محمود جروين

حاول عدد كبير من المشاهدين المصريين التغلب على احتكار مباريات كأس العالم التي تجري حاليا في روسيا وتشفيرها، من خلال حيل عدّة، وطرق بديلة من أجل الاستمتاع بالمنافسة العالمية التي تنتظرها الجماهير كل 4 سنوات. وتنوعت طرق مشاهدة المباريات بين الجماهير المصرية، حيث اشترك عدد قليل من المشاهدين في باقة قناة «بي إن سبورت» القطرية، بسبب ارتفاع قيمة اشتراك باقة كأس العالم، بينما لجأ آخرون إلى المقاهي لمشاهدة المباريات، فيما تحايل آخرون بطرق غير قانونية لمشاهدة المباريات كاملة من خلال تركيب وصلات مركزية، أو شراء أجهزة ريسيفر حديثة تستطيع اختراق أنظمة التشفير.

وتحتكر قناة «بي إن سبورت» القطرية بث جميع مباريات البطولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما أدى إلى توجيه انتقادات حادة إليها وإلى الاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب هذا الاحتكار الذي تفرضه القناة على المنطقة في كل البطولات والدوريات الكبرى.

ورغم إعلان الحكومة المصرية قبل انطلاق المونديال، بث 22 مباراة من كأس العالم 2018. على القنوات الأرضية، فإنّ عدداً كبيراً من المشاهدين لم يتفاعلوا مع هذا القرار بسبب اعتمادهم على البث الفضائي، وإهمالهم أجهزة استقبال البث الأرضي. ولجأوا إلى عدة طرق يكتنفها جدل قانوني، للتحايل على مشاهدة المباريات كاملة من دون الاشتراك في الباقات الرياضية للقنوات القطرية المكلفة التي كان من أبرزها: «ريسيفر النت» الذي يعمل عن طريق «وصلة نت» ذات سرعة عالية، ويجري له تحديث برنامج يسمى «فك الشفرات» للوصول إلى القنوات المشفّرة التي تذيع مباريات كأس العالم، ويُباع في محلات مصرية قليلة نظراً لعدم قانونيته.

يقول عطية إبراهيم، صاحب محل إلكترونيات لـ«الشرق الأوسط»: إنّّ الاشتراك في باقة قنوات «بي إن سبورت» الرياضية يكلّف المواطن نحو 2700 جنيه سنويا، (الدولار الأميركي يعادل 17:7 جنيها مصرياً)، ورغم ذلك فقد فرضت القناة اشتراكا آخر مستقلا لمشاهدة مباريات كأس العالم وصل إلى 1750 جنيهاً تقريباً، الأمر الذي تسبب في عزوف المشاهدين عن الاشتراك، بسبب ارتفاع أسعار المواصلات والسلع الضرورية في الآونة الأخيرة في مصر.

يُضيف عطية: «لجأ المصريون إلى شراء جهاز ريسيفر النت، وهذا الجهاز يجرى له تحديث برنامج يسمى «فك الشفرات» للوصول إلى القنوات المشفرة التي تذيع مباريات كأس العالم»، مشيراً إلى أنّها طريقة غير مشروعة، لكنّها وسيلة جديدة وغير مكلفة لمشاهدة مباريات كأس العالم كاملة، ويشترط لتشغيله أن لا تقل سرعة روتر الإنترنت عن 2 غيغا، منوهاً أنّ أسعاره في متناول الجميع، فهي تبدأ من 300 جنيه فما فوق، حسب كل منطقة.

في السياق نفسه، لجأ بعض المصريين مرة أخرى إلى «الوصلة المركزية» إحدى أشهر الطرق لمشاهدة المباريات المشفرة في مصر، في العقدين الأخيرين، وهي من المشروعات الناجحة في الأقاليم والأحياء الشعبية بالقاهرة الكبرى، إذ يقوم صاحب المشروع بالاشتراك بصورة عادية في الشبكات الرياضية المشفرة بغرض إعادة بثها إلى المشتركين في منازلهم مقابل اشتراك شهري يتراوح ما بين 20 إلى 40 جنيهاً حسب كل منطقة، ومن خلال الوصلة يحصل المشترك على كابل من مقدم الخدمة يستطيع من خلاله مشاهدة البطولات العالمية، إلّا أنّها طريقة غير مشروعة أيضا لأنّها تخالف اشتراطات حقوق الملكية الفكرية، وقانون المصنفات الفنية، حسب ما ذكره عطية.

ورصدت «الشرق الأوسط» بعض الملصقات الدعائية التي تدعو المواطنين إلى الاشتراك في «وصلات القنوات المشفرة» ببعض مناطق محافظة الجيزة، برسوم شهرية 35 جنيها، ولاحظت زيادة الإقبال عليها مع انطلاق مباريات كأس العالم، بسبب رخص سعرها مقارنة بسعر اشتراك الباقة الأصلي، وأسعار المشروبات المرتفعة بالمقاهي والكافيهات أثناء المباريات. حيث لجأ أصحاب بعض المقاهي في المناطق الشّعبية إلى تأجير الكراسي بسعر يتراوح ما بين 5 و10 جنيهات للفرد الواحد من دون حساب المشروبات استغلالاً لحالة الزحام والإقبال الكبيرين اللذين تسببا في إغلاق الشوارع أمام حركة المرور أثناء مباريات مصر في كأس العالم.

إلى ذلك، تضمّنت حيل مشاهدة مباريات كأس العالم أيضاً تطبيقات الهاتف المحمول والبث المباشر، بعدما لجأ قطاع عريض من المصريين، خاصة فئة الشباب، إلى تحميل وتثبيت تطبيقات مجانية على الهاتف المحمول توفر لمستخدميها مشاهدة الكثير من القنوات المشفرة خاصة قنوات «بي إن سبورت»، كان من أبرز تلك التطبيقات، تطبيق «ويس آي بي تي في»، و«لايف سبورت تي في»، و«أرابيك آي بي تي في»، وجميعها تُتيح مشاهدة مباريات كأس العالم بدقة عالية، فضلاً عن التقاط البعض للبثّ المباشر للمباريات من القناة القطرية وإعادة بثّه على المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي.

وشاركت مصر في كأس العالم بعد غياب دام 28 سنة، وخرجت رسمياً، بعد خسارتها أمام الأوروغواي، وروسيا البلد المستضيف.