&لحسن مقنع

لقي 18 مهاجراً أفريقياً مصرعهم وجرح 17 آخرين في حادث انقلاب حافلة في الطريق، الرابطة بين السعيدية والناظور (شمال شرقي المغرب).
وأشارت مصادر إلى أن الحافلة، التي كانت تحمل أزيد من 50 مهاجراً انقلبت على إثر تجاوزها لعربة أخرى، وسقطت في قناة للري الزراعي. وكانت الحافلة تتجه صوب حدود المغرب مع مدينة مليلية المحتلة من طرف إسبانيا، حيث ينتظر المهاجرون أفراد عصابة متخصصة في تهريبهم على الحدود.
وأشار بيان صادر عن سلطات محافظة بركان، التي وقع الحادث في مجالها الترابي، إلى أن السلطات المحلية والأمنية ومصالح الوقاية المدنية «انتقلت إثر إشعارها بالحادث إلى عين المكان، حيث تم نقل جميع الأشخاص المصابين إلى المستشفى الإقليمي ببركان لتلقي العلاجات الضرورية».
وأضاف البيان أن «بحثا من طرف السلطات المعنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قد فتح لتحديد ظروف وملابسات الحادث، وللكشف أيضاً عن حيثيات تنظيم عملية الهجرة السرية هذه. كما تجري التحريات كذلك لتوقيف سائق الحافلة الذي يوجد حاليا في حالة فرار». ويأتي هذا الحادث بعد ثلاثة أيام من إعلان سلطات الناظور عن وفاة أحد المهاجرين السريين، جراء مرض في غابة بمنطقة سلوان قرب الناظور. وأشار مصدر حقوقي في الناظور إلى أن المهاجر الأفريقي، الذي توفي بسبب المرض يحمل جنسية دولة غينيا، وسبق له قبل ثلاثة أسابيع أن اتصل باللجنة الطبية التابعة لمندوبية الهجرة بكنيسة الناظور دون جدوى.
وأضاف المصدر الحقوقي أن المهاجر الغيني توجه نحو إحدى العيادات الخاصة في مدينة سلوان لإجراء الفحوصات الطبية. غير أنه فارق الحياة جراء مضاعفات المرض.
كما أشار المصدر ذاته إلى أن المهاجر الغيني كان ضمن مجموعة من المهاجرين الأفارقة، الذي فروا إلى الغابة قرب سلوان مع قيام السلطات المغربية خلال الأيام الماضية بعملية تمشيط في أحياء الناظور بهدف ترحيل المهاجرين الأفارقة إلى مدن مغربية أخرى في جنوب البلاد.
ومنذ شهور تقوم السلطات الأمنية المغربية، بين الحين والآخر، بحملات لترحيل المهاجرين الأفارقة إلى المناطق الجنوبية للمغرب، بهدف إبعادهم عن الحدود الشمالية مع إسبانيا، وذلك في إطار سياسة المغرب لتشجيع المهاجرين الأفارقة على تسوية وضعيتهم القانونية بالمغرب والاندماج. كما ضيقت السلطات المغربية الطوق على شبكات تنظيم الهجرة السرية للأفارقة في جنوب المغرب، وعصابات التهريب والاتجار في البشر.