عباس الجنابي

تساءلت كثيراً خلال الأسابيع الأربعة الماضية لماذا هذه الحملة المسعورة على المملكة العربية السعودية ؟ ولماذا انبرى مسؤولون في دول وكتاب وصحفيون وسياسيون لتصدر قائمة الذين تبنوا تلك الحملة على اختلاف مشاربهم ؟ فوجدت أنهم يلتقون في نقطة واحدة وهدف محدد !

وجدت الجواب على تساؤلاتي في هذا الخبر: الأمير محمد بن سلمان يضع الحجر الأساس لسبعة مشاريع إستراتيجية في مجال الطاقة المتجددة والذرية وتحلية المياه والطب الجيني وصناعة الطائرات وأول مفاعل للأبحاث النووية ومركز لتطوير هياكل الطائرات خلال زيارته لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.

هذا هو المستهدف من تلك الحملة المسعورة، فالغرب ومن يواليه وإن اختلف المنشأ واللون لا يريد لأي بلد عربي أن يقتحم فضاء العلوم والتقدم والاعتماد على الذات والتنمية الصناعية والاجتماعية والعلمية في مجالات شتى، ولا يريد لأي بلد عربي الخروج من طوق التخلف إلى خانة التقدم لأن مشروعه بالأساس بُني على إبقاء العرب ودولهم في دائرة التبعية له ولأدواته الإنتاجية ولمشاريعه الجديدة، وخاصة ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يُراد منه أن يحل محل اتفاقية سايكس-بيكو سيئة الصيت التي مزقت الجسد العربي بعد الحرب العالمية الأولى في القرن الماضي.

النهضة السعودية هي المستهدفة من كل هذا الضجيج الإعلامي، والذين يتباكون ويندبون ويصرخون حول المرحوم جمال خاشقجي يشاركون بطريقة أو أخرى في محاولات تعطيل النهضة السعودية التي يقودها شاب طموح يعرف أين يضع قدمه، وكيف يستثمر في العلم والشباب وبناء القوى الفاعلة في عمليات التغيير والنهوض، وهذه ليست المرة الأولى التي يحرّض الغرب فيها عملاءه في محاولات تخريب المشاريع العربية التي تنشد الانعتاق من التبعية.

* إعلامي عراقي يقيم في لندن