& خالد أحمد الطراح

&

أخيراً اصبح الوافدون اكثر سعادة منا كمواطنين، وفقاً لمؤشر السعادة لعام 2018، حيث احتلت دولتنا المرتبة 34 بعد فنلندا التي جاءت في المركز الاول، فيما احتلت الشقيقتان كل من قطر والبحرين مراتب متقدمة عن دولة الكويت وكذلك دول اخرى.


اما نحن كمواطنين، حتى لو كنا قلة قليلة، فلسنا سعداء بالشعارات التي ترفعها الحكومة بخصوص الخطة الإنمائية للدولة للسنوات الخمس (2015 – 2020) كشعار «الانطلاقة لتنمية الإنسان واستدامة الاقتصاد»، فهي شعارات متناقضة من حيث تنمية رأس المال البشري و«مواجهة التحديات والاختلالات الراهنة للدولة»، كما وردت في خبر نشرته «الراي» (7 اغسطس 2018)، خصوصا ان الاختلالات عميقة جدا في دولة تكثر فيها القرارات وتقل فيها الانجازات!
فقد احتلت الكويت وفقا لمؤشر السعادة لعام 2018 المركز 45، متخلفة عن الدول الشقيقة كالسعودية (33) والامارات (20) وقطر (32) والبحرين (43)، وتم هذا التصنيف على اساس ستة متغيرات Variables، وهي نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي والرعاية الاجتماعية ومتوسط الأعمار والحريات الاجتماعية وغياب الفساد والكرم.


لن نجادل الحكومة حول اسباب تراجع مؤشر السعادة عند المواطنين بعد ان كان في المركز 32 في سنة 2013، فالحكومة ابخص (اي اعلم)، بمثل هذه التفاصيل.
وبالنسبة الى تقدم مركز سعادة الوافدين، فمن الواجب ان تهتم الحكومة بهذه البيانات وفقا لمؤشر السعادة في المحافل الدولية لتبيان حجم المودة التي يتمتع بها الوافد في الكويت، بخلاف تقارير اخرى تشير الى العكس!
تعاطفا مع «غموض» السياسة الحكومية، وتقديرا لتقدم مؤشر السعادة عند الوافدين وتنازلنا عنها (كمواطنين) في الوقت الحالي، لن نجادل ايضا في هذه الجزئية، ولكن نتمنى على الحكومة ان تولي اهتماما في المستقبل القريب او البعيد بالمواطن بناء على المتغيرات السالفة الذكر، خصوصا في ما يتعلق بما يتردد وينشر عن آفة الفساد التي باتت تأكل من لحم المواطن وثقته بالمستقبل!


ونتمنى ايضا على الادارة الحكومية ان تعذرنا بالإثقال عليها في معالجة، لو بقدر قليل، ما يرد في تقارير ديوان المحاسبة من مخالفات وشبهات هدر للمال العام، حتى تنتعش الاحلام بشكل مؤقت ويعم التفاؤل ايضا بتنمية مستدامة إنشائية الاهداف!
كما نقترح على الحكومة من باب التعاون والتفهم ادخال هدف تنموي يتناسب مع طبيعة الفساد في مفاصل الدولة من خلال انشاء «سكن» او ملجأ لائق وليس سجنا للفاسدين، تقديرا لخدماتهم في تنمية المال العام حتى لو اكلوا نصفه او اكثر!
وارجو ان تعذرني الحكومة على استخدام مفردات الجمع في هذا الموضوع، فقد تكون معاناة شخصية مبالغا فيها بهدف كسب ود بعض القراء، وربما رسم ابتسامة في قلوب فقدت شكل وألوان الفرح.

&