&أحمد السعداوي&

انطلقت &في العاصمة أبوظبي، فعاليات «القمة الثقافية أبوظبي 2019» في نسختها الثالثة، في منارة السعديات، والتي تنظمها دائرة السياحة والثقافة وتستمر حتى 11 أبريل المقبل. بحضور معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المجتمع، ومعالي زكي نسيبة وزير دولة، ومعالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وخوسيه لويس ثباتيرو، رئيس وزراء إسبانيا الأسبق، وخورخي فرناندو كيروغا، رئيس بوليفيا السابق، وحشد كبير من رجال الثقافة والسياسة من المنطقة والعالم حرصوا على المشاركة في القمة التي تستضيف أكثر من 450 خبيراً ومتخصصاً من 90 دولة.

وتقدّم «القمة الثقافية أبوظبي» على مدار خمسة أيام سلسلة من حلقات النقاش وورش العمل التفاعلية تتمحور حول الفنون، والإعلام، والتراث، والمتاحف، والتكنولوجيا، فضلاً عن استضافة فنون أدائية وجلسات تواصل تحت عنوان «المسؤولية الثقافية والتكنولوجيا الجديدة»، وتطرح القمة الثقافية أبوظبي أسئلة حول كيفية تحفيز الوكلاء الثقافيين للعب دور أكبر في مواجهة التحديات العالمية، وكيف يمكن تسخير الإبداع والتكنولوجيا لإحداث التغيير الإيجابي.
وأكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي في كلمتها أن «القمة الثقافية أبوظبي 2019» في نسختها الثالثة تجمع نخبة متميزة من المبدعين وصنّاع السياسات لمناقشة المسؤوليات الثقافية والتكنولوجيا الجديدة، ودور الثقافة في تعزيز الوعي بالقضايا العالمية الملحة، ومساهمة القطاع الثقافي في التغيير الإيجابي بالمجتمعات العالمية.


وقالت معاليها إن عنوان هذه القمة يلخص متطلبات وقتنا الحالي في تسخير التكنولوجيا وكيف يمكننا كمسؤولين وأفراد في القطاع الثقافي والابداعي تحمل مسؤولية الطفرة التكنولوجية، في وقت ليس ببعيد كنا نناقش فيه تقنية الجيل الخامس وكيف أنها محرك أساسي للتنمية وتتماشى مع رؤية الإمارات 2021.
وأضافت نورة الكعبي: «لقد أصبحت التكنولوجيا أداة ووسيلة في صناعة الفن، ولست متأكدة كيف أشعر حيال لوحة رسمتها ريشة الذكاء الاصطناعي في سوق الفن، ولكن حان الوقت أن نسأل أنفسنا: ما هي العلاقة بين الفن والآلة؟ نؤمن بأن الثقافة للجميع، وقد ساعدت التكنولوجيا على ذلك، وخاصة في كسر حاجز طبقة معينة تستمتع بقراءة مخطوطة معينة أو التعرف على تفاصيل لوحة لا نستطيع رؤيتها بالعين المجردة».
وأشارت معالي الوزيرة إلى أن معهد العالم العربي في باريس يتضمن معرضاً للواقع الافتراضي التكنولوجي، وهو ما يعد مثالاً على ما تقدمه التكنولوجيا لبناء حلول إبداعية.
ووصفت القمة بأنها «حدث ثقافي من شأنه تعزيز مكانة الدولة الرائدة كملتقى عالمي للثقافة والفنون على الخريطة الثقافية العالمية، والمساهمة في تطوير مسيرة الحضارة الإنسانية في ظل التطور الذي يشهده المشهد الثقافي والإبداعي، لتحقيق الأجندة الثقافية لدولة الإمارات، والرامية إلى تطوير قطاع ثقافي رائد وتحقيق محاور مئوية الإمارات 2071، حيث نطمح إلى ترسيخ مكانة الدولة الثقافية كبوابة عالمية للمعرفة والعلم والإبداع»، وأشارت إلى أن «سفيرنا في هذه المهمة هو المبدع الإماراتي الذي سيحمل ثقافتنا نحو آفاق واعدة، ويتولى دفة قيادة الحراك الثقافي والفكري للارتقاء بمشهد الإبداع والفنون التعبيرية في الدولة، وصولاً إلى العالمية».

وأشارت إلى أن القمة الثقافية أصبحت حدثاً ثابتاً على أجندتنا السنوية بفعل النجاحات التي حققتها وما تتناوله من مواضيع قيّمة تستشرف مستقبل الثقافة وترسم خريطة طريق لأجيال الغد.
ونوهت معاليها بأن التكنولوجيا توفر فرصاً في ميدان المعرفة والثقافة والإبداع وتفتح آفاقاً أرحب أمام المبدعين والفنانين لزيادة إنتاجهم الثقافي، وتعزيز وصوله إلى شرائح مجتمعية جديدة، وأن تطويعها أصبح ضرورة مهمة في حفظ التراث الثقافي العالمي.

منصة للتواصل وتبادل المعرفة


وفي كلمته الترحيبية بافتتاح «القمة الثقافية أبوظبي» قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، «تم تأسيس «القمة الثقافية أبوظبي» بهدف تمكين مجتمعات مختلفة من التواصل والتعرف على بعضها البعض، وتحديد القضايا المختلفة التي نواجهها، ومحاولة حلها معاً. فمهمتنا هنا هي تبادل المعرفة من خلال طرح التساؤلات وبحث حلول للتحديات التي تعيق تقدمنا، والتعرف على قضايا قد تكون جديدة بالنسبة لنا حتى نتمكن من تكوين وجهات نظر وتقديم حلول جديدة. ويسرنا أن نرحب بضيوفنا هنا اليوم، الذين سافروا من جميع أنحاء العالم، للتعاون سوية نحو تحقيق ما تصبو هذه النسخة من القمة الثقافية إليه، والمتمثّل في إيجاد الحلول لإحداث تغيير إيجابي».
وأكد معاليه أن القمة الثقافية منذ إطلاقها قبل عامين أصبحت منصة عالمية للتواصل وتبادل الآراء والاستماع إلى ابرز المفكرين في العالم الذين يتحدثون عن أفكارهم ومبادراتهم وتطلعاتهم نحو مستقبل أفضل لأطفال العالم، عبر أوجه الثقافة المختلفة وإنجاز خطوات إيجابية في هذا السياق.

محمد خليفة المبارك

وألقى محمد العتيبة مدير جلسات القمة، الضوء على النسختين السابقتين من القمة وما تم إنجازه خلالها، وما يتم التطلع لتحقيقه خلال القمة الحالية خاصة أن جدول الأعمال حافل بعدد من الجلسات وورش العمل التي ستنتهي إلى توصيات، تعمل القمة بالتعاون مع الجميع على تطبيقها على أرض الواقع بما يفيد قضايا الثقافة ومشكلاتها.
وتهدف القمة إلى وضع أجندة أعمال سنوية لقطاع الثقافة من شأنها معالجة التحديات العالمية الملحة وإيجاد الحلول العملية الفعالة.
ويعقد خلال فترة انعقاد القمة الثقافية برنامج تفاعلي لورش العمل والعروض التقديمية، كما تعقد ورش العمل في مجموعات صغيرة يديرها الرؤساء والمتحدثون في الجلسات النقاشية، مما يتيح لجميع الحضور المشاركة الكاملة والمساهمة الفعّالة.

المشاركون في الجلسة الافتتاحية يشيدون بتجربة الإمارات ووثيقة الأخوة الإنسانية
جاءت الجلسة الافتتاحية للقمة بعنوان «الدبلوماسية الثقافية والمسؤولية في زمن التكنولوجيا الحديثة» وترأسها معالي زكي نسيبة وزير دولة، وتحدث فيها كل من خوسيه لويس ثباتيرو، رئيس وزراء إسبانيا الأسبق، وخورخي فرناندو كيروغا، رئيس بوليفيا السابق، وبرنادينو ليون، المدير العام لأكاديمية الإمارات الدبلوماسية.
في البداية رحب نسيبة بالمتحدثين، ثم استرجع ما قاله المفكر الأميركي فوكوياما قبل 25 عاماً، مبشراً بانتهاء الحرب الباردة وما صاحبها من توترات بين بلدان مختلفة، وسيادة أجواء من الاستقرار، وبعد ذلك أظهر التاريخ صراع الحضارات وبدأ جو من التشاؤم يسود العالم، ليصبح هناك رؤيتان متعارضتان إحداهما تدعو للتفاؤل والأخرى للتشاؤم. ويمكن القول إن هناك دعوات للانعزالية في أنحاء كثيرة من العالم، وصار التسامح والعنف يمثلان محورين لاهتمامات الكثيرين في عالمنا المعاصر.
وأكد نسيبة أن الهوية الثقافية يمكن استخدامها في تعزيز المسؤولية الثقافية ودورها من الناحية السياسية، بحيث نتطرق إلى كيفية تعامل السياسيين مع هذه القضايا استناداً إلى مفهوم المسؤولية الثقافية وأهميتها في المجتمعات. وطرح سؤالاً على الحضور عن رؤيتهم لمفهوم المسؤولية الثقافية للدبلوماسية.

الثقافة تتخطى العنف
وأجاب ثباتيرو، بأنه ينتمي إلى دولة ذات مرجعيات تاريخية وهويات ثقافية مختلفة وهذا كرس لديه قيمة الثقافة بأنها تتخطى العنف إلى الإبداع والوحدة بين البشر، ضارباً المثل بمبادرة «تحالف الحضارات» التي شاركت إسبانيا في إطلاقها، والتي تستخدم الثقافة من أجل تعزيز السلام بين دول العالم، وعلينا تعزيز مثل هذه المبادرات التي تضع الثقافة كأهم أولوياتها، وعلى كل المؤسسات الكبرى والمجتمعات أن تتبنى الثقافة السياسية، خاصة أن هذا العصر مناسب لجعل الدبلوماسية الثقافية ذات تأثير عالمي.
وأكد ثباتيرو أن المؤسسات والحكومات والشركات عليهم مسؤولية كبرى في أمن البيانات الكبرى والإنترنت وضرورة استخدام ذلك في تعزيز قيم التسامح والتعايش، وهذا يفتح مجالاً لاتفاقيات دولية حول حقوق الملكية لمعلومات الإنترنت، ولا ثقافة ولا فنون من دون حقوق ملكية فكرية. وهنا تلعب مبادرة الأمم المتحدة لحقوق الملكية الفكرية دوراً بالغ الأهمية في هذا الصدد.
كما حيا ثباتيرو وثيقة الأخوة الإنسانية للسلام العالمي التي وقعها شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان في فبراير الماضي في أبوظبي، ودور ذلك في تعزيز التسامح والسلام العالمي. وأشاد بقمة أبوظبي الثقافية التي أصبحت حدثاً عالمياً وهنأ الإمارات بشكل عام وأبوظبي خصوصاً بهذه المبادرة المهمة على الصعيد العالمي.

أثر التكنولوجيا

وفي إجابته على سؤال لنسيبة حول موقفه من الشعور بالتفاؤل أو التشاؤم حيال استخدام الثقافة السياسية في القضايا التي تحرز فيها الثقافة تقدماً في مجتمعاتنا، نوّه رئيس بوليفيا السابق إلى تجربة الإمارات كمثال ناجح للدمج والتعاون والنهضة بعيدة الأمد، وأشار إلى أن التفاؤل أو التشاؤم يتوقف على رؤية الدول للأمور، علماً بأن القرن الحالي يعد إيجابياً بالنسبة لدول أميركا الجنوبية التي حققت إنجازات لافتة واستطاعت تخفيض معدلات الفقر من 50 إلى 30%، وقد لعبت التكنولوجيا دوراً كبيراً في هذا الإطار ورفع مستوى الكثيرين، حيث تغير العالم كثيراً في العصر الحالي بفضل التكنولوجيا التي أتاحت للجميع فرصاً عديدة.
وتابع كيروغا: فيما يتعلق بالهوية، نحن في أميركا الجنوبية نحترم مختلف الآراء ونبتعد عن العنصرية، ورغم خسارة وظائف كثيرة فإننا لا نلوم أحداً على ذلك وإنما نسعى لمجابهة هذه التحديات وفق سياسات سليمة والبحث عن حلول إيجابية. وهنا نرجع إلى الوثيقة التي وقعت في أبوظبي في فبراير من هذا العام ووقع عليها أهم شخص في أميركا الجنوبية وهو بابا الفاتيكان، ليؤكد قيمة ثقافة التسامح في تعزيز التعاون بين الدول وإيجاد الحلول لكافة المشكلات، فالثقافة هي الحبل التي يربطنا جميعاً حتى نصل إلى قمة التقدم، وهذه هي القيمة الحقيقية للفكر والثقافة.

ثقافة وتسامح وسياسة

ثالث المتحدثين، برنادينو ليون، ألقى الضوء على ثلاث نقاط حيوية وهي الثقافة، التسامح، والسياسة، ليعود إلى قبل نحو 25 قرناً في اليونان القديمة حين ظهَر سقراط في ذلك الحين ليأتي بمفهوم جديد بأن انتماء الشخص يجب أن يكون للعالم وليس لبقعة معينة، وهذا يحمل رؤية ثقافية بعيدة المدى تعلي قيمة التسامح واحترام الجميع بغض النظر عن اختلاف الأفكار أو الأديان.
وأورد ليون أنه عبر تواجده في أبوظبي، عايش أجواء وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها كل من شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان في العاصمة الإماراتية فبراير الماضي، ما يؤكد على أن التسامح يأتي في مقدمة أولويات هذا المجتمع. وفيما يتعلق بالنقطة الثالثة وهي السياسة، فإن كل دبلوماسي يمثل وطنه وكل منهم يتحدث بلغة الثقافة ولا نجد منهم الكتاب والفنانين والمهتمين بألوان الثقافة التي تعد وسيلة لتحقيق التقدم في كثير من الأحيان.
وأضاف: لطالما تمحورت الثقافة الدبلوماسية حول الترابط، حيث يمثل كل دبلوماسي دولة لها مصالحها الوطنية الخاصة؛ والثقافة هي الأداة التي تسمح للدبلوماسية بتحقيق مرادها على أكمل وجه في أوقات التوتر.

خبراء: نجم شركات التكنولوجيا في مجال نشر الأخبار يصعد على حساب الإعلام التقليدي
تناولت جلسات النقاش التي عقدت في اليوم الأول للقمة عدة مواضيع، منها: «دور الإعلام في عصر التكنولوجيا». ترأس الجلسة جون بريدو، محرر «ذي إيكونوميست» في الولايات المتحدة الأميركية، متحدثاً عن صعود نجم شركات التكنولوجيا في مجال نشر الأخبار، وكيف عملت التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل الاجتماعي على تحول العلاقات بين المنتجين ومستخدمي جميع أشكال الإعلام الثقافي. وشارك في الجلسة كل من مينا العريبي، رئيس تحرير صحيفة ناشيونال، في الإمارات، وجون دفتيريوس، المتخصص في الأسواق الاقتصادية الناشئة ومقدم برنامج أسواق الشرق الأوسط cnn، وشاشي مينون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة نيرفورا.
وتطرق النقاش إلى الدور الإيجابي أو السلبي الذي يلعبه الإعلام، فقد أبرز صعود نجم شركات التكنولوجيا في مجال نشر الأخبار بوضوح شديد، في الوقت الذي تعاني فيه نماذج الأعمال التقليدية من ضغوط كثيرة. وانتقل النقاش إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف تنقل الأخبار مع إزالة الفواصل بين فكرة الصحافة الموثقة وتكهنات المرسل.
وحملت الجلسة الثانية عنوان «المتاحف في العصر الرقمي» وكانت برئاسة تروي ثيرين - رئيس القيمين، قسم المبادلات المعمارية والرقمية، في متحف سولومون آر جوجنهايم، وقد أشار إلى أن الكثيرين ينظرون للمتاحف على أنها مجرد مستودعات ومخازن للأعمال الفنية، وأماكن تعليمية للتعريف بفن التعليم المكتوب والبحوث الشفهية. وقد شارك في النقاش كل من أبينان بوشياناندا، الرئيس التنفيذي والمدير الفني لبينالي أرت بانكوك، وليزي جونغما، رئيسة مشروعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، جلام «شبكة هولندية رقمية لمقتنيات الحروب «الحرب العالمية الثانية»، وتاكاشي كودو، من تيم لاب من متحف الفنون الرقمية بطوكيو، والفنان إميكا أوجبوه.

وتناول النقاش في هذه الجلسة موضوع استكشاف طريقة استخدام المتاحف للتكنولوجيا الحديثة، التي تؤدي إلى تحسين تجربة الزوار، ويجب أن تضم خبراء استراتيجيين وفنانين رقميين يتقنون استخدام التكنولوجيا في مناقشة العديد من التقنيات الحالية والمستخدمة في المتاحف، بهدف مشاركة الجمهور، ومناقشة دور المتاحف في المستقبل.
وجاءت الجلسة الثالثة، قبل الأخيرة بعنوان: «الشعبية مقابل الشعبوية». أدار الجلسة تيم مارلو، المدير الفني للأكاديمية الملكية للفنون الملكية بالمملكة المتحدة، وتحدث فيها: القيم والناقد الفني والكاتب لارس نيتف، المدير السابق لمتحف تيت مودرن، ومتحف «M+» للفنون في هونج كونج، ومتحف الفن الحديث في العاصمة السويدية استوكهولم، والمنتج الفني فاروق شودري من مؤسسة أكرم خان، المملكة المتحدة، ومنيرة ميرزا، المديرة التنفيذية لقسم الثقافة في كلية كنجز في لندن، والنائبة السابقة لمدير قسم الثقافة والتعليم، هيئة لندن الكبرى، المملكة المتحدة.
وسلطت الجلسة الضوء على طموح العديد من المتاحف وصالات العرض إلى تعزيز مشاركة الجمهور على اختلاف شرائحه. وأكد الجميع أن هذا الطموح الهادف قابل للتحدي. وجاءت تساؤلات الحضور في هذه الجلسة حول: لماذا يجب أن يعجب الجميع بالفن؟ وهل نخاف رأي النخبة؟
وجاءت جلسة الختام عن «التراث» ولماذا يأتي على سلم الأولويات خلال الأزمات؟ وترأس الجلسة لازار ايلوندو، مدير قطاع الثقافة والطوارئ، اليونسكو. وقد تحدث فيها كل من أليكساندر كيلنر، مدير المتحف الوطني «ريو دي جانيرو»، البرازيل، ومارلين باريت أودوين، مؤسسة التراث الثقافي ITE، والفنانة الأردنية آلاء يونس.

نسيبة لـ «الاتحاد»: مسؤوليتنا جميعاً إبعاد المجتمعات عن لغة الكراهية
قال معالي زكي نسيبة وزير التسامح لـ«الاتحاد»: إن الثقافة أهم شيء لتوعية المجتمع، والإعلام عليه دور يجب أن يؤديه، لأن عليه أن ينقل رسالة الثقافة كما يجب أن تكون، كعامل ربط ما بين المجتمعات، وبين الدول والشعوب، بدل أن يكون عامل تفريق.
وعن التراث ودوره، قال معاليه: إن تراث الإمارات هو التسامح، والتضامن، واستعمال لغة التسامح في عام التسامح الذي أسس له باني الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».

وعن التكنولوجيا وتطور الإعلام الرقمي، قال نسيبة، إن للدبلوماسية الثقافية دوراً وأداءً مهماً لربط المجتمع، إذ أن المسؤولية الاجتماعية تقع على عاتق المسؤولين الاجتماعيين، مضيفاً أن هناك مسؤولية كبرى تقع على الإعلام، خاصة الإعلام الجاد النقي الذي لا يعتمد على الإشاعة، والأخبار الكاذبة، موضحاً: «هذا ما نعمل عليه كمسؤولين ومجتمع. علينا جميعاً مسؤولية كبيرة تجاه هذا التطور الحاصل، لنبتعد بالمجتمعات عن لغة الكراهية».

مي آل خليفة: القمة منصة دولية تعزز المكانة الثقافية للإمارات والمنطقة


تشارك معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في «القمة الثقافية أبوظبي 2019»، وحول مشاركتها التي جاءت تلبيةً لدعوةٍ كريمة من معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المجتمع، قالت:
«تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة في كل مرة نموذجاً مميزاً يعكس للعالم مدى الحرص والاهتمام بملف الثقافة، إدراكاً منها بأنها -الثقافة- هي النافذة الأمثل التي تطل من خلالها على العالم وتعرّف أيضاً بما تمتلك من غنى حضاري ومعرفي».

وأضافت: «هذه القمة وهي منصة دولية تعزز المكانة الثقافية ليس للإمارات الشقيقة فحسب وإنما للمنطقة كلها، والمشاركة فيها تمثّل فرصة مناسبة لمناقشة القضايا الثقافية الراهنة من منظورٍ أوسع، وهي تواكب في شعارها لهذا العام التوجه الدولي نحو تفعيل دور التكنولوجيا وإدماجها في مختلف المجالات لاسيّما المجال الثقافي من أجل تعزيز مخرجات العمل».

جدير بالذكر أن هذه القمة الثقافية تقام بتعاونٍ ما بين دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي وكل من «ذي إيكونوميست إيفنت»، الأكاديمية الملكية للفنون، مؤسسة ومتحف سولومون آر جوجنهايم، وGoogle.
وتناقش «القمة الثقافية بأبوظبي 2019» عدداً من القضايا تحت شعار «المسؤولية الثقافية والتكنولوجيا الجديدة»، وتتطرق إلى محاور متنوعة تتعلق بالفن والإعلام والتراث والمتاحف والتكنولوجيا، كما تبحث سبل تمكين المؤسسات الثقافية من المشاركة بصورة فاعلة في معالجة التحديات العالمية، وتسخير الإبداع والتكنولوجيا لتحقيق التغيير الإيجابي.

&