احتفل المسلمون فى كل أنحاء العالم بذكرى المولد النبوى الشريف، الذى يحمل معانى وقيما عظيمة للحضارة الإنسانية كلها، حيث جاء الإسلام الحنيف بقيم التسامح والاعتدال والتضامن الاجتماعى والتعايش بين كل أبناء البشر فى إطار أن الاختلاف سنة والتعايش واجب.

&جسد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) معانى حضارية وأخلاقية نبيلة شكلت نبراسا للمسلمين من بعده، تمثلت فى حسن الخلق والسلوك القويم والتراحم مع الضعفاء والعطف على اليتيم وإتقان العمل وحماية الأوطان، والتحلى بالصبر والتسامح والاعتدال والوسطية ونبذ الكراهية والعنف والتعصب، والتواصل والود مع الآخرين غير المسلمين. وشكل الرسول الكريم الأسوة الحسنة والقدوة التى ما أحوجنا أنا نقتدى بها فى هذه الأيام، وأن ننفض القيم والسلوكيات الدخيلة التى لا تمت للإسلام بصلة من قريب أو من بعيد، وأسهم نفر من المسلمين فى تشويه صورة الدين الحنيف وانتهجوا العنف والإرهاب سلوكا تحت دعاوى زائفة لا تعبر عن روح الإسلام، وذلك لتحقيق أجنداتهم وأهدافهم وأعطوا الفرصة للبعض للربط بين الإسلام والعنف والإرهاب، بينما هؤلاء قلة محدودة لا تعبر عن الأغلبية الساحقة من المسلمين فى كل مكان التى تنتهج الإسلام الوسطى المعتدل.

نحن فى حاجة لتجديد وإحياء قيم الدين السمحاء وأن نستحضر سلوك وسيرة الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى إعمار الأرض وتبنى القيم العظيمة والأخلاقيات القويمة فى سلوكياتنا اليومية وفى تكريس قيم التفانى والإخلاص والانتماء وأن نتعلم منه كيف كان يعامل المرأة كشريك مع الرجل، وكيف كان يعامل الآخر، وكيف كان يغرس السلوك الحسن الذى يؤدى إلى الإعمار والبناء، وكان يحض على البساطة والتواضع وفعل كل ما ينفع الإنسان نفسه وينفع الآخرين وينفع وطنه, وأن يكون المسلم مواطنا صالحا وأن يكون نموذجا يقتدى به الآخرون فى الأقوال والأفعال.

الاحتفال بذكرى المولد النبوى لا تختزل فى شراء الحلوى وإنما فى استحضار نهج الرسول الكريم وفى تجديد الأخلاق والسلوكيات وانتهاج العمل النافع الذى يسهم فى الارتقاء بشأن المسلمين وفى استعادة مكانتهم اللائقة بهم بين الأمم والإسهام فى الحضارة البشرية كما فعل المسلمون من قبل. وكل عام ومصر والأمة الإسلامية بخير وسلام.


&