علي سعد الموسى
أراد صاحب السعادة أن يهرب من الباب الخلفي كي يتحاشى حساب تغريدته التي أفتى فيها بعدم جواز الدعاء لميت لأنه يخالفه في المذهب. وبالطبع اعتذر للكويت وشعبها دون أن يعلم أن اعتذاره، وعبر مسطرة «القياس» هو اعتذار من قم ومن أذربيجان وحتى من موزمبيق ونيكاراجوا وأيضاً من شعب جزيرة «غوام» التي تقول الأخبار إنه يسكنها 45 مسلماً في الجيش الأميركي، سبعة منهم من الطائفة الشيعية.
يقول سعادته، لأنني أتحفظ عن كتابة «فضيلته» في تغريدة ترقيع أخرى لاحقة، إنه يعلن عن التزامه بقانون النشر والصحافة إذا كان لا يتعارض مع القرآن والسنة وما أفتى به كبار العلماء... إلخ. وبالطبع، هذا التزام مبطن مشروط لأنه يرى في نظام المطبوعات والنشر مخالفة لبعض الفتاوى التي تفتح أمامه وأمام أمثاله القدح والردح فيما لا يقل عن تسعة أعشار المسلمين، ولست أبداً مبالغاً في هذه النسبة. نحن مثلا لازلنا نتذكر تغريدة أحدهم الشهيرة قبل فترة في توصيفه الجغرافي الخارق عن أهل الفرقة الناجية. يومها اخترع لنا سمات تلك الفرقة في مساحة كيلومترات صغيرة مربعة تستطيع معها، وبالبلدي، أن تخطها برجليك في المسافة ما بين صلاتين، وأن تدعو كل أهل «فرقته الناجية» على بضعة «مفطحات» إن كنت ميسور الحال.
المشكلة الكبرى، أنكم أيها الإخوة الكرام من أبناء قبائل الشيخ «تويتر» تستعجلون الهجوم المكثف على أصحاب الفضيلة من مخترعي هذه الفتاوى دون أن تمنحوهم الفرصة الكافية لتحديد المعالم الأنثروبولوجية أو الجغرافية لكل ما يقصدون، هجومكم هذا يحرمنا إجابة فضيلته عن أسئلة تحك على خواطر كُثر. مثلاً هل يعتبر شيخ الفرقة الناجية مركزاً طارفاً مثل «مركز القيرة» جزءاً من الهضبة أم أنه نهاية أطراف الجبال وخارج حدود الفرقة؟ ينطبق ذات السؤال على بقعا وظلم وربما حرض، فكل سكان هذه الأماكن يكادون أن يلامسوا حدود هذه الفرقة: هم في قلبها في التاريخ ولكن على أطرافها في الجغرافيا. كيف ينظر فضيلته مثلاً إلى الملايين من الوافدين المسلمين الكرام الذين سكنوا وظائف في الحدود الجغرافية في توصيفه الشهير للفرقة الناجية، وهل سيدخلهم إليها بسبب الجغرافيا أم سيخرجهم من برزخها عطفاً على التاريخ لأنهم من كل ملة وفصيل ومذهب؟ هل نترحم مثلا على أموات المسلمين خارج جغرافية فرقته الناجية أم نقف في أفضل الأحوال على الحياد لأنهم ليسوا بشيعة ولا هم أيضاً من المعتقد الأنقى الذي لا يعلم فضيلته بوجوده إلا في فرقته كما وصف في فتوى تغريدته الشهيرة؟ خذ مثلاً: ماذا أقول لعشرات الأصدقاء في طارفة سعودية، من قلب السنة قال عنهم بحث دكتوراه من جامعة سعودية إنهم أهل بدعة وهوى قبل أن يأتيهم داعية من قلب جغرافية الفرقة. انتهت المساحة ولا زلت على الحياد. تبقى لدي أسئلة أكثر سخونة.
التعليقات