&كمال بن يونس

قال الوزير الطيب البكوش، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، إن الجزائر وليبيا وكامل المنطقة المغاربية «باتت مهددة في أمنها واستقرارها، وتوشك أن تكون عرضة لموجة جديدة من العنف والإرهاب والجريمة المنظمة، إذا لم تستفد من دروس الماضي، ولم تبادر بتفعيل برامج الشراكة والتعاون واتفاقيات العمل المشترك المبرمة بينها».
وأضاف البكوش في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، حول تقييمه للمستجدات الداخلية في كل من الجزائر والمغرب وبقية دول المنطقة المغاربية والعربية، أن «لكل بلد خصوصياته وظروفه. لكن لا بديل عن تفعيل اتفاقيات العمل المشترك، وفرص التعاون في كل المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية» لتجاوز المخاطر التي تهدد دول المغرب العربي، خصوصاً خطر الإرهاب وانعكاساته السلبية.


في السياق ذاته، أكد البكوش أنه أبلغ السلطات المغربية وبقية العواصم المغاربية قرار الجزائر تكليفه بدعوة مجلس وزراء الخارجية المغاربي للاجتماع قريباً «قصد النظر في المستجدات الإقليمية، وبينها الخلاف الجزائري - المغربي، الذي بدأ قبل 45 عاماً بسبب نزاع الصحراء».
وكانت الجزائر قد أعلنت رسمياً أنها كلفت الطيب البكوش بالدعوة إلى هذا الاجتماع في أقرب وقت، رداً على المبادرة السياسية، التي قام بها العاهل المغربي محمد السادس عندما طلب خلال كلمة تلفزيونية من سلطات الجزائر الدخول في مفاوضات مباشرة مع الرباط، تشمل كل القضايا الخلافية، وبينها ملف الصحراء، والدعم السياسي الجزائري لـ«جبهة البوليساريو»، والوضع في تندوف، التي تتهمها الرباط بمحاولة النيل من وحدة التراب الوطني المغربي.


وتوقع الطيب البكوش أن يعقد هذا المجلس الوزاري، رفيع المستوى، بمشاركة الدول الخمس، مباشرة بعد القمة العربية العادية الثلاثين، المقرر عقدها في نهاية شهر مارس (آذار) الحالي.
وبسؤاله حول إمكانية تنظيم مؤتمر وزاري تحضره الدول المغاربية الخمس، رغم حالة عدم الاستقرار التي تمر بها هذه الدول داخلياً وإقليمياً، وهل من المتوقع أن توافق الرباط على عقد القمة المغاربية المؤجلة منذ 1994 بعد قرار العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني تجميد أنشطة بلاده في الاتحاد المغاربي، أوضح أمين عام الاتحاد المغاربي أن كل العواصم المغاربية «أعطت إشارات خضراء حول احتمال حلحلة الوضع، ودعم سيناريوهات مصالحة جزائرية - مغربية شاملة، تمهّد لتفعيل مئات القرارات المشتركة حول التكامل الاقتصادي، والعمل المشترك، وهي القرارات التي سبق أن صادقت عليها القمم والمؤتمرات الوزارية المغاربية منذ قمة مراكش 1989، التي شارك فيها آنذاك العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، ورؤساء تونس والجزائر وليبيا (زين العابدين بن علي والشاذلي بن جديد ومعاوية ولد الطايع والزعيم الليبي معمر القذافي)»، وخلافاً لتقييمات كل المتشائمين بمستقبل الاتحاد المغاربي، أوضح البكوش أن فرص التفاؤل بحلحلة الأوضاع كثيرة، أبرزها أن الدول المغاربية أحيت أخيرا الذكرى الثلاثين لتأسيس الاتحاد المغاربي في مراكش المغربية.