محمد علوان

ربما أن لعبة السياسة البغيضة التي لا يضمرها لنا الغرب والأميركيتان، طالما أن النار لا تحرق أوطانهم ولا مواطنيهم، فلا بأس من التوجه إلى البعيد، وخصوصاً إفريقيا والوطن العربي الكبير الذي هو لعبتهم الاستخباراتية المنتقاة.

حتى إن آسيا أو شرقها بالتحديد، قد فهموا اللعبة مسبقاً، وبدلاً من شروط البنك الدولي البغيض وشروطه المجحفة، ابتكروا أنظمتهم ضمن شروط شعوبهم التي تم تجهيزها لاستيعاب التقنية دون تدخل الآخر، بل إنها أجبرت دولة عظمى في الاستعانة بالهند لتكون يدها الطولى في التقنية، وفي أوطانهم، ثم جاءت اليابان لتدخل الصراع التقني من أوسع أبوابه، ثم جاءت الصين برداء جديد للدخول إلى عالم التقنية بعباقرة لا يؤمنون بالفكرة المسبقة للغرب وهي فكرة الهيمنة بعد فكرة الاستعمار.

نحن نحاول وعلى استحياء أن ندخل هذا النادي الكبير، ولعل رؤية 2030 تمثل لنا حلماً جميلاً، لكن عجلة تدفع بِنَا إلى التسرع في الأحكام واستباق النتائج، وهذا ليس مقياساً صائباً في حركة الشعوب.

نحن أو بعضنا يبدي التشاؤم تجاه ما يحدث في وطننا من تغيرات يشهد بها الكثيرون، ولابد أن هذه التجربة التي نخوضها جميعاً لن تكون على قدر عالٍ من المثالية والنقاء، ولابد في مثل هذه المرحلة أن نستوعب سماع الرأيين، والذي يمثل ضرورة لتنقية التجربة من أخطائها الحتمية.

إلى هذه اللحظة فنحن نلمس الإيجابيات لولا بعض من يمثل الخلط بين عمله، وتجاوزه إلى نشر رأيه الخاص في أمور ليست في نطاق عمله، بل تخص جهات أخرى تستطيع التوضيح بلغتها ومعلوماتها المستقاة من تجربة طويلة، أنا أستبشر خيراً لأن هناك برقاً يضيء المشهد، ويفضح البطء والكسل والإرث الوظيفي الذي لا يعترف بالابتكار، بل ويحاربه.