نوال الدوسري
أنعم الله علينا الكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى، وقال الله عزَّ وجل (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، وأعظم نعم الله علينا خلق الانسان في أحسن هيئة، وهدايته لما يحبه ويرضى من أجل أن يعمل بتعاليم دينه، وينال رضاه وتوفيقه في الدنيا والاخرة، والعبد الصالح هو الذي يشكر الله على كل نعمه التي هو فيها حتى يزيده الله، ويبارك له في تلك النعم، كما في قوله تعالى (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
قد تكون النعم أنواعاً إما ظاهرة وحاصلة يعلم بها العبد ظاهرة عليه ونعمه منتظرة يرجوها العبد ويسعى لينالها.
قبل أن أبدأ حديثي معكم ومقالي هذا، أحب أن أنوه أن في هذا الكون قوانين خاصة قانون الجذب.. التي لا يمكن أن تتحرك وتتحقق أهدافك إلا اذا ما حمد العبد على نعمته، أولا وحمد ربه على كل ما هو عليه، لأن أهدافنا وأمنياتنا لا يمكن أن تتحقق وتصبح نعماً علينا إلا إذا نحن حمدنا خالقنا على النعمة التي نحن عليها، فاستقرار النفس الداخلية هي المحرك الأساسي لقوانين الكون والاستجابة للدعاء، فإذا كانت النفس المطمئنة الحامدة والشاكرة على ما هي عليه، أتاها الله الخير من أوسع أبوابه، أي بمعنى حين تكون النفس هادئة وقانعة وشاكرة تجعل الانسان يركز على هدفه ومبتغاه؛ لأنه ركز على ما يريد من هدف وتحقيق أمنياته وأحلامه، وهكذا عكس ذلك الشخص المتذمر على كل شيء فقط يجلس لصيد أخطاء الجميع فيكون متذبذباً لا يرى هدفه ولا يركز على ما يريد متخبطًا إنما يكون منشغلاً بأخطاء الغير أو بنعمهم التي أنعم الله عليهم بها، مما تتولد لديه شحنات سلبية وطاقة من الحقد والحسد والغضب على كل شيء، لان كما جاء في قول الحق في الآية الكريمة (لئن شكرتم لأزيدنكم).
هل نحن في نعمة بالبحرين؟ نعم. أولاً نحن في نعمة الأمن والأمان، والنعمة الثانية التعليم، ونعمة الخطوات الاستباقية، نحن من كان لنا المجال في الخطط والسباق في كل شيء مما أنعم علينا بنعم كثيرة منها الأمن والأمان والتعليم وهي الخطوة التي سبقت الجميع من دول مجلس التعاون، وإن أول مكتبة هي مكتبة الأهالي والوجهاء والشيوخ والأدباء والشعراء في عام 1913، وقبلها أسس القس صموئيل زويمر في عام 1894 مكتبة بريطانية تنشر الصحف البريطانية والكتب التبشيرية، وأول مدرسة في الخليج العربي هي مدرسة الهداية الخليفية للبنين 1919م، ومنها تطور التعليم بشكل ملحوظ فتوالت المكتبات والمدارس.
ولكن من الخطوات الاستباقية الحديثة مشروع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمدارس المستقبل، حيث كانت انطلاقة جديدة لدخول التعليم الإلكتروني في البحرين منذ عام 2004م فهي السبَّاقة في هذا التخصص الجديد وما يتضمنه المشروع من إمكانيات تسهم في رفع التحصيل العلمي للطلبة ويتيح لهم المزيد من فرص التعامل من المستجدات التعليمية المتطورة، وما يوفره من بيئة مدرسية مميزة، إن أهمية المشروع الذي تنفرد به عن بقية الدول بأنها السباقة في التفاعل مع الدروس الالكترونية ودخولهم على المواقع التعليمية، وزيادة المعلومات المستحدثة وجعل الطلبة على التعامل مع المستجدات الأمر الذي سيساهم بشكل فعّال في تحقيق التنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي، وتلبي الاحتياجات، كما أنها هيأت أيضا للمواطن الدخول في مجتمع المعلومات الحديث، والتعايش معه وتحقيق التنمية الاقتصادية وتلبية الاحتياجات المباشرة لسوق العمل وذلك لتهيئة المواطن للدخول في مجتمع المعلومات الحديثة والتعايش معه، أصبحت البحرين تتعامل بكل شيء (الحكومة الإلكترونية)، أما عن الطلبة، جهزت المدارس ودربت الاساتذة، وانتشار شبكات الاتصال السريعة لربط المدارس والادارات بالبوابة التعليمية، وتحويل جميع المقرارات من كتب ورقية الى كتب إلكترونية، وهيأت الكثير من المدارس بالسبورة الذكية والتفاعلية لجميع المدارس، وقامت ايضا بتزويد المدارس بكل الأجهزة التعليمية من الحواسيب والكاميرات والوثائق وأجهزة التصويت الصوتي، واستحدثت بناء المدارس العمودية على حسب موقع أراضيها وتحسبًا لمناخ البحرين ولربط الصفوف إلكترونيًا، وقد انتشر نوع من هذه المدارس في مناطق البحرين وسخرت أخصائيين للتكنولوجيا الحديثة، وتدرب أكثر من 97% من المعلمين والمعلمات على استخدام الحواسيب الآلية والاجهزة التعليمية الاخرى، ولا ننسى تفعيل المكتبات الإلكترونية كالفهرسة الإلكترونية والاستعارة ايضاً.
لدينا الكثير من النعم بفضل الله علينا ولكن هذه النعم تحتاج الى تطبيق قول الآية الكريمة (وأما بنعمة ربك فحدث) عن طريق الإعلام التلفزيوني وذلك بعمل ملتقى سنوي لمشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، ما هو دور المعلم، وآخر مستجداته، تحفيز الطلبة في مسابقات سنوية تشجيعهم ليكون مجال الإبداع الرقمي والبرمجيات المستحدثة والمخترعة من قبل المعلمين والطلبة، عمل معرضين فصليين للسنة الدراسية الواحدة وعرض ما لدى المدارس من موهوبين واختراعات مع خلق حوافز لمعلمي التعليم الإلكتروني، قد تكون هذه البرمجيات الحديثة من إعداد الطلبة جديدة وبفكر جديد ما علينا إلا ان نضعها ثم نطبقها ونحدثها، وقد تكون معارض وملتقيات على مستوى مدارس دول المجلس التعاون كبداية.
نحن بحاجة الى المواطنة التي نزرع بها (مواطنة الحمد والشكر) على ما يقدمه الوطن من مشاريع سباقة واستغلاله الاستغلال الصحيح بذمة وضمير حتى يؤتي ثماره على مملكتنا الغالية.
التعليقات