محمد العايض
شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على رفض التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، بالإضافة إلى دعمها وإشعالها الفتن الطائفية وكذلك دعمها الإرهاب، مشدداً على ضرورة احترام سيادة الدول والقانون الدولي وكذلك مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
كما تطرق الجبير في حواره مع «الشرق الأوسط» على هامش أعمال الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي - الصيني الذي اختتم أعماله في العاصمة الصينية بكين أمس، إلى وضع الأزمة القطرية وأكد أن «على قطر أن تدرك أن تصرفاتها وسياساتها يجب أن تتغير فيما يتعلق بدعم التطرف والإرهاب والتدخل في شؤون دول المنطقة وهي أمور غير مقبولة». وكشف الوزير عن أن الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب وهي السعودية ومصر والإمارات والبحرين، أوضحت أن على قطر الاستجابة للطلبات المذكورة.
وتناول وزير الخارجية السعودي الأوضاع في اليمن وسوريا، بالإضافة إلى انطباعاته بعد اختتام أعمال الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي - الصيني وفيما يأتي نص الحوار:
- ما تقييمكم للمشاركة العربية في المنتدى الصيني العربي؟
- المنتدى الصيني - العربي مهم لتكثيف العلاقات بين الدول العربية والصين التي تلعب دوراً كبيراً، لا سيما أنها من أكبر المستثمرين في العالم العربي وكذلك لما تمثل من خبرة في مجال التقنية، إضافة إلى ثقلها الاقتصادي والسياسي، ومواقفها فيما يتعلق بالقضايا التي تهم الدول العربية التي يتطابق مع توجهات الدول العربية.
- ما المميزات التي قد تدعم مثل هذه العلاقة بين الطرفين؟
- تاريخ الصين مع الدول العربية عريق يمتد على مدى طويل منذ فترة طريق الحرير، وكان هناك تواصل بين الحضارات والدول العربية، ونحن نعلم أن الحضارة الإسلامية والعربية هي التي جمعت بين الصين في الماضي والأوروبيين في تلك العصور.
- كيف ترى التعاون الصيني العربي وما حجمه بالأرقام؟
- التعاون العربي - الصيني بناء وتاريخي، والصين من أكبر الشركاء التجاريين في العالم العربي، وحجم التجارة بين الصين والعالم العربي تقريبا 190 مليار سنوياً، وهناك مشروعات كثيرة واستثمارات كبيرة للصين في العالم العربي وهناك أيضا استثمارات في عدد من الدول العربية. في المقابل فإن الدول العربية من أكثر الدول التي تصدر البترول للصين.
- ماذا يشكل مثل هذا التحالف من أهمية للدول العربية؟
- يكفي أن هناك تطابقاً فيما يتعلق بقضايا المنطقة، فالموقف الصيني مؤيد تماماً للقضية الفلسطينية والموقف العربي. كما أن الموقف الصيني يدعم التنمية والأمن والاستقرار في المنطقة. والصين تنظر للعالم العربي كمنطقة استراتيجية تقع بين ثلاث قارات: آسيا وأفريقيا وأوروبا، كما تنظر لها كبقعة مهمة في العالم فيما يتعلق ببناء الحزام والطريق.
- وماذا عن العلاقات السعودية - الصينية بشكل خاص؟
- بالنسبة للعلاقات السعودية الصينية هي علاقات استراتيجية وعلاقات تاريخية في كل المجالات، في المجال الأمني والمجال العسكري وكذلك التجارة والاستثمار والطاقة والنفط والتعليم، كما أن هناك تشاورا وشراكة استراتيجية. كما أن السعودية أكبر سوق للمنتجات الصينية في المنطقة والصين أكبر شريك تجاري للسعودية.
- كيف رأيتم خطاب الرئيس الصيني؟
- كان إيجابياً وبناء ووضع الخطوط العريضة لمستقبل العلاقات، إذ عبّر عن النقلة النوعية التي تحدث في العلاقات السعودية الصينية وكذلك العلاقات العربية - الصينية، والدول العربية بشكل عام تؤيد ما جاء في خطاب الرئيس الصيني وتؤيد المبادرات التي طرحها، وتتطلع إلى العمل مع الصين لتفعيل هذه الرؤية والمبادرات التي طُرحت في سبيل خدمة مصالح البلدين والشعبين، كما أن المبادرات التي وضعها الرئيس الصيني سترفع من مستوى هذه العلاقات.
- تظهر الأوضاع الراهنة في الساحة السياسية أن إيران ما زالت تمارس تدخلاتها في شؤون الدول فكيف ترون ذلك؟
- نحن نؤمن بسيادة الدول ونؤمن باحترام القانون الدولي وكذلك احترام مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ولذلك نحن نرفض تدخلات إيران في شؤون الدول العربية، بالإضافة إلى دعمها وإشعالها الفتن الطائفية وأيضا دعمها الإرهاب. وإيران تقوم بدور مزعزع لاستقرار الأمن في عدد من الدول، ولا سيما الدول العربية.
- كيف ترون الأوضاع الراهنة في اليمن؟
- بداية نود أن نجدد أن السعودية ودول التحالف تدعم الشرعية في اليمن، وتؤمن بحل سياسي مبني على المبادرة الخليجية ومخرجاتها، وكذلك الحوار الوطني اليمني ومخرجاته، بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن 2216، كما نذكر بأن التدخل العربي هناك جاء استجابة لطب الحكومة الشرعية اليمنية لتخليص اليمن من قبضة ميليشيا متطرفة تابعة لإيران وتحاول السيطرة على البلاد؛ لذلك نقول إننا لن نسمح بذلك حتى تعود الأوضاع مستقرة في بلاد اليمن الشقيق.
- هل من جديد فيما يتعلق بالأزمة القطرية وما سبل الخروج منها؟
- على قطر أن تدرك أن تصرفاتها يجب أن تتغير، وسياساتها يجب أن تتغير كذلك، ونقصد ما يتعلق بدعم التطرف ودعم الإرهاب والتدخل في شؤون دول المنطقة؛ لأنها أمور غير مقبولة.
- هل تم إيضاح مثل هذه الأشياء للجانب القطري؟
- الدول الأربع: السعودية ومصر والإمارات والبحرين أوضحت هذه الأمور وعلى قطر الاستجابة للمطالبة التي قُدمت لها.
- أخيراً، ما سبل الاستقرار في سوريا برأيكم؟
- السعودية تدعم حلاً سلمياً في سوريا الشقيقة مبنياً على إعلان جنيف واحد، بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن 2254، على أن تؤدي إلى مرحلة جديدة في تاريخ سوريا بما يحافظ على أمن واستقلال ووحدة أراضيها.
التعليقات