&بينة الملحم

&هل يحق لنا أن نقول أحسنت واشنطن باعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية! نعم نقولها وبملء فينا أحسنت وبكثرة.

ليس أمنية لنا فحسب أن يأتي اليوم الذي يقول فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب: "الحرس الثوري يُشارك بفاعلية في تمويل الإرهاب والترويج له باعتباره وسيلة لتفكيك الدول" لأن الحرس الثوري أو قلب النظام الإيراني الإرهابي لا يُشكِّل تهديداً لأمن الخليج والمنطقة فحسب بل تهديداً لأمن أميركا والعالم أجمع.

إعلان واشنطن باعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية اليوم ذكّرني بموقف واشنطن قبل سنوات وفي حقبة الرئيس السالف أوباما تحديداً في&2015 واسترجعت ما علّق به جون ماكين قائلاً عن تهافت أوباما لتوقيع الاتفاق النووي مع طهران: "لا أدري ما مصلحة أميركا عندما تتّجه إدارة الرئيس أوباما إلى الاستبدال بحلفائنا التاريخيين والمضمونين في الخليج، أعداء الأمس غير المضمونين في إيران"؟!

لا شك أنّه ما بين العلاقات السعودية - الأميركية جذور مشتركة وهي مستحيلة التلف أو الموت، ولكن كان هناك في عهد الإدارة الأميركية السابقة "أوباما" الكثير من الأحداث والقرارات والأمور التي دفعت من بين السياسيين الذين كانوا يرون في نهج أوباما خطأً كبيراً ضد أمن الخليج والمنطقة -وأشهرها الاتفاق النووي الإيراني- كالسيناتور الجمهوري جون ماكين وغيره من المناوئين لسياسة أوباما، الذين حذّروا وانتقدوا مراراً سياسة حكومة أوباما تجاه حلفاء أميركا الأزليين ما سيؤثر في الأمن القومي الأميركي ويؤثر في مصالح أميركا بالمنطقة.&الأمر الذي أدّى حينه إلى تدهور&علاقة أميركا بالسعودية آنذاك وعلى حساب مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، وكان المثال الأكثر وضوحاً على هذا التدهور هو قرار السعودية برفض مقعد مجلس الأمن قبل سنوات.

إن إدراج قوات الحرس الثوري في قائمة المنظمات&الإرهابية واعتبار من يتعامل معها إرهابياً مثلها هو خطوة أولى ضرورية لا لطردها من المنطقة بل شرط ضروري لمنع وقوع حرب أكبر في المنطقة والعالم، فمنذ سنوات وقوات الحرس الثوري هي من تؤجج الحروب وإراقة الدماء في سورية والعراق واليمن، وتحاول ساعية لهزّ استقرار وأمن البحرين والخليج. لذلك&نقول بملء فينا أحسنت واشنطن في إدراج الحرس الثوري كمنظمة إرهابية وفضلاً عن ذلك قطع شوط طويل على الطريق نحو إصلاح العلاقات مع الحلفاء التقليديين في منطقة من العالم يعدّ أمنها واستقرارها ركناً ركيناً من أمن العالم.