ليونيد بيرشيدسكي

الغرامة الكبيرة التي فرضتها المفوضية الأوروبية على «غوغل»، والبالغة 2.7 مليار دولار، تشير إلى أن علاقة عملاق البحث على الإنترنت مع الجهات المقنِّنة الأوروبية تحولت إلى حلقة مفرغة من التصعيد. غير أن رفض غوغل التخلي عن أي عوائد تجنيها من الإعلانات، قد يؤدي إلى خسائر غير متوقعة في أكبر سوق لها خارج الولايات المتحدة.

«غوغل» أعلنت أنها «تختلف بكل احترام» مع قرار المفوضية وأنها تنوي استئنافه. لكن عليها أن تسأل «مايكروسوفت» التي خاضت حرباً قضائية طويلة مع المفوضية بكل ما أوتيت من قوة وخسرتها في ثماني سنوات من التقاضي. فالمفوضية لديها سجل قوي في كسب قضايا استغلال الاحتكار.

وبصفتي مستهلكاً، أقفُ إلى جانب «غوغل». إذ أجد أن «غوغل شوبينغ» أفضل من منافسيها. ثم إن المستخدم لديه نتائج وبدائل أخرى غير تلك التي يقدمها «غوغل» على الصفحة لأولى لنتائج البحث، والحق أني تصفحتُ نتائج خدمات أخرى منافسة ولم أجد ضالتي فيها.

غير أنه من وجهة نظر المخاطر والمكافآت، يجدر ب«غوغل» الإذعان والاتفاق حول تسوية مع المفوضية الأوروبية حول هذه القضية والقضيتين الأخريين. فبالطرق الودية، تستطيع «غوغل» تقليص احتمال فتح تحقيقات جديدة. ذلك أن أوضاعها الضريبية في أوروبا مريبة، وهي تروّج وتنحاز لنتائج معينة بخصوص المطاعم والأسفار على حساب نتائج وخدمات منافسيها. وبالتالي، فإنها تمثل هدفاً مغرياً، ومن غير المرجح أن تتركها المفوضية الأوروبية وشأنها إن هي ألحت على لعب دور راعي البقر الأميركي المتعجرف.

صحيح أن ثمة دائماً ذالك العنصر المتمثل في المشاعر المعادية لأميركا في الأحكام الأوروبية العقابية التي تصدر بحق شركات أميركية كبيرة، لكن من جهة أخرى لابد للمرء من التكيف مع قوانين القوم الذين يعيش بينهم، وخاصة حين يتعلق الأمر بأسواق كبيرة مثل أوروبا، وأن يحاول الالتزام بالقواعد والقوانين المرعية، حتى وإنْ لم تبدو عادلة على الدوام.

ليونيد برشيدسكي

محلل سياسي روسي مقيم في برلين

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»