جهاد الخازن
كتبت في الأسابيع الأخيرة عن كل موضوع سياسي اعتقدت أن القارىء يهتم به ويريد معلومات عنه، وكتبت في إجازة عيد الفطر حلقتين من شعر الغزل، وإذا بنصف البريد عن شعر الغزل لا دونالد ترامب أو إيمانويل ماكرون أو سورية أو العراق، أو الإرهاب الإسرائيلي.
الأخ صلاح عبدالساتر محمد الشهاوي، وهو باحث في التراث العربي والإسلامي وعضو في اتحاد كتـّاب مصر، بعث إليّ برسالة تعكس خبرته في شعر المتنبي، وأختار منها التالي:
إذا غدرت حسناء وفّت بعهدها / فمن عهدها أن لا يدوم لها عهد
وإن عشقت كانت أشد صبابة / وإن فركت فاذهب فما فركها قصد
وإن حقدت لم يبق في قلبها رضا / وإن رضيت لم يبق في قلبها حقد
المتنبي الشاعر هو الذي تجسدت في شخصيته صفات العرب وفي شعره تجسدت مزايا الشعر الأصيل. له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة، وهو شاعر العربية الأكبر، في أصالته واعتزازه بحضارته، في حبه للطموح وغنائه للفروسية والشجاعة... في حضه على مقاومة الظلم ورفع يد الطغيان... في مدائحه وهجائياته، في فخره واعتداده.
أختار من الرسالة للمتنبي:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي / وللحب ما لم يبق مني وما بقي
زميل معنا في الجريدة انتصر لأحمد شوقي، وهو من أبرز شعراء العصر. شهرته ليست شعر الغزل، وقد أوردت بعضه، بل «الخديويات» و «العثمانيات» و «الإسلاميات». هو قال عن نفسه:
شاعر العزيز وما / بالقليل ذا اللقب
وأيضاً: أأخون إسماعيل في أبنائه / ولقد ولدت بباب إسماعيلا
أنتقل الى الأخ مساعد البختي ورسالة أختار منها:
الفضل بن الأحنف قال:
يا دار فوز لقد أورثتني دنفا / وزادني بُعد داري عنكم شغفا
طاف الهوى بعباد الله كلهم / حتى إذا مرَّ بي من بينهم وقفا
ولبشار بن برد:
أبكي الذين أذاقوني مودتهم / حتى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا
أما بشارة الخوري (الأخطل الصغير) فله:
يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحا / كعاشق خطَّ سطراً في الهوى ومحا
ولغيره:
وخود أقبلت في القصر سكرى / ولكن زيّن السّكر الوقار
فقلت لها عديني منك وعداً / فقالت في غد منك المزار
ولما جئت مقتضياً أجابت / كلام الليل يمحوه النهار
ومثله:
يا ليت مَن نتمنى عند خلوتنا / إذا خلا خلوة يوماً تمنّانا
كل ما سبق جميل ولكن ما ليس جميلاً أن قارئاً لا يعجبه كلام لي فيتهمني فوراً بالجلوس على موائد الملوك والأمراء، وبأنني أتلقى مالاً منهم.
قلت في السابق وأقول اليوم إنني سأستقيل إذا أثبت أي أمير أو وزير أو ثري خطير أنني أخذت منه مالاً. أعرف الملك سلمان بن عبدالعزيز على امتداد خمسة عقود، وقد طلبت منه وهو أمير الرياض أن يساعد صحافيين، ولكن لم أطلب منه في حياتي شيئاً لي.
دافعت عن «الإخوان المسلمين» وهم في المعارضة، وانتقدتهم وهم في الحكم. كل ما كتبت موجود. الآن إسرائيل تبني مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ويتجاهلها «إخونجي» ليتحدث عمّا لم يوجد.
التعليقات