عزة السبيعي

قام «تويتر» بحملة غلق ملايين الحسابات، وسيكمل هذا الشهر 70 مليون حساب لا يكشف أصحابها عن هوياتهم، وغالبا يُستخدمون جيوشا إلكترونية لأهداف معينة. 
بقرار «تويتر» هذا نكون قد اقتربنا من نهاية مرحلة «تويتر» والتي لم تكن تتطلب من هذه الحسابات سوى أسطر قليلة قد يجيد كتابتها أي شخص، وتؤدي دورها في رفع الهاشتاق إلى ترند، ويتكفل عنوان الهاشتاق بكل شيء.
انتهاء مرحلة «تويتر» وجيوشها الإلكترونية في تغيير الرأي العام يبدو أنه جعل تلك القوى تستعد لمعالجة جديدة، وإعادة تصميم لطرقهم في استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لغش الرأي العام وتحريض الشعوب، فبدؤوا بما يمكن أن نسميه مقال الواتساب، وما حادثة نسبة مقال إلى الدكتور عبدالله الغذامي ليس بمقاله ومخالف لوطنيته إلا صافرة انطلاق لهذه المرحلة. 
الغريب أن كثيرين اعتقدوا أن المقال فعلا للغذامي، بسبب تشابه الأسلوب، مما يشير بوضوح إلى مهارة كاتب المقال، وقدرته على استخدام أدوات الغذامي المعتادة، وكلماته المفضلة، وطريقته في نسج المعاني وتركيب الجملة، ولولا الرسائل التي احتواها المقال، وتعرف أنها لا تتفق مع ما تعرفه من توجّه الغذامي لصدّقت أنه مقاله.
على كل حال، في رأيي أن مرحلة مقال الواتس لن تتوقف عن نسبة مقال إلى غير صاحبه، بل سيجد كثيرون فرصة، خاصة بعد توقف كثيرين عن النشر في الصحف لنشر آرائهم التي كانت تجد ممانعة في النشر من المؤسسات الإعلامية، أو ممانعة من داخلهم خوفا من تحمل المسؤولية، ومواجهة لوم المجتمع أو السلطات، مما قد يحول ساحة مقال الواتساب إلى صراع في ظلام حقيقي لا تعرف من أين يأتي فيه الرصاص، مما يدفع إلى التساؤل: هل المؤسسات المسؤولة عن أمننا السيبراني جاهزة لهذه المرحلة؟ هل هي قادرة على المتابعة؟ هل المواطن -وهو رجل الأمن الأول- قادر على فهم وتمييز المقال التحريضي وجعله ينتهي عنده؟ 
لا أعرف، لكن دعونا نتمنى أن يكونوا يعرفون، ويكونوا جاهزين لحملات توعية ورقابة حقيقية، على الأقل حتى نتجاوز الحرب والأزمات الحالية.