في تصريحات تُمثل تغيّراً مهماً في شأن منبج، قال مصدر كردي لـ «الحياة» إن الهدف الرئيس من أي مفاوضات غير مشروطة مع النظام السوري هو « تشكيل إدارة لامركزية للمنطقة»، في وقت أكد مجلس منبج العسكري أنه لن يقبل بوجود عسكري تركي في المدينة، وذلك غداة إعلان «خريطة الطريق» الأميركية- التركية.

وفي وسط سورية، فتح النظام طريق حمص- حماة الدولي عقب خروج المعارضة من منطقة شمال حمص وبعد 7 سنوات على إغلاق الطريق الحيوي. لكن أنباء احتكاك قوات روسية انتشرت في منطقة القصير مع عناصر من «حزب اللـه» عكّرت أجواء احتفالات النظام، وأعادت إلى الواجهة الخلافات الإيرانية- الروسية. وكانت القصير من أوائل الأماكن التي أعلن «حزب اللـه» تدخله فيها من أجل إنهاء سيطرة المعارضة عليها. وفي معركة فاصلة أثّرت في مجرى الأحداث، تمكّن الحزب وقوات النظام من استعادة المنطقة الحدودية المحاذية لمناطق نفوذ الحزب شمال الهرمل.

وقال قائد عسكري من حلفاء دمشق إن نشر عسكريين روس في سورية قرب الحدود اللبنانية الأسبوع الجاري، أثار خلافاً مع قوات مدعومة من إيران، بينها «حزب الله»، والتي عارضت هذه الخطوة «غير المنسقة». وأوضح لوكالة «رويترز» أنه تم حل الموقف أول من أمس، عندما سيطر جنود سوريون على ثلاثة مواقع انتشر الروس فيها الإثنين قرب بلدة القصير في منطقة حمص. وأشار إلى أن «الخطوة غير منسقة»، مضيفاً: «جيش سوري من الفرقة 11 ينتشر عالحدود»، و «مقاتلو حزب الله لا يزالون بالمنطقة». وتابع: «ربما كانت حركة تطمين لإسرائيل... بعد كل ما قيل عن هذه المنطقة»، مضيفاً أنه لا يمكن تبرير الخطوة بأنها جزء من الحرب ضد «جبهة النصرة» أو تنظيم «الدولة الإسلامية» لأن «حزب الله» والجيش السوري هزما التنظيمين في منطقة الحدود اللبنانية- السورية.

وفي الشمال السوري، وغداة تصريحات وفد معارض مقرب من النظام السوري حول قرب عقد مؤتمر في دمشق، واستعداد الأكراد للتفاوض من دون شروط مع النظام، قال مصدر كردي إن «وفد المعارضة استعجل كثيراً، بحثاً عن سبق صحافي ولإبراز دور أكبر للجهة التي يمثلونها في حال تم الاتفاق على جولات تفاوض مع النظام».

وأوضح الرئيس المشترك لمجلس سورية الديموقراطية رياض درار لـ «الحياة»: «نحن منفتحون على التفاوض مع السوريين كلاً من أجل حل ينقذ البلاد والعباد»، مؤكداً «عدم وجود شروط مسبقة للتفاوض». لكنه أوضح أن الهدف الرئيس من التفاوض هو «تشكيل إدارة لامركزية للمنطقة تضمن الاستقرار وحقوق المكونات جميعاً، ورفع الظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي وقع على منطقة ظلت مهملة على رغم احتوائها على أهم ثروات البلاد»، مشدداً على ضرورة «بقاء سورية موحدة». يُذكر أن أصواتاً تعالت في السنوات الأخيرة تدعو إلى ضرورة إنشاء فيديرالية في الشمال، ينظر إليها كبداية لتقسيم سورية، وتحقيق أحلام الأكراد بالانفصال لاحقاً.

وجدد درار «ثقته بدعم الولايات المتحدة مناطق منبج وشرق الفرات في وجه أي محاولات تركية أو غيرها لاقتحام المنطقة، وأكد أنه «إذا فرضت علينا المواجهة فإننا سوف ندافع عن أرضنا».

وأوضح درار أن «المجلس يترك موضوع التفاوض مع الأتراك إلى الجانب الأميركي». واستبعد المسؤول في المجلس الذي يشرف على الأوضاع في شمال سورية وشرقها، أن «يقايض الجانب الأميركي الأتراك على منبج وشرق الفرات كما فعل الروس في عفرين في مقابل مناطق أخرى». وأشار إلى أن «منبج مستقرة أكثر بكثير من مناطق سيطرت عليها تركيا والفصائل المحسوبة عليها، مثل الباب وجرابلس».

في سياق متصل، أعلن مجلس منبج العسكري المتحالف مع قوات سورية الديموقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سورية أمس، أنه لن يقبل بأي انتشار للجيش التركي هناك بعدما أعلنت أنقرة وواشنطن توصلهما لاتفاق لإدارة المنطقة. وأعلن المجلس في بيان أمس، أن عملية الانسحاب «ستتم في الأيام المقبلة»، مؤكداً قدرة مقاتليه على «حفظ أمن منبج وحدودها ضد أي تهديدات خارجية».

وأوضح قائد المجلس محمد مصطفى أبو عادل، على هامش مؤتمر صحافي عقده المجلس في المدينة، لوكالة «فرانس برس»: «قبل التوصل إلى اتفاق (تركي- أميركي)، عقدنا اجتماعات مع قيادات رفيعة المستوى في التحالف الدولي، وأكدوا لنا أنهم باقون في منبج، ولن يتخلوا عنها بأي بشكل من الأشكال». وأضاف: «قوات التحالف الدولي موجودة بشكل أساسي على الجبهات وفي الخطوط الأولى، وهي على رأس عملها».