أيدى كثيرة.. فى العالم العربى الآن تقف جيوش من أكثر من بلد هناك الايرانى والروسى والتركى والفرنسى والامريكى والايطالي.. ولا احد يدرى فقد نجد غدا الصينى والهندى حين يتزاحم الجميع على الفريسة..هناك خرائب دمرتها الحروب وسقطت المدن تحت وطأة حروب أهلية من يصدق أن هناك أربع عواصم عربية تم تدميرها..أين بغداد عاصمة العباسيين وأين دمشق عاصمة الأمويين وأين صنعاء وأين ليبيا من يصدق ان الحرب الأهلية دمرت كل هذه العواصم ثم جاءت لعنة قطر التى أصابت هذا الجزء من الجسد العربى وهو دول الخليج وكنا نبنى عليها آمالا فى إنقاذ هذه الأمة من كبوتها ومحنتها التاريخية..وماذا بعد وصول القوات التركية والايرانية إلى قلب الخليج. 

إن هذا الشرخ الذى حدث فى البناء الخليجى الذى قام على عدة ثوابت تاريخية واجتماعية وثقافية وإنسانية كنا نأمل أن يبقى متماسكا ولم يتصور احد أن يأتى الدمار من الداخل وأن تكون المحنة من احد الأبناء، إن قطر سوف تتحمل جريمة تفكيك هذا البناء ولا احد يعرف المدى الذى يمكن أن تصل إليه الأمور الآن.. إن هناك ثمنا مدفوعا فى كل الحالات إذا سلمت قطر هناك ثمن مدفوع وإذا أصرت على مواقفها ومؤامراتها فهناك ثمن اكبر وفى كل الحالات الخسارة للجميع .. إن أزمة قطر وما تواجهه الآن دول الخليج أمام تحديات خارجية كانت الدوحة سببا فيها لا احد يعرف إلى أين تمشى بنا، فليست القضية دويلة صغيرة تبحث عن دور ولكنها أمه تواجه مصيرا غامضا.