لكل دولة مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولكل وزارة أهدافها المنبثقة من وعن توجه الدولة فضلاً عن مكانتها، ولكل قطاع همومه ومهمته! سواء على مستوى منسوبيه من موظفين وعاملين وقوى بشرية متعددة، أو على مستوى الدولة.. خططا وإسترتيحيات.. أهدافًا وطموحات.. في ضوء ذلك، جاء وزير الإعلام السعودي الثالث عشر في تاريخ وزارة عريقة، كان نواتها مجلس للدعاية والحج يتبع وزارة المالية بأمر ملكي أصدره الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود بهدف مواجهة الحملات المغرضة ضد المملكة. كان ذلك عام 1355 للهجرة، قبل أن يتم إنشاء الإذاعة السعودية بمرسوم ملكي آخر عام 1368.

واستكمالا للبناء تم إنشاء المديرية العامة للصحافة والنشر وربط الإذاعة بها، ثم صدور نظام المطبوعات والنشر عام 1378، ومع تزايد الاهتمام بالإعلام محليًا ودوليًا أصدر العاهل الراحل فيصل بن عبدالعزيز مرسومًا ملكيًا في عام 1382 بتحويل المديرية العامة للصحافة والنشر إلى وزارة إعلام.

هذا هو تاريخ الوزارة العريقة، التي يدخل بها الوزير الجديد تركي الشبانة عصرًا جديًدا، متكئًا على خبرات كبيرة، وطاقات جديدة، مستلهما من القديم ما يفيد، ومفسحًا الطريق أمام كل جديد مفيد.. ولأن ذلك كذلك، فقد اكتفى الإعلامي الكبير، ورئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط السابق عثمان العمير، حين سألناه عن رسالته أو أمنياته أو «طلباته» من الوزير الجديد بالتأكيد على حقيقة أن «الإعلام في كل مكان يمر بمنعطف مفصلي»، تمامًا «كما العالم الذي نعيش فيه، ونحيا تحولاته العميقة»، قالها العمير مركزة وخاطفة، راصدًا الواقع المعاش، لافتًا إلى التحولات العميقة التي تكتنف العالم كله، وليس المنطقة وحدها، وليس المملكة وحدها.

لقد توالى على قيادة الإعلام السعودي في عصور ومراحل سابقة، شخصيات معتبرة بحجم عبدالله بلخير، وجميل الحجيلان، وإبراهيم العنقري، ناهيك عن محمد عبده يماني، وعلى الشاعر وفؤاد الفارسي، وبعدهم إياد مدني، وعبدالعزيز خوجة.. ثم جاءت مرحلة الأجيال اللاحقة حيث قاد الوزارة في فترات قصيرة كل من بندر حجار وعبد العزيز الخضيري وعادل الطريفي وعواد العواد، مع حفظ واحترام التاريخ والألقاب، إلى أن جاء الوزير تركي الشبانة من داخل المهنة، ومن رحم معاناتها، ومن قلب طموحاتها الكبيرة.

إنها بالفعل مرحلة جديدة، في خضم ثورة المعلومات التي صاحبت أو إقترنت بثورة الاتصالات، فإذا أضفنا إلى ذلك الاندفاع الواضح على المعلومة الجديدة بغض النظر عن مدى صحتها، تصبح المهمة حساسة ودقيقة، تحتاج إلى الفكر الثاقب والخطط الفاعلة، والعمل المنظم، فضلاً عن كل رأي سديد يستهدف النهوض بالإعلام السعودي، اتساقًا مع النهضة الشاملة.. من هنا كان حرصنا على حشد أكبر عدد ممكن من الآراء التي جاءت على النحو التالي:

د. شهاب جمجوم:

تطوير الكوادر الإعلامية الوطنية

خطط إستراتيجية للإعلام الداخلي والخارجي

إنشاء مراكز إعلامية في الخارج مستقلة عن السفارات تابعة للوزارة

تطوير الإذاعات في ظل رؤية معاصرة

استقطاب الكوادر والابتعاث الخارجي لمنسوبي الوزارة

هيئة للكتاب ومعاهد متخصصة وموسيقى راقية

د. عبدالله مناع:

اهتمام أكبر بالكتاب حيث لا نعرف من يشرف على معارض الكتب! وهذا يجعلنا نطالب بهيئة خاصه بالكتاب

الاهتمام بالمذيعين فأنا قد لا أفهم الكثير منهم بسبب ركاكة لغتهم

نحتاج لمعاهد متخصصه لتدريب الصحفيين

الاهتمام بالمسلسلات الهادفة والتي تعكس حياة وطبيعه الحياة وتكون ذات قيمة

الاهتمام بالطرب الأصيل والموسيقى الراقية

د. حمود أبو طالب:

وزارة وطن لا وزارة موظفين والوصول للآخر في عقر داره

رؤية وإستراتيجية واضحة وآليات تنفيذية فعالة لانتشال الوزارة من سباتها الطويل لكي تكون لائقة بوطن يسابق الزمن في تقديم نفسه للمستقبل.

وزارة وطن جديد في عصر إعلامي جديد، وليس وزارة موظفين بيروقراطيين ينتمون إلى عصر مضى وانتهى.

انعاش العلاقة بينها وبين كتّاب واعلاميي الوطن الذين يقفون على جبهة الدفاع عن مواقفه ومكتسباته بدلاً من تقديم أصوات من الخارج لتتصدر المشهد الوطني، رغم أن لنا تجارب سابقة مؤلمة من هذه التجربة (ما حكّ جلدك مثل ظفرك يا وزارة الاعلام).

نفتقد إلى مخاطبة العالم من خلال منصاته ومنابره في أحرج أوقاتنا، نفتقد إلى الوصول للآخر في عقر داره رغم أننا قادرون على مخاطبته بثقافته ومفاهيمه، العالم ينهشنا ونحن نخاطب أنفسنا واهمين أننا نخاطب الآخرين.

مواقع التواصل والتغريدات ونجوم السوشيال ميديا لا تشكل موقفًا إعلاميًا مؤثرًا لوطن لديه قضايا مصيرية، الإعلام (المحترم) مقروءًا ومرئيًا ومسموعًا هو الرهان، صحفنا تحتضر وفضائياتنا مشغولة بالمسلسلات التافهة، فكيف يكون لنا صوت إعلامي مؤثر.

عبد الوهاب الفايز:

المؤسسات الصحفية قاطرة الإعلام وذراع التنمية الوطنية

أولاً:

نتطلع إلى مشروع يستهدف المؤسسات الصحفية القائمة، بالذات إعادة تمويلها لبناء مشروعات رقمية جديدة، وتحمل جزءًا من تكاليف التحرير الميداني لمدة ثلاث سنوات، لمساعدتها على الاستمرار في تغطية الحراك الكبير في القطاع الحكومي الذي يتطلب مواكبة سريعة من الصحف. فالمؤسسات الصحفية هي قاطرة الإعلام المحلي، ومهما كانت الأسباب والظروف التي أدت إلى تراجعها، تبقى الذراع الإعلامي الوطني الضروري للتنمية الوطنية.. وللإدارة السياسية للدولة.

ثانياً:

مشروع قادة الرأي.. ينفذ مع (جمعية كتّاب الرأي السعودية)، يهدف إلى إنشاء منصة إعلامية تجمع مقالات كتّاب الرأي، ومساعدتهم لإنشاء أرشيف وطني لمقالاتهم، وأيضًا مساعدة الكتّاب لجمع إنتاجهم الفكري وإصداره في كتب رقمية ذكية تفاعلية تحت مظلة مشروع موحّد للكتّاب السعوديين.

ثالثاً:

إنشاء برنامج (المذيع السعودي)، وهنا نرى أمامنا مشروعًا لاستقطاب 200 شاب وشابة على مراحل، في المرحلة الأولى يتم تأهيلهم وتدريبهم على أدبيات العمل الإذاعي ومهاراته، وكيفية بناء وإنتاج المحتوى الإعلامي، ولدينا الآن عدد كبير من المذيعين المتميزين الذين تَرَكُوا الإذاعة في السعودية وفِي عدد من الدول العربية، هؤلاء بإمكانهم إنجاح هذا المشروع وتكوين نواة لمشروع مستدام لتأهيل وتدريب الموارد البشرية، والنجاح في الإذاعة أصعب من التلفزيون.

ويدعم بمشروع متخصص بالبرامج المرئية والبصرية، بحيث يستهدف تأهيل وتدريب 200 شاب وشابة على متطلبات الإعلام المرئي بمختلف وسائطه.

رابعًا:

مشروع التأهيل الصحفي تديره هيئة الصحفيين السعوديين بالتعاون مع الجامعات السعودية، يستهدف تأهيل وتدريب 300 طالب حتى يكونوا نواة لإيجاد الصحفي المحترف متعدد المهارات.

خامسًا:

مشروع إنشاء شركة سعودية مساهمة لإنتاج الدراما التلفزيونية، ولهذه منافعها الوطنية العديدة.

سادسًا:

شركة الخدمات الإخبارية الخاصة.. تتخصص بالأخبار والتقارير والموضوعات الإعلامية المنوّعة على المستوى الوطني (محتوى محلي)، بالذات في المدن الصغيرة والمتوسطة المهملة من اهتمامات الإعلام. (نواة هذه الشركة موجودة وسبق الاتفاق عليها بين واس والتلفزيون).

سلطان البازعي:

يعتقد الإعلامي البارز سلطان البازعي أنه حان الوقت الذي ينظر فيه وزير الإعلام إلى السياسة الإعلامية بمنظور أشمل من الدخول في التفاصيل التي كانت تأخذ وقت الوزراء السابقين، فالأجهزة الإعلامية التي كات تحت الإدارة المباشرة للوزير استقلت في هيئات ذات صلاحيات كافية وتعمل الآن بمرونة، الإذاعة والتلفزيون أصبحت هيئة، ووكالة الأنباء السعودية كذلك كما أصبح لدينا هيئة معنية بمتابعة وضع التشريعات ومتابعة تطبيقها وهي هيئة الإعلام المرئي والمسموع، وبعد أن خرجت الثقافة من عباءة الوزارة وأصبحت وزارة مستقلة، لم يعد أمام الوزير إلا الالتفات للأمر الأهم وهو كيف نصنع إعلامًا قويًا ومعبرًا عما تمثله المملكة لمواطنيها وللعالم، وإذا أردت أن أضع تصوراتي للأولويات التي على معالي وزير الإعلام الاهتمام بها فإنها ستكون كالتالي، والترتيب هنا لا يعني درجة الأهمية فكلها مهمة:

إفساح المجال للعين الناقدة وإعادة البريق للصحافة

أولاً:

تقوية الإعلام السعودي بكل أدواته ليصبح المصدر الأول للأخبار عن المملكة، فلم يعد من المقبول أن نسمع الأخبار المهمة عن بلادنا في السياسة والاقتصاد والمشروعات التنموية الكبرى من وسائل الإعلام الأجنبية.

ثانياً:

إعادة البريق لمهنة الصحافة (ولا أعني الصحافة المطبوعة بالضرورة) وذلك بإلزام المؤسسات الصحفية وهذا يشمل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية والصحف الإلكترونية بتكثيف التدريب للصحافيين الجدد والقدامى على أبجديات المهنة حتى يتمكنوا من تقديم محتوى يقنع القارئ بمتابعة ما يكتبون وينشرون ويبثون بدلاً من السطحية المتفشية في التناول للقضايا المهمة، فالتنمية الحقيقية تحتاج إلى عين ناقدة واعية لكشف مكامن الزلل والخطأ.

ثالثا:

تقوية جهاز وكالة الأنباء السعودية، فهذه الوكالة لم تعد قادرة على مسابقة الوسائل الإلكترونية في نشر الخبر حتى الرسمي منه، لذا يجب دعمها بجهاز صحفي قوي محترف متعدد اللغات يستطيع بث تقارير عن المملكة بمختلف اللغات وبصياغة تتناسب مع مقاييس الجمهور المستهدف بحث تلقى قبولاً في النشر وليس الترجمة بشكل ضعيف كما هو حاصل الآن.

رابعًا:

إعادة النظر في تركيبة ونظام المؤسسات الصحفية التي ثبت أنها لم تكن قادرة على مواجهة أزمة الصحافة المطبوعة ولم تتمكن من تكييف إستراتيجياتها (إن وجدت) للتعامل مع شروط العمل الصحافي الحالي والمستقبلي، ومن المؤكد أن الدعم المالي ليس حلاً.

خامسًا:

النظر في وضع هيئة الصحافيين فهذه الهيئة ولدت ميتة وهي الآن في حالة غيبوبة ولم تعمل شيئًا يذكر من الأهداف التي أنشئت من أجلها، ولا أظن الصحافيين السعوديين قادرين على الزعم الآن بأن هناك مؤسسة مجتمع مدني تمثلهم.

د ثريا العريض:

منع التصنيفات والطائفية وتقوية اللغة العربية ودعم الصحف

تشجيع عرض الرأي والرأي الآخر

منع تصنيفات وتعبيرات الإقصاء والكراهية والفئوية والطائفية في الصحافة.

تدريب المذيعين على اللغة العربية الصحيحة أو وضع الحركات على ما يقرأون

تحسين التواصل الصوتي مع الخارج في القنوات التلفزيونية

دعم الصحف لاستدامة الكتاب المميزين

دمج القنوات الدينية في قناة واحدة متخصصة

تقوية استخدام وسائل التواصل مثل تويترفي خدمة الإعلام

الإعلامي حسين نجار:

برامج تتوافق

مع رؤية 2030

تكثيف برامج الثقافة والتراث والفنون

تطوير الإذاعة

تدريب المذيعين من خلال الدورات التدريبية

تلمس حاجات ورغبات الاعلاميين

عماد أديب:

تحديد السياسات والأدوات والاختيارات والكفاءات واستيعاب كل الأفكار

لا أحب أن أبدوا ناصحًا لمعالي الأستاذ تركي الشبانة فالرجل من أبناء مهنة الإعلام عن فهم وممارسة وخبرة ودراسة، لكن استجابة لدعوة جريدتكم الموقرة سأحاول جاهدًا أن أضع أمام شخصه الكريم وأمام كل من يهتم بشأن ملف الإعلام السعودي بعض الأفكار التي أعتقد أنها تشكل تحديات عاجلة في هذا المجال.

قبل بدء أي إنسان في أي زمان أو مكان يتعامل مع ملف الإعلام أن يعرف بما لا يدع مجالاً للالتباس أو الشك للإجابة على سؤال الأسئلة وهو: (هل المطلوب هو أن يكون دور الإعلام هو إعلام الدولة أم إعلام الجماهير؟)

لأن كل اختيار منهما يلزم الجهة التنفيذية إلى اتباع سياسات وأدوات واختيار توجهات مناسبة لهذا الخيار الجوهري الذي تحدده الدولة.

تطوير الهياكل الإدارية والمالية بحيث يتمكن الإعلام الحكومي من أداء دوره بشكل فيه مرونة ومواكبة للعصر الذي تلعب فيه وسائل التواصل الاجتماعي وتؤثر فيه الثورة الرقمية على كافة وسائل التواصل التقليدية.

رفع الكفاءة المهنية والتدريب وتطوير الأداء الإعلامي بالمستويات العالمية التي يشاهدها الشباب السعودي ليل نهار على قنوات أجنبية وافدة مما يشكل حالة منافسة وتحدي دائمة تهدد نسب المشاهدة المحلية.

تحويل وطنية الإعلام المتعارف فيها في عالمنا العربي من وظيفة الناقل من طرف واحد أي دور من ينقل رأي الدولة للمواطن إلى دور (خلق جسر التفاهم والحوار بين الدولة والمواطن وبالعكس).

قدرة الإعلام على استيعاب واحتواء كل الأفكار والآراء التي يحتويها المجتمع، والقدرة على الشرح والتنفيذ لكل الشائعات والأكاذيب ومناقشة بعض الأفكار الفعالة بشكل عقلاني ومنطقي وعلمي.

وختامًا أتمنى للوزير تركي الشبانة وفريقه الشاب أن يوفقه الله في خدمة رسالة الاعلام.

إدريس الدريس:

لا للتكيات الفضائية ونعم لعصف ذهني بلا سقف لكشف العيوب

يقترح الإعلامي السعودي إدريس عبدالله الدريس، على وزير الإعلام الأستاذ تركي الشبانة «وهو الخبير بدهاليز الإعلام والميديا» بعد تشريفه بهذا التكليف أن يستخدم مظلة «براشوت» يصعد به إلى الأعلى لكي يرى الوزارة من خارجها ومن الأعلى بالقدر الذي سيمكنه من رؤية البثور الظاهرة على وجه الوزارة، مؤكدًا ثقته في أن معاليه «يدرك بأننا نعاني في المملكة من ضعف حضورنا الإعلامي».

وفي ضوء دراية وزيرنا الجديد بوضعنا الإعلامي محليًا وخارجيًا كما يقول الدريس، عليه أن يدرك -وهو يدرك- بالتأكيد أن هذا العجز والضعف قد نشأ منذ بدايات التنمية، وأنه مرض قديم لكنه قابل للعلاج من خلال التالي:

1 تشكيل مجلس استشاري دائم ومتحول يتكون من مجموعة من النخب الإعلامية التي تواطأ الناس على معرفة أنهم إعلاميون مميزون وأن يكونوا خليطًا بين المخضرمين من فرسان الإعلام التقليدي (الصحف والتلفزيون) وبين إعلام السوشال ميديا وأن يكونوا إلى جوار الوزير في اجتماعات دورية ومجدولة.

2 إقامة جلسات عصف ذهني مع هولاء المستشارين، وأن تكون هذه الجلسات بلا سقف رقابي، وأن تتاح الفرصة لتعلن فيها كل المآخذ وكل عيوبنا الإعلامية واقتراح الحلول.

3 إيجاد «إدارة أزمات» تتولى مباشرة متابعة كل القضايا السلبية التي تثار ضد المملكة ومتابعة خلفياتها وأن نرد عبر المكاشفة والشفافية على كل ما يثار حتى لانترك الساحة خالية للمغرضين من أعداء المملكة للكذب وتضخيم الأمور.

4 لدينا إعلام داخلي لا يتوازى ما فيه مع الحراك والتحول الذي تعيشه المملكة، وآفة هذا الإعلام هو أنه مصدر عيش ودكة توظيف لكثير من الموظفين الذين ليس لهم علاقة بالإعلام ولا بالإبداع، حتى ولو كان عددًا كبيرًا منهم تخرجوا في أقسام الإعلام لكنهم يفتقدون للموهبة، ولذلك يجب تحرير هذه القنوات من كونها تكية وظيفية لتكون محطات للمبدعين الموهوبين فقط.. ويتزامن مع ذلك ضرورة تحريك إعلامنا الخارجي ليكون مواكبًا لما تتعرض له المملكة من استهداف والتأكيد على أن بعض قنواتنا الخارجية نجحت في مسارها الترفيهي والتطريبي لكنها لم تنجح في صد التحديات الإخبارية التي تواجه المملكة من الـbbc العربية والجزيرة والـcnn والـ فرانس 24 بالعربية وغيرها وهذا هو ما يلزمنا أن نخلق لنا موالين مقتنعين بمنهجنا من خلال الاستثمار في الإعلام الخارجي الأجنبي وذلك بتملك حصص في هذه الوسائل أو من خلال كسب ولاء بعض كتاب الرأي في هذه الصحف العالمية وهذا هو ما ينقلنا للنقطة الخامسة.

5 يجب على وزارة الإعلام ووزارة الخارجية التعاون من خلال تفعيل أدوار سفاراتنا والتي كانت غائبة خلال العقود الماضية عن الاندماج في المجتمعات التي تمثلها والإقتراب من منظمات المجتمع المدني هناك لذلك يجب إحياء أدوار السفارات والقنصليات من خلال التواصل مع نخب المثقفين والكتاب والإعلاميين، ودعوتهم لزيارة سياحية وثقافية للمملكة يتعرفون فيها على مجتمعنا المغلق في نظرهم والذي يتهيبون الاقتراب منه ويعمدون بالتالي لأخذ كل ما يخص المملكة وما يحتاجونه من معلومات من الآخرين. لذلك تأتي الصورة المرسومة عنا وعن بلادنا في الغالب مغلوطة ومكذوبة. يبقى أن تتم كل هذه الخطوات وفق خطط إستراتيجية قصيرة وطويلة المدى وأن لا تتغير بتغير الوزراء لأن أحد أكبر عيوب مؤسساتنا الحكومية هي أنها ليست مؤسسة ولكنها متروكة لمزاج الوزير، فكلما جاء وزير لاحق نقض عمل السابق لنعود بعدها للمربع الأول، وهذا هو سبب عدم التقدم المطلوب في أكثر القطاعات التنموية الحساسة مثل الإعلام والصحة والتعليم.

عبده خال :

استحضار الموروث الفكري

* استهداف الثقافة التي لم تعد الوجه ولم تعد كذلك القوة الناعمة

* الاهتمام بالموروث الثقافي من خلال الكتب واستحضار هذا الموروث الأدبي والفكري

* الجهات المهتمة بالثقافة متعددة إلا أن الفعل الثقافي جامد وغير متحرك

* قضايا المثقفين يتم تجاوزها في كل حين

* وبعد إنشاء وزارة متخصصة هل ستعمل على تبني تلك القضايا وتحويلها من مقترحات إلى واقع.