عمرو عبدالسميع

ينبغى أن نتحلى بأقصى درجات الصراحة ونحن نناقش هذا الموضوع، إذ ليس خطر الانتماء لجماعة الإخوان الإرهابية مقصورا ـ فقط ـ على من يرفعون السلاح فى وجه الدولة، ولكنه يمتد إلى المتعاطفين معها الذين يعملون فى أماكن لها حساسية تقدرها الجهات المعنية وتعرف ما يمكن أن يترتب على وجودهم فيها من أضرار مؤثرة على الاستقرار وعلى المصلحة العامة، ومن ذلك ما أصر على لفت الانتباه إليه على نحو مزمن ومتكرر، وهو مجال كرة القدم «اللعبة الأكثر شعبية فى مصر التى يتابعها ملايين الناس»، إذ نجح الإخوان فى اختراق ساحة هذه الرياضة سواء عند المدربين ومديرى الكرة واللاعبين والإداريين أو عند روابط الجمهور والمشجعين، والتأثير التخريبى فى سلوكياتهم الجماعية وقد لعبوا أبشع الأدوار فى عملية يناير 2011 وما بعدها، وحتى بعد أن حلت هذه الروابط نفسها فإن مصر لم تنجح فى اكتساب تلك الكتل الجماهيرية أو إدخالها إلى مربع آخر تمارس من خلاله عملا إيجابيا لمصلحة البلد والرياضة..

وقد تعددت الشهادات من بعض الذين انشقوا عن جماعة الإخوان الإرهابية يؤكدون فيها أن تنظيما نشأ داخل الإخوان اسمه «الصفوة» يعمل على اجتذاب الرياضيين والفنانين ونجوم المجتمع ليكونوا أعضاء فيه وهم ـ بطبيعتهم ـ جذابون لسائر فئات المجتمع من الجمهور العادى، وهذا ما جرى فى مجال كرة القدم، إذ تم تجنيد عدد كبير من الرياضيين والإداريين، صاروا بمثابة القاطرة التى تجر وراءها أعدادا غفيرة من الناس سواء بأن ينشطوا فى مخاطبة تلك الجماهير عن طريق الفيسبوك أو بتهجمهم على الشخصيات الرياضية التى يلمسون ارتباطها بالمشروع الوطنى، أو بإرباك النظام العام وافتعال وإثارة المشاكل باستمرار بما يؤدى إلى توتر الحالة العامة وإشعار الهيئات والمؤسسات بالعجز وعدم القدرة على إدارة نشاط بهذا الاتساع والتأثير.. أكرر لابد من دراسة موضوع الاختراق الإخوانى لبعض الأندية والإداريين واللاعبين وروابط الجمهور، فنحن مقدمون على تنظيم حدث قارى كبير هو كأس الأمم الإفريقية، كما أن تأمل بعض القضايا التى يعمد أولئك المرتبطون بالإخوان إلى إثارتها ـ حتى فى النشاطات المحلية والمسابقات ـ يؤكد ويعزز اقتناعى بخطورة استمرار الاختراق الإخوانى لمجال الكرة!