&فرقت الشرطة السودانية بالغاز المسيل للدموع احتجاجات غاضبة خرجت عقب صلاة الجمعة في شوارع أم درمان، كما فرقت مظاهرات مماثلة في مدن أخرى من بينها عطبرة، التي أشعلت فتيل الاحتجاجات الشهر الماضي.

وخرج المئات عقب صلاة الجمعة من مسجد السيد عبد الرحمن بحي «ودنوباوي» بأم درمان، ورددوا هتافات تطالب بإسقاط النظام، فيما خرجت مجموعات شبابية محدودة في كل من بيت المال بأم درمان، وحي الصحافة بالخرطوم.

وجاءت احتجاجات أمس استجابة لدعوات أطلقها نشطاء باسم «جمعة الحرية»، فيما أعلن تجمع «المهنيين السودانيين» الذي تولى مهمة تنظيم وتنسيق الاحتجاجات، عن موكب جديد، غداً الأحد، يتجه للقصر الرئاسي لتسليم مذكرة تطالب بتنحي البشير وحكومته، وآخر الأربعاء إلى مقر البرلمان السوداني ليقدم المذكرة نفسها، مع التشديد على استمرار الاحتجاجات الليلية في الأحياء. وشنت سلطات الأمن السودانية حملة اعتقالات واسعة، أمس، في أوساط المعارضين والناشطين. واعتقل الصحافي الحائز جائزة «بيتر ماكلر» العالمية المكافئة للشجاعة والنزاهة، فيصل محمد صالح، وسيق إلى جهة غير معلومة، كما ألقي القبض على كل من وزير الخارجية الأسبق إبراهيم طه أيوب، والأستاذ السابق بجامعة الخرطوم دكتور حسن عبد العاطي، والمحاضر بكلية الطب جامعة الخرطوم، بروفسور منتصر الطيب، والصحافي بجريدة «الميدان» قرشي عوض. كما استدعت السلطات الأمنية مراسل قناة «العربية» للتحقيق معه.

من جهته، عزا الرئيس السوداني عمر البشير مقتل المتظاهرين إلى محاولات حكومته توفير الأمن والعيش الكريم والرفاهية للمواطنين، وقال إنهم «لا يقتلون الناس تشفيّاً»، كاشفاً عن تلقيه نصحاً، من جهات لم يسمها، بالتطبيع مع إسرائيل. وتابع: «نصحونا بالتطبيع مع إسرائيل لتنفرج عليكم، ونقول الأرزاق بيد الله وليست بيد أحد».

من جهته أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت وقوف بلاده مع السودان فيما سماه مواجهة التحديات التي يواجهها جاره الشمالي. وسلم مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية، توت قلواك، الرئيس عمر البشير رسالة من سلفا كير تؤكد دعمه له، على خلفية الأوضاع الحرجة التي تمر بها الخرطوم، مؤكدا في تصريحات عقب لقائه الرئيس السوداني ليل أول من أمس، وقوف قيادة وشعب دولة جنوب السودان مع السودان في مواجهة التحديات.