&يوسف القبلان

مكافحة الإرهاب لا تطارد منفذي العمليات الإرهابية فقط؛ بل تبحث عن مصادر التحريض والتمويل والتسويق والمتاجرة بالقضايا الإنسانية. منابع الإرهاب قد تكون دولاً أو منظمات أو أفراداً، أو وسائل إعلامية. قناة الجزيرة هي من الفئة الأخيرة، وهي كاملة الشروط لتكون هدفاً لمكافحة الإرهاب. اجتمع فيها احتضان الفكر المتطرف والتحريض على الفوضى والتمرد واستغلال المطالب السلمية المشروعة لبعض الشعوب لإشعال الفتن المدمرة. هي ليست وسيلة إعلامية، لو كانت كذلك لانتفى مبرر إيقافها. هي أداة أو منظمة تعمل على تسويق الأفكار والأخبار الكاذبة بهدف زعزعة الأمن في البلدان العربية وفتح باب الخيانة لدخول الأجنبي المعادي للمصالح العربية بقرار من النظام الذي يملكها ويمولها.

الإعلام وأهميته، وحرية الإعلام ومسؤولياته هي مبادئ لها التقدير والاحترام في كل مكان. أما قناة الجزيرة فهي لا تنتمي لهذه المهنة الرائعة التي تبحث عن الحقيقة وتنقل صوت الناس. قناة الجزيرة في عالم آخر له مبادئ خاصة، من أهمها: أنها لا تبحث عن الحقيقة بل تحول الأكاذيب التي تخترعها إلى حقائق. ومن مبادئها التناقض، والتضليل، والتحريض، وتشجيع الفوضى والقلاقل وخاصة التي تعبث بالأمن العربي. ومن مبادئها استضافة الإرهابيين وتقديمهم كأبطال. ومن مبادئها الراسخة أن النزاهة والمصداقية والأخلاقيات لا تجد لها موقعاً في مكان تتزاحم فيه الأفكار الإرهابية ومنابع الفوضى وأدوات التخريب. هي إعلام مدمر غير مستقل يديره ويموله نظام تائه، ركب موجة التآمر واللعب على المتناقضات، وانساق خلف وهم الدولة العظمى!

ومن أوضح وأقوى مبادئ هذه القناة أنها تتغزل بحقوق الإنسان وتتاجر فيها وتستخدمها سلاحاً ضد الآخرين وهي تمثل نظاماً هو الأسوأ في احترام حقوق الإنسان، ولا ننسى أنها تتاجر بقضية فلسطين ومالكها يقيم العلاقات الودية مع إسرائيل، ويستمر موت الأبرياء بسبب شعاراتها الخادعة.

تلك الممارسات تؤهل قناة الجزيرة ليس للمحاكمة فقط، ولكن لتكون أحد أهداف التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب كونها تقع في دائرة التحريض على الفوضى، وتصدير التطرف، وتمويل وتشجيع الأعمال الإرهابية، وترويج شعارات خادعة أدت إلى قتل وتشريد الأبرياء وكوارث إنسانية لا حصر لها. سجلها منذ نشأتها حافل بالأدلة التي يؤكد أنها جزء من تنظيم إرهابي، وأنها لا تنتمي إلى عالم الإعلام، ولا تعبر عن رأي المواطن القطري.

هي تعبر عن نظام تحول إلى (بنك) فاستخدم المال والإعلام في تخطيط المؤامرات وتمويل العمليات الإرهابية وصناعة الأزمات التي يعرض وساطته لحلها كي يظهر بمظهر البطل!

قناة الجزيرة هي جزء من هذا التخطيط التدميري، هي منبر الإرهابيين، ومنبع الشعارات الخادعة للشعوب، ومصدر الإشاعات والأكاذيب التي تؤدي إلى كوارث إنسانية.

هذه القناة بأهدافها وتاريخها وأساليبها يجب أن تتجه نحوها الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب للسيطرة عليها ووقف سمومها القاتلة فهي مرض خطير لا بد من معالجته لخير البشرية.