&&محمد فايع& &&

&لم يعد خافيا على أحد أن «قناة الجزيرة» التي تبث من الدوحة، تعد الأنموذج السيئ لما يقال عنه «إعلام الفتنة»، فمنذ بثها الأول قبل اثنتين وعشرين سنة إلى يومنا الحاضر، وهي لم تدخر جهدا في أن تقوم بصب مزيد من الزيت على النار في كل قضية من قضايا المنطقة،&لم يعد خافيا على أحد أن «قناة الجزيرة» التي تبث من الدوحة، تعد الأنموذج السيئ لما يقال عنه «إعلام الفتنة»، فمنذ بثها الأول قبل اثنتين وعشرين سنة إلى يومنا الحاضر، وهي لم تدخر جهدا في أن تقوم بصب مزيد من الزيت على النار في كل قضية من قضايا المنطقة، وبالأخص حينما تكون «السعودية» طرفا فيها، كما هي تفعل اليوم في تناولها لقضية جمال خاشقجي التي أفردت كل ساعات بثها، ونشرات أخبارها، وجندت مذيعيها ومراسليها من أجل العمل على تحشيد كل أسلحتها من الحقد والتضليل والكذب والتزييف تجاه بلدنا، بهدف إسقاطه ومحاولة خبيثة لتشويهه، بالرغم من أن السعودية قد أقامت العدل في هذه القضية منذ علمت بتفاصيلها، وأعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفقه الله، وولي عهده الأمين، رعاه الله، على أن تتم ملاحقة الجناة ومعاقبتهم، وهو الأمر الذي أعاد تأكيده سمو ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله- في منتدى الاستثمار المنعقد بالرياض، وأنه لا يوجد أحد في بلادنا يؤيد تلك الجريمة بحق أي مواطن سعودي داخل البلاد أو خارجها، أو يملك حق تبريرها، وسموه يعكس صوتنا -نحن المواطنين- جميعا في استنكار هذه الجريمة التي حدثت، ورفضنا التام لها.&


لكن ليس غريبا على قناة الجزيرة وفلول من يعمل بداخلها من دناصير الإعلام وصغاره، فهذا سلوك القناة ومنهجها في العمل على «تأجيج» الرأي العام تجاه السعودية، والتحريض عليها بمناسبة وغير مناسبة، غير أن السعودية التي لن يضيرها ضلال تلك القناة ومن فيها وغوايتهم ووقاحتهم أيضا، لا يمكنها أن تتسامح مع إعلام ضلل وزيّف وكذب، واتهم، وأصبح أنموذجا لإعلام الفتنة والوضاعة، ومنصة لخونة أوطانهم في عالمنا العربي، بعد أن فقدت المهنية الإعلامية، وشرف مصداقية نقل الأخبار، «والفتنة أشد من القتل».&


لقد تجاوزت قناة الجزيرة مهمتها كقناة لنقل الأخبار، إلى مهمة جعلت منها «منصة» تنطلق من عليها الأفكار المتطرفة والعصبية المذهبية، فمن شاشتها كان الناس يستمعون إلى زعامات الإرهاب في العالم، ومن على شاشتها كانت ولا تزال تنطلق أفكار التطرف والتحريض، وزاد هذه القناة في ذلك «ذكر مصدر، قال شهود عيان، تحدث مسؤول»، بينما نسبة الحقيقة فيما تقوله، أحيانا لا تكاد تذكر، ولكن كما قال زهير بن أبي سلمى «ومهما تكن عند امرئ من خليقة...وإن خالها تخفى على الناس تعلم»، قد تكون الجزيرة نجحت في مخادعة المشاهد العربي عندما عزفت على وتر «الرأي والرأي الآخر»، بينما هي في حقيقتها تدس السم في العسل، وبينها وبين الحياد الذي تدعيه عبر برامجها وتزعمه أميال وأميال، لكن لم يعد يخفى عليه توجهها الذي أصبح واضحا ولا يمكن ستره أو تغطيته، فالمشاهد العربي أدرك سر وجود هذه القناة في فضاء الإعلام العربي، وعلم أن هناك أهدافا أتت من أجلها، ولذلك هي ماضية في تأجيج الشعوب على حكوماتهم، والمضي في ذلك عبر مزيد من الأكاذيب والافتراءات والمزاعم، وهذا ما تكشّف للمشاهد العربي الذي بدأ يدرك سر قناة الجزيرة وأجنداتها الخفية في المنطقة العربية، وما دام أن أمر هذه القناة أصبح مفضوحا، فإنه ينبغي بناء إعلام خليجي عربي مضاد لمواجهتها، يقوم على مواجهة تدليس هذه القناة وفضحها وتعرية أجنداتها ومزاعمها ودجلها، وعدم ترك الساحة لها لتكذب وتؤجج وتثير وتستثير وتضلل، يجب كشف زيفها وعلاقاتها المكشوفة مع تنظيمات إرهابية وجماعات تستهدف أمن دولنا الخليجية والعربية.&
كلنا يعلم من أين كان بن لادن والظواهري وحسن اللات وغيرهم يبثون كلماتهم كاملة التي كانت تسمى خطابات، وتفرد لها مساحات للتحليل والتعليقات، رغم أن محتواها لا يخلو من دعوات للقتل والفتنة والخروج على الحكام وتأجيج الشعوب واستثارتهم ضد حكوماتهم، ثم جميعنا اليوم يشاهدها، وهي تتيح الفرصة لكل من يطلق على نفسه «معارضا أو ناشطا حقوقيا أو سياسيا»، بينما هو في الأصل فرد من ضمن مجموعة ثبت أنهم «لا يمتلكون أبجديات السياسة، فشلوا في تحقيق أجنداتهم وفي دراستهم وأعمالهم، ورسبوا في وطنيتهم الحقة، وحينها فروا إلى شوارع لندن وأوروبا عندما تعروا على حقيقتهم بين شعوبهم»، وهناك وجدوا في قناة الجزيرة فرصة للظهور لممارسة «خيانة الوطن» على أصولها، وأنا أسأل «بربكم من يستطيع أن يثق في من خان وطنه؟»، إن من خان وطنه فقد خان دينه، ومن خان دينه فهو لكل ما سواها أبيع وأضيع «كرامته، عزته وحتى ضميره»، وفي النهاية يتحول إلى «متسول» على أبواب أسياده أعداء وطنه، وأنا على يقين أن قناة الجزيرة حينما تستخدم هؤلاء المعارضين من «خونة الوطن وزوار السفارات» هي تهدف إلى خلق مزيد من تشرذم الوطن وزعزعة أمنه واستقراره بيد من ستقول إنهم أبناؤه، على اعتبار أنهم «أدوات أو دمى» تستخدمهم في ذلك الشأن، وبعيد الانتهاء من المهمة التي قاموا بها المتمثلة في شتم بلدهم برموزه وتاريخه، مستقبله وماضيه، تقوم بوضع حفنة من المال في أيديهم ولا تنسى أن «تركلهم» بعيدا عنها، إلى حين تستعيدهم عند بروز أزمات جديدة يكون طرفها بلدهم، وهكذا دواليك، ولهذا فأي وظيفة في الدنيا أحقر وأقذر من أن تكون «خيانة الوطن» هي الوظيفة؟&


ختاما وقد اتضحت الصورة لنا جميعا في أن قناة الجزيرة التي مارست ضد بلادنا حربا إعلامية شعواء خلال أيام حادثة خاشقجي، التي لم تدع فيها فنا من فنون الكذب والتزييف وتحريف الحقائق وممارسة التجييش للرأي العام، والتحشيد الإعلامي ضد رموز البلد وقادته، في منهج خبيث، هو أبرز أجنداتها في «بث الفوضى ونشر انعدام الاستقرار في بلادنا»، يجب أن يجعلنا هذا الإعلام القذر أن نوحّد صفنا إلى جانب قيادتنا، وأن نقوي جبهتنا الداخلية ونحصّنها ضد كل من يستهدفنا، وأن نستيقظ، فقد اكتملت الصورة وانكشف الأعداء من الأصدقاء، وتطايرت كل الأوراق الصفراء لتفضح كاتبيها، حماك الله يا وطني.

&